ليلى بختي تسطو على بنك فرنسي في آخر أفلامها

انتهت ليلى بختي من دورها في فيلم «نحن الثلاثة أو لا شيء» الذي ينزل إلى الصالات في الخريف المقبل. ومع هذه البطولة الجديدة تكون الممثلة العربية الأصل قد رسخت مكانتها في السينما الفرنسية واحدة من الوجوه النسائية التي يسعى وراءها المخرجون لتقديم أدوار ذات نمط مختلف عن البطلة الشقراء والزرقاء العينين.
الفيلم من إخراج خيرون طبيب، وهو فنان إيراني متعدد المواهب، مولود في طهران، وقد حقق شهرة طيبة في باريس ممثلا ومغنيا وكاتب سيناريو. وفيه يروي حكاية عائلته منذ أن غادر وطنه وهو في الثانية من العمر، وتجربته في العمل مشرفا تربويا يساعد أبناء المهاجرين المتسربين من الصفوف في العودة إلى مقاعد الدراسة. لقد توجه نحو العمل الفني معتمدا على اسمه الأول، دون لقب والده، المعروف بوصفه حقوقيا يعمل في قضايا التحكيم الدولي وله العديد من المؤلفات. وبهذه الخلفية العائلية، فإن المخرج كان أطيب حظا من ممثلته ليلى بختي التي ولدت في ضاحية باريس الغربية لعائلة مهاجرة من «سيدي بلعباس» في الجزائر، وحفرت في الصخر بأظفارها حتى تبلغ ما بلغت. لقد كانت في مراهقتها تشتري المجلات الفنية وتبحث عن الإعلانات التي تطلب ممثلات مبتدئات وتحلم في قرارة نفسها بأن تظهر في فيلم ما.
لما أنهت الثانوية، سعت لتلقي دروس في العلاج عن طريق الفن، ودروس موازية في التمثيل، وكانت في الوقت ذاته تمارس مختلف الأعمال البسيطة للإنفاق على دروسها. ثم جاءتها الفرصة الذهبية يوم وقعت على إعلان يطلب ممثلة لتأدية دور مهاجرة شابة في فيلم للمخرج كيم شابيرون، أمام النجم فنسان كاسيل. ومن بين عشرات المتقدمات وقع عليها الاختيار لدور «ياسمين».. ثم توالت الأدوار.
لقد بدأت مغامرتها السينمائية معتمدة على الحظ، وهي ما زالت تراهن عليه، ورغم استمرارها في التمثيل وتعدد أدوارها، فإنها ما زالت تشعر بأن مهنتها قد تنقلب عليها، وأن عملها قد يتوقف في اليوم التالي. متى يأتي ذلك اليوم؟ غدا أو بعد 20 سنة؟ مهما حدث، فإن ليلى بختي سجلت اسمها في تاريخ السينما الفرنسية يوم فازت بجائزة «سيزار» لأفضل ممثلة واعدة، عام 2009، عن دورها في فيلم «كل شيء يلمع».
في بداياتها، توقع كثيرون أنها ليست أكثر من فقاعة في فنجان، أو أنها، في أحسن الأحوال، ستبقى أسيرة أدوار البنت المتحدرة من أوساط الهجرة المغاربية، وبالتالي لن يطلبها أحد خارج هذا الإطار. لكن اسم ليلى بختي لم يختف من المشهد السينمائي، بل قدمت أدوارا مهمة، ونالت جوائز كثيرة، وفرضت سحنتها السمراء على شركات فرنسية كبرى للتجميل، اختارتها سفيرة للدعاية لمنتجاتها.
هذا الأسبوع ظهرت صورتها على غلاف أكثر من مجلة بمناسبة قيامها بحملة الترويج لآخر أفلامها «الآن أو مطلقا». ورغم ملامحها العربية، فإنها تؤدي في الفيلم دور «جولييت»، المرأة التي تسطو على مصرف. إن موهبتها تؤهلها لتأدية مختلف الأدوار وإقناع المشاهد بشخصيتها. وهي في هذه المسيرة تضع يدها بيد زوجها طاهر رحيم، الممثل الجزائري الأصل، أيضا، والمولود في فرنسا لأسرة متواضعة. لقد تمكن، مثلها، من فرض نفسه بين نجوم الصف الأول في فرنسا، ونال عدة جوائز تقديرية. ففي واحدة من المرات النادرة، تطرقت ليلى إلى حياتها الزوجية التي تدور بهدوء، منذ أربع سنوات، بعيدا عن فضول الصحافة. وحسب مقابلة معها نشرت في العدد الأخير من مجلة «إيل» النسائية، فإنها تعرفت على طاهر أثناء اشتراكهما في فيلم «النبي» للمخرج جاك أوديار، وأحبت فيه عيوبه ومزاياه. ولم توفر الممثلة عبارات الإطراء لزوجها الذي وصفته بأنه أحد أجمل الشخصيات التي التقتها في حياتها، وهي معجبة بطريقته في التعامل مع حياته، بجانبيها الخاص والفني، وتقول: «لقد ناضل من أجل أن يصبح ممثلا دون أن يسحق أحدا من رفاقه».
بلغت بختي الثلاثين من عمرها هذا العام. وهي تعترف بأن من الضروري جدا أن يكون للمرء شريك يسنده ويقف بجانبه. وفي ما يخص زوجها، فإنها لا تتصور نفسها بجانب رجل سواه، حتى نهاية العمر.
من جانبه، قال طاهر رحيم (33 عاما) إن الزواج قد غير حياته، وهو التزام مهم وبرهان على الحب، مهما حملت الأيام من مفاجآت. إنه مثل ليلى، يؤمن بالارتباط الذي يدوم حتى النهاية.