مستشار هادي: ليونة غريفيث مع الحوثيين تعقد المشهد اليمني

قال إن ميناء الحديدة يجب تسليمه للشرعية

غريفيث قبيل مغادرته صنعاء يوم السبت الماضي (أ.ف.ب)
غريفيث قبيل مغادرته صنعاء يوم السبت الماضي (أ.ف.ب)
TT

مستشار هادي: ليونة غريفيث مع الحوثيين تعقد المشهد اليمني

غريفيث قبيل مغادرته صنعاء يوم السبت الماضي (أ.ف.ب)
غريفيث قبيل مغادرته صنعاء يوم السبت الماضي (أ.ف.ب)

انتقد الدكتور محمد العامري وزير الدولة ومستشار الرئيس اليمني بعض التصرفات التي قال إنها «غير مفهومة» للمبعوث الأممي لليمن مارتن غريفيث ومنها محاولة الإفراط في الليونة خلال تعامله مع الميليشيات الحوثية المدعومة إيرانياً والتي تسيطر على عاصمة البلاد من سبتمبر (أيلول) 2014.
وشدد العامري في حديث مع «الشرق الأوسط» على أن مهمة المبعوث الأممي الأساسية هي تطبيق القرارات الدولية خاصة القرار 2216. الذي يجب أن يكون أساساً لأي مشاورات قادمة بين الأطراف.
وأضاف «لا شك هناك تصرفات يقوم بها المبعوث الأممي باتت غير مفهومة للشعب اليمني، مثل الإفراط في الليونة مع الميليشيات وهذا بحد ذاته سيعقد المشهد، ونؤكد هنا أن أي خروج عن إطار المشاورات خارج القرارات الدولية وأهمها 2216 سيطيل من معاناة الشعب ويفاقم الكارثة الإنسانية التي تسببت فيها الميليشيات نفسها».
وحذر العامري من «أي تهاون مع الميليشيات» مرجعا ذلك إلى أنه «لا يصب في خدمة الشعب اليمني ولا الإقليم ولا أمن الممرات والملاحة الدولية بل يوجد للميليشيات الإرهابية بيئة حاضنة لإرهابهم على الجميع، والحل يكمن في وضوح رسالة المبعوث مع الميليشيات ومواجهتها بما اقترفته بحق الشعب اليمني، ونقدر أي جهود صادقة في هذا الاتجاه».
وبسؤاله عن التحضيرات للمشاورات القادمة في السويد، أوضح المستشار بأنه حتى الآن لم يتم تعيين الوفد الحكومي وسيقوم رئيس الجمهورية بذلك قريباً، مضيفاً «ننتظر قرار الرئيس تعيين الوفد ولم يتم الاتفاق حتى الآن لا على الزمان ولا المكان بشكل رسمي».
وتابع «التحضيرات الجارية تأتي في سياق انتصارات يحققها الجيش الوطني ضد الميليشيات في جميع الجبهات صعدة، الحديدة، مأرب وعلى تخوم صنعاء، وقد تعودنا من خلال التجارب السابقة أن الميليشيات الحوثية كلما اشتد عليها الخناق تطالب بالمشاورات حتى تتمكن من الحصول على هدنة ترتب صفوفها ثم تعود لعدوانها وإجرامها بحق الشعب اليمني، (...) حاول المبعوث الأممي في الجولة السابقة جلب الحوثيين إلى جنيف لكنه فشل، الآن يعيد محاولة ونتمنى نجاحه، ونقدر أي جهود صادقة وعادلة ومنصفة منه وفي الوقت نفسه لا بد من ردع لهذه الميليشيات التي عاثت فساداً في الشعب اليمني وأساءت للجوار وهددت الإقليم والعالم».
ويرى الدكتور محمد العامري أن جماعة الحوثيين الإرهابية لا يمكن أن تكون جادة يوماً في السلام، معللاً ذلك بقوله «لأنها مشروع خارجي إيراني قرارها في طهران، هي مشروع عنصري طائفي سلالي يرفضه الشعب اليمني قاطبة وهي تعلم ذلك، وتعلم أنه لا يمكنها العيش في أجواء السلام، وما لم تكسر شوكتها وتنهزم عسكرياً ستظل تراوغ في المشاورات للعبث والتموضع فقط، الهزيمة العسكرية وتجريدها من الأسلحة الثقيلة التي استولت عليها من مؤسسات الدولة هو الخيار الأنسب».
واستغرب المستشار حديث البعض عن تسليم ميناء الحديدة لطرف ثالث، مبيناً هنالك طرفان فقط، الشرعية اليمنية المعترف بها دولياً، والانقلابيون المدعومون إيرانياً، وقال «حتى الآن لم نتلق أي طلب رسمي من الأمم المتحدة بتسليم الميناء لطرف ثالث، ونعتقد أن الحل تسليمه للشرعية لا يوجد طرف ثالث، هناك حكومة معترف بها دولياً وإقليمياً برئاسة هادي، وهناك طرف انقلابي ميليشياوي ومن تعاون معه، الحديث عن طرف ثالث ليس مقبولاً، المقبول تسليم الميناء للشرعية التي تمثل الشعب اليمني».
في سياق ذي صلة، عقد نائب الرئيس اليمني الفريق الركن علي محسن صالح اجتماعاً ضم مستشاري الرئيس بحضور وزير الخارجية اليمني خالد اليماني، في الرياض أمس. وذكرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ) أن الاجتماع الذي عقد تنفيذاً لتوجيه الرئيس، بحث آخر التطورات والمستجدات التي تشهدها بلادنا على الصعيدين الميداني والسياسي، وتدارس مختلف القضايا على الساحة اليمنية وفي مقدمتها الانتصارات بمختلف الجبهات في سبيل استعادة الدولة اليمنية وإنهاء الانقلاب.
وأشار الفريق علي محسن إلى «الحرص والنوايا الحسنة التي أبدتها الشرعية بقيادة رئيس الجمهورية وحضور الوفد الحكومي لمشاورات السلام في كل الجولات مع استمرار تعنت الحوثيين واستمرار انتهاكاتهم بحق اليمنيين واستهدافهم للأراضي السعودية ومساعيهم للإخلال بالأمن والسلم الإقليمي والدولي»، مجددا التأكيد على المبدأ الثابت المساند لخيار السلام باعتباره مطلباً سياسيا وشعبياً، «السلام غير المنقوص والدائم والمستند للمرجعيات الثلاث المتمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن الدولي 2216، ومع الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة وبما يؤدي إلى استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب».
ونوه الاجتماع إلى الجهد الحكومي الذي أحرز نجاحاً ملموساً في تحسين العملة الوطنية ومنعها من الانهيار وضرورة بذل جهود أكبر في توفير الخدمات وتلبية متطلبات المواطنين وتحسين الوضع المعيشي.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.