الحكومة الإسرائيلية تصادق على تعيين مرشح ليبرمان رئيساً للأركان

أفيف كوخافي (ويكيبيديا)
أفيف كوخافي (ويكيبيديا)
TT

الحكومة الإسرائيلية تصادق على تعيين مرشح ليبرمان رئيساً للأركان

أفيف كوخافي (ويكيبيديا)
أفيف كوخافي (ويكيبيديا)

صادقت الحكومة الإسرائيلية في جلستها الأسبوعية أمس (الأحد)، على تعيين اللواء أفيف كوخافي (54 عاماً)، رئيساً لهيئة أركان الجيش، على الرغم من أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لم يرغب به ودخل في صدام حاد بسببه مع وزير الدفاع السابق أفيغدور ليبرمان الذي رشحه.
ويتولى كوخافي منصبه خلفاً لغادي أيزنكوت الذي تنتهي ولايته في 15 يناير (كانون الثاني) المقبل.
وجاءت مصادقة الحكومة على هذا التعيين، بعدما شهدت القيادة السياسية خضّات حادة في الأسبوعين الأخيرين، أولاً بسبب الخلافات السياسية في الحكومة، وثانياً في أعقاب الصدام الحربي «الخاطف» مع حركتي «حماس» و«الجهاد» في قطاع غزة.
ومعلوم أن نتنياهو كان يرغب في تعيين سكرتيره العسكري الجنرال إيال زمير في رئاسة الأركان، لكن ليبرمان فرض عليه كوخافي فرضاً، فاستغل غيابه في الزيارة المميزة لسلطنة عمان، وأعلن للجمهور أنه اختار رئيس الأركان الجديد. وحسب تسريبات نشرت أمس، فإن نتنياهو اتصل من مسقط مع ليبرمان وجرت بينهما محادثة طغى عليها الصراخ.
ووفقاً لمصدر حكومي، فإن ليبرمان يعرف تماماً أن نتنياهو يفضل اللواء إيال زمير لشغل المنصب، لكنه تجاهل رغبته واستغل غياب نتنياهو ليعلن رأيه. ولأنه لم يرد الدخول في معركة مع قيادة الجيش، رضخ نتنياهو للقرار مرغماً، وبعد مرور بضع ساعات نشر بيان تهنئة لتعيين كوخافي.
وعندما استقال ليبرمان من الحكومة تولى نتنياهو وزارة الأمن وأعلن أن اللواء إيال زمير سيعين لمنصب نائب رئيس هيئة أركان الجيش، مؤكداً أنه - أي نتنياهو - قبل توصية كوخافي بخصوص نائبه المستقبلي. وفي أعقاب ذلك، يتوقع أن يؤدي تعيين زمير، إلى استقالة عدد من كبار جنرالات الجيش وتركهم الخدمة العسكرية.
وامتدح نتنياهو اللواء كوخافي أمس، وقال إنه «قائد يحظى بتقدير كبير ولديه كثير من الإنجازات والخطط لإحداث ابتكارات في جيش الدفاع». وزاد: «إنني متأكد من أنه سيقود جيش الدفاع إلى قمم جديدة، ومثل من سبقه فإنه سيقود جيش الدفاع بشكل يتعامل بنجاح مع التحديات التي نواجهها». كما امتدح الفريق غادي أيزنكوت رئيس الأركان الحالي «على خدمته المخلصة والمهمة التي أداها خلال فترة ليست ببسيطة».
تجدر الإشارة إلى أن كوخافي، بدأ خدمته العسكرية في وحدة المظليين، وتدرج في جميع مناصبها الإدارية، ليتم تعيينه في نهاية المطاف قائداً لهذه الوحدة. وقاد كوخافي الوحدة الخاصة بالعمل ضد قطاع غزة في الجيش الإسرائيلي، ثم ارتقى لدرجة لواء وعين قائداً للواء الشمال، ثم أصبح رئيساً لشعبة الاستخبارات العسكرية ومن بعدها رئيساً لوحدة العمليات في رئاسة الأركان إلى أن وصل إلى منصب نائب رئيس الأركان.
وخلال خدمته الطويلة في الجيش الإسرائيلي، شارك كوخافي في كل الحروب والمعارك التي خاضها الجيش الإسرائيلي ضد الفلسطينيين واللبنانيين، بدءاً بقمع الانتفاضتين الفلسطينيتين الأولى والثانية، عبر حربي لبنان الأولى (1982) والثانية (2006)، وحتى الحروب على قطاع غزة في الأعوام 2008 و2011 و2014.
وكوخافي هو الابن الأوسط بين 3 إخوة، نشأ في كریات بیالیك في خليج عكا. في عام 1982، تخرج من المدرسة وانضم إلى الجيش وتطوع للواء المظليين. ثم انتقل الى الجامعة وتخرج ليصبح قائد سرية مشاة. ثم عين ضابط العمليات في لواء المظليين. وبعدها تمت ترقيته وتعيينه قائداً للكتيبة 101 (كتيبة الأفعى) وكلف ليصبح قائد قاعدة تدريب المظليين ونائب قائد لواء المظليين.
وفي عام 1998، وعند إنهائه الدراسات العليا من جامعة هارفارد في الولايات المتحدة، تم تعيينه قائداً للقسم الشرقي من وحدة الاتصال بلبنان من عام 1998 حتى 2000، وقاد وحدة احتياطية من المظليين حتى 2001 ثم قاد لواء المظليين حتى 2003. وفي عام 2004 عين كوخافي قائداً لفرقة غزة، وبقي في منصبه حتى نهاية يوليو (تموز) 2006.
وخلال خدمته قائداً للفرقة وقع حدثان كبيران؛ ففي صيف 2005 نفذت إسرائيل خطة فك الارتباط وانسحبت من قطاع غزة، وفي صيف عام 2006 أسر الجندي جلعاد شاليط وشنت فرقته حملة فاشلة على غزة ادت الى إقالته من منصبه.
وفي عام 2006، حاول العودة للدراسة في لندن في الكلية الأمنية، لكنه تم إلغاء رحلته خوفاً من الاعتقال من قبل السلطات البريطانية للاشتباه في تورطه في جرائم حرب خلال خدمته في غزة، فسافر إلى الولايات المتحدة بدلاً من لندن ودرس في جامعة جون هوبكنز. وفي عام 2007، تم تعيينه رئيساً لشعبة العمليات في هيئة الأركان العامة، وفي 2010، تمت ترقيته إلى لواء وعين رئيساً للاستخبارات العسكرية، وفي 2014 تم تعيين كوخافي قائداً لقوات المنطقة الشمالية.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.