ليبيا تنفي مقتل المصريين.. وتطلب مساعدة لإطفاء حريق

الدفاع المدني فشل في السيطرة على النيران بحقل نفطي

ليبيا تنفي مقتل المصريين.. وتطلب مساعدة لإطفاء حريق
TT

ليبيا تنفي مقتل المصريين.. وتطلب مساعدة لإطفاء حريق

ليبيا تنفي مقتل المصريين.. وتطلب مساعدة لإطفاء حريق

نفى المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية بالحكومة المؤقتة في ليبيا رامي كعال، الأنباء التي تداولتها بعض وسائل الإعلام، عن مقتل 23 مواطنا مصريا جراء سقوط صاروخ على المنزل الذي يقيمون فيه بالكريمية جنوب طرابلس.
وقال كعال لوكالة الأنباء الليبية اليوم (الاثنين)، إن كل ما تناولته وسائل الإعلام حول مقتل المصريين مجرد "أخبار عارية عن الصحة"، وإن الحادث أسفر عن إصابة أحد المصريين بجروح نقل على إثرها إلى المستشفى.
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية بدر عبد العاطي، أكد أمس (الأحد) لوكالة الصحافة الفرنسية، أن 23 شخصا بينهم مصريون، قتلوا جراء سقوط قذيفة على منزلهم.
من جهتها، طلبت الحكومة الليبية المؤقتة، اليوم، مساعدة دولية لإخماد الحريق الهائل الذي اندلع بمستودعات البريقة للنفط والغاز بطريق المطار في طرابلس، وعبرت عدد من الدول عن استعدادها لإرسال طائرات وفرق متخصصة في إطفاء الحرائق.
وحذرت الحكومة، في بيان نشرته على موقعها الرسمي اليوم، من سمتهم "الجماعات المتصارعة"، من مغبة عدم التوقف عن إطلاق النار لإعطاء الفرصة لفرق الإطفاء للقيام بأعمالها، وحملتهم مسؤولية الكارثة الإنسانية والبيئية التي ستحل بطرابلس في حال عدم التمكن من إطفاء هذا الحريق.
ونشب حريق هائل بمستودعات البريقة للنفط والغاز بطريق المطار نتيجة إصابتها بالقصف.
ولفتت الحكومة إلى أنه نظرا لضخامة الحريق، سخرت كافة إمكاناتها من خلال الاستعانة بجميع وحدات الدفاع المدني بطرابلس الكبرى وكذلك فرق الإطفاء والمهندسين والتقنيين التابعين لشركة البريقة، للعمل على إطفاء الحريق.
من جانبه، أشار المتحدث باسم المؤسسة الوطنية للنفط محمد الحراري، إلى أن مجموع ما تحتويه الخزانات الموجودة في الموقع يقدر بنحو 90 مليون لتر من الوقود.
وأعلن الحراري أن جهاز الإطفاء الليبي فشل في إخماد حريق خزان الوقود، محذرا من كارثة قد تقع.
وبثت التلفزيونات الليبية مساء أمس نداءات إلى السكان المقيمين على بعد 5 كيلومترات في محيط الخزان، لمغادرة المنطقة من أجل تجنب "انفجار هائل".
وناشدت الوزارة ، في بيان اليوم، الجميع بالنظر إلى الوضع الكارثي، وتغليب صوت العقل على صوت السلاح، حتى يمكن للعاملين بهيئة السلامة الوطنية من الدخول للمنطقة لإخماد الحريق للمرة الثانية، بعد أن تمكنوا من إخماده في المرة الأولى.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.