أسطول من البطّ المطاطي المبتكر لتعزيز الاستجابة للكوارث

في مسابقة لشركة «آي بي إم» الأميركية فازت أجهزة إلكترونية فريدة من نوعها، تؤلف بعد إسقاطها من السماء، شبكة تغطي منطقة من مناطق الكوارث، يستطيع الناس عبرها التواصل والتبليغ عن حاجتهم لعمال الإنقاذ.
وتصمم الأجهزة بنفس شكل البطّة المطاطية الكلاسيكية إلا أنها تتميز بخصائص كثيرة. وقد رأى فريق من المبرمجين في هذه الألعاب المحببة للأطفال خلال الاستحمام، فوائد إضافية. وفازت إحدى الشركات الناشئة العاملة في مجال الاستجابة للكوارث للتو بـ200000 دولار وفرصة لتنفيذ مشروعها على مستوى عالمي من خلال مسابقة «كول فور كود» التي نظمتها «آي بي إم».
شبكة «بروجكت أوول» Project Owl، تتيح توفير الخدمات بعد إسقاط أسطولها من أجهزة «كلاستر داك» من الجوّ في أي منطقة تعرّضت لكارثة، غالباً بواسطة طائرات الدرون. ويمكن لهذه المجموعات من البط أن تطفو على المياه أو أن تستقر في المكان الذي هبطت فيه. وهذه الأجهزة هي عبارة عن كريات مطاطية مسدسة الشكل، مقاومة للمياه ومتينة، وتحمل أجهزة واي - فاي صغيرة، تعمل مع بعضها لتشكيل شبكة محمولة لغاية محددة.
وتستطيع كل بطة إرسال البيانات إلى مدى 400 متر، وعندما تتقاطع هذه الإشارات وتغطي بعضها البعض الآخر فإنها تصل إلى «بطة أم» كبيرة لديها مدى اتصالات أطول كثيرا. بعد إتمام الاتصالات، يمكن استخدام البيانات التي تجمعها الشبكة في تشكيل لوحة قيادة تزوّد أوّل المستجيبين لها بتصور واضح لأي سيناريو كارثي. يعتمد نظام «آي بي إم». المدعّم بالتقنية السحابية بشكل كبير على منصتي «ستوديو واتسون» و«كلاود آي بي آي». اللتين تملكهما الشركة، إلى جانب بيانات من شركة «ويذر كومباني» وخدماتها لتوقع الأحوال الجوية. وتهدف فكرة جمع هذه العوامل إلى رسم خريطة توضح جوانب عدّة للمناطق المدمّرة، من النقاط التي تنتشر فيها مصادر مجموعة الاستجابة، إلى الأحوال الجوية المتوقعة والسائدة.
وجرى الإعلان عن فوز هذا الابتكار منذ مدّة قصيرة، ومن المقرّر تنفيذه على مدار خمس سنوات، بميزانية 30 مليون دولار لحلّ مسائل اجتماعية ملحّة وآخذة في الازدياد.
جذبت المسابقة حوالة 100000 مشترك من 156 دولة. وقالت آينجل دياز، نائبة رئيس قسم تطوير التقنية والمصادر المفتوحة في «آي بي إم».: «لا شكّ في أنّ أي مطوّر سيشعر بالرغبة بخوض هذه المسابقة لتعلّم مهارات جديدة واستخدام تقنية مميزة وحقيقية من آي بي إم». ولأنّ أحداً من موظفيها لم يتمكّن من الفوز، عمدت «آي بي إم». إلى تنظيم أيام تحفيزية داخلية لتشجيع موظفيها على رفع سقف طموحاتهم وأفكارهم.
وعن الفائز، قالت دياز: «يتيح لكم هذا الابتكار تعزيز أولوية إيصال الموارد الطبية والمياه أو حتى العناية الطبية... نظراً لأهمية اتخاذ القرارات في وسط الكوارث». وإلى جانب الجائزة المالية، سيتمّ تبني المفهوم الجديد من قبل شركة «كوربوريت سيرفيس كوربس» التابعة لـ«آي بي إم».
وحلّ ابتكار «بوست - ديزاستر رابيد ريسبونس ريتروفيت» بالمرتبة الثانية في المسابقة، وهو عبارة عن منصة تستخدم الذكاء الصناعي لمساعدة عمال البناء في تحديد نقاط الاستجابة أو إعادة البناء في المناطق التي تعرّضت للزلازل. أمّا المركز الثالث فكان من نصيب «لالي وايلد فاير ديتيكشن»، الذي يستخدم شبكة من أجهزة الاستشعار لتحسّس درجات الحرارة لمساعدة رجال الإطفاء، وتحديداً في الدول النامية، على تعقّب تطوّر وانتشار الحرائق الكبرى.
وتعتزم منظمة «لينوكس» نشر تفاصيل حول أصحاب المراكز العشرة الأولى في المسابقة، وتأسيس تحالف يجمع المبرمجين الذين قد تنسجم أعمالهم مع هذه المشاريع. تقول دياز إنّ المشاركين طوّروا أكثر من 2500 تطبيق محتمل، يتداخل الكثير منها مع القضايا التي سعى المشاركون إلى حلّها أو مع الوسائل التي استخدموها.