تحقيقات هولندية حول انتشار خطاب الكراهية ضد الإسلام

لافتات معادية ضد السلام قرب أحد المساجد الهولندية (موقع حركة فوربوست)
لافتات معادية ضد السلام قرب أحد المساجد الهولندية (موقع حركة فوربوست)
TT

تحقيقات هولندية حول انتشار خطاب الكراهية ضد الإسلام

لافتات معادية ضد السلام قرب أحد المساجد الهولندية (موقع حركة فوربوست)
لافتات معادية ضد السلام قرب أحد المساجد الهولندية (موقع حركة فوربوست)

فتحت الشرطة الهولندية تحقيقاً، حول قيام أنصار جماعة يمينية متشددة، بوضع لافتات تتضمن دعوى للكراهية ضد الإسلام، بالقرب من أحد المساجد في مدينه ايده في وسط هولندا، وقام أنصار الحركة أو الجماعة المعروفة باسم «فوربوست» بتوزيع منشورات حول الأمر نفسه. وبحسب وسائل الإعلام الهولندية، فقد طلبت الشرطة من المواطنين في المنطقة القريبة من المسجد إمدادها بالمزيد من المعلومات أو أي صور فيديو للواقعة التي حدثت في عطلة نهاية الأسبوع.
كما نشرت الحركة أيضاً عبر صفحتها في وسائل الإعلام الاجتماعي، عبارة تحض على الكراهية، أبرزها «أوقفوا الإرهاب الإسلامي» و«أوقفوا الأسلمة».
وفي رد فعل على هذا الأمر، أدان المسؤولون في المسجد ما وقع مؤخراً، ووصفوه بالهجوم العنصري.، كما طالبوا السلطات الهولندية بوقف المسؤولين عن الهجوم والذين يسعون إلى نشر العداء للإسلام.
وفي نهاية أكتوبر (تشرين الأول)، رفض كيس ديبفين، عمدة مدينة أوترخت، وهي من كبرى المدن الهولندية التي يعيش فيها جاليات إسلامية وعربية، السماح بمظاهرة لجماعة «بيغيدا» اليمينية المتشددة أمام المسجد الكبير في المدينة، وقال العمدة: إن «الرفض بسبب ما تمثله المظاهرة من تهديد للأمن العام».
وسبق أن نظمت «بيغيدا» بالتعاون مع حركة «فوربوست» مظاهرات بدعوى مواجهة أسلمة أوروبا. وتنشط حركة «بيغيدا» في عدد من الدول الأوروبية». ونظمت في مطلع أكتوبر مظاهرة في مدينة أنسخديه، وذلك بعد وقت قصير من الإعلان عن إلغاء معرض للرسوم الكارتونية المسيئة للرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم - كان ينوي زعيم اليمين المتشدد في هولندا خيرت فيلدرز، المعروف بمواقفه المناهضة للإسلام، إقامته في مقر البرلمان الهولندي. ونظمت حركة «أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب» المعروفة اختصاراً باسم «بيغيدا»، مظاهرة مناهضة للمسلمين أمام أحد المساجد في مدينة أنسخديه الهولندية. وعرضت الحركة أمام المسجد الذي يمثل المغاربة معظم مرتاديه فيلماً مناهضاً للإسلام، وردد المتظاهرون هتافات منددة بالدين الإسلامي، بحسب تقارير إعلامية.
وفي مكان قريب من مظاهرة «بيغيدا»، نظمت مجموعة من الأشخاص ينتمون إلى جمعية «حركة ضد الفاشية» (إيه إف إيه) مظاهرة مؤيدة للمسلمين، رفع منظموها لافتات مناهضة للعنصرية. كما رددوا هتافات في السياق ذاته من قبيل «قلها بصوت عال، قلها بوضوح، نقبل الجميع هنا». ونظمت التظاهرتان وسط وجود أمني مكثف للحيلولة دون وقوع اشتباكات بين الطرفين.
جدير بالذكر، أن حركة «بيغيدا» بدأت منذ 2014 مظاهراتها المناهضة للإسلام والمهاجرين الأجانب في ألمانيا، مساء كل يوم اثنين؛ بنحو 350 مشاركاً، لكن فيما بعد زاد عدد المشاركين فيها بسبب هتافاتها المعادية للإسلام والمهاجرين.
وفي أواخر أكتوبر الماضي قال فيليب ديونتر، زعيم اليمين المتشدد البلجيكي، إن أوروبا في حالة حرب مع الإسلام، وعلى الشعب أن ينظم نفسه ويوجه ضرباته، وجاء ذلك في إحياء الذكرى الرابعة لتأسيس الحركة الوطنية المعادية للإسلام في ألمانيا (بيغيدا)، وكان ديونتر يتحدث أمام تجمع من مناصريها يضم أربعة آلاف شخص في مدينة دريسدن بألمانيا، وألقى اليميني البلجيكي المتشدد خطابه بالألمانية.
وحسب ما نقلت عنه وسائل الإعلام البلجيكية، فقد قال ديونتر: «إذا كان السياسيون لا يريدون أن يسمعوا إلى رأي المواطنين فعلى الشعب أن يتحدث ويتصرف، وحركة (بيغيدا) هي الأمل الأخير للألمان في ألمانيا والأوروبيين في أوروبا»، مضيفاً: «لقد جلبنا الأعداء إلينا عبر الهجرة الجماعية وهم حصان طروادة بالنسبة للإرهاب، والآن أوروبا في حرب مع الإسلام»، وتمادى في خطابه وشبّه الإسلام بالحيوان المفترس، دائماً على استعداد لمهاجمة الضحية الضعيفة، كما هاجم ديونتر التعدد الثقافي في المجتمعات الأوروبية، وقال: إن «التعدد الثقافي له نفس تأثير الإيدز على صحة الرجل، وتقوض التعددية الثقافية الهوية والديمغرافية للشعوب والحضارات».
وخلال كلمته التي ألقاها مساء الأحد الماضي، قارن زعيم اليمين المتشدد البلجيكي في خطبته بين القرآن ورخصة القتل، وقال: إن ما يقوله الآن ليس جديداً؛ فقد سبق وأن قاله في البرلمان البلجيكي في 2015 ولم يعجب هذا الكلام وزير الداخلية جان جامبون، الذي رد على ديونتر قائلاً له: «هذا الخط الفاصل الذي تضعه بين الإسلام وبقية المجتمع البلجيكي لن تجد له أي دعم من أي الأحزاب».
إلى جانب ديونتر، تحدث أيضاً عدد من قيادات اليمين المتشدد في دول أوروبية أخرى، واعتادوا على توجيه انتقادات للإسلام ومن قيادات يمينية متشددة من ألمانيا وجمهورية التشيك وبريطانيا». وعلى الجانب الآخر نظم المناهضون لحركة «بيغيدا»، ثلاث مظاهرات في دريسدن الألمانية، ورفعوا لافتات مكتوب عليها أن «الكراهية ليست هي البديل».



الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.