مبيعات «الجمعة السوداء» تعكس تفاؤل المتسوقين في أميركا

«سوق» تطرح لأول مرة منتجات «أمازون» لمواطني الشرق الأوسط

مبيعات «الجمعة السوداء» تعكس تفاؤل المتسوقين في أميركا
TT

مبيعات «الجمعة السوداء» تعكس تفاؤل المتسوقين في أميركا

مبيعات «الجمعة السوداء» تعكس تفاؤل المتسوقين في أميركا

يراهن التجار كل عام على زيادة المبيعات في موسم تخفيضات «الجمعة السوداء»، وفتحوا أبواب متاجرهم صباح أول من أمس الجمعة لاستقبال الإقبال سواء بالمتاجر أو عبر المنصات الإلكترونية.
وفي ثمانينيات القرن الماضي وجد التجار في أميركا وسيلة لبث الحياة في «الجمعة السوداء» وجعل النظرة لهذا اليوم إيجابية في نظر زبائنهم، وكانت النتيجة هي تحول المتاجر في الولايات المتحدة في الجمعة التي تأتي عقب عيد الشكر من الخسائر للأرباح.
وقام أكثر من 164 مليون أميركي بالتسوق خلال أيام عيد الشكر بزيادة 14.8 في المائة مقارنة بالعام الماضي، ليصل إجمالي المبيعات في الولايات المتحدة خلال موسم عطلات عيد الشكر إلى 124.1 مليار دولار.
كما ارتفع الإنفاق من خلال المنصات الإلكترونية بنسبة 27.8 في المائة عن العام الماضي ليبلغ 6.4 مليار دولار، وأنفق المتسوقون عبر الإنترنت 3.7 مليار دولار في عيد الشكر وحده بزيادة قدرها 28 في المائة عن العام الماضي، وفقاً لتقرير شركة أدوبي أنلتكس عن تحليل بيانات المتسوقين.
ونما الإنفاق غير المباشر بنسبة 2.7 في المائة، لكن مشتريات المتاجر التقليدية تظل الأكثر سيطرة على قطاع التجزئة في العالم بنسبة 83 في المائة.
وقالت شركة ماسترد كارد إن إجمالي المبيعات من خلال كروت الائتمان وصلت إلى 23 مليار دولار هذا العام مقارنة بنحو 21 مليار دولار العام الماضي. وكانت ماسترد كارد تستهدف زيادة المبيعات بنحو 5 في المائة هذا العام.
وساعدت البداية المبكرة للطقس البارد في نمو المبيعات، حيث شهدت سلع ومنتجات التدفئة إقبالاً على العكس العام الماضي، كما نالت الإلكترونيات والهواتف الذكية والأجهزة المنزلية جاذبية المتسوقين.
وقدم كل من أمازون وبست باي وتارجت وول مارت أفضل عروض المبيعات في منافسة شرسة على منتجات «آبل» المختلفة، والسماعات الذكية والأجهزة المنزلية كشاشات التلفزيون وألعاب الإكس بوكس والأجهزة اللوحية.
وترتبط «الجمعة السوداء» في أذهان الكثير من المتسوقين بمشاهد الإقبال وليست التخفيضات في حد ذاتها، ويذهب بعضهم إلى المحال التجارية بدلا من المنصات الإلكترونية لمشاهدتهم زينة عيد الميلاد، ومحاولة نيل أكبر قدر من الصفقات الخاصة بالمشتريات.
ومن المتوقع أن يقدم إجمالي المبيعات خلال الشهرين الجاري والمقبل مؤشرا واضحا على ما إذا كان هناك تباطؤ في الإنفاق والاستهلاك أو تفاؤل بشأن الاقتصاد الأميركي في العام المقبل.
ويتوقع الاتحاد الوطني للبيع بالتجزئة، وهو أكبر مجموعة لتجارة التجزئة في الولايات المتحدة، أن تزيد مبيعات التجزئة في موسم العطلات بنسبة 4.8 في المائة مقارنة بعام 2017 ليصل إجماليها إلى 720.89 مليار دولار.
ويرى خبراء أن التسوق سيشهد تحولا كبيرا مع استخدام التكنولوجيا التفاعلية بدلا من الشراء، أو ما يشبه المتاجر المؤقتة التي تتيح تجربة المنتجات شخصياً قبل اتخاذ قرار بشرائها.
ويعتبر صعود فكرة التسوق عبر التجربة الذاتية رد فعل على تزايد التسوق عبر الإنترنت الذي ارتفع بنسبة 15 في المائة خلال العام الماضي في أوروبا وأميركا الشمالية، ويُتوقع أن يزيد بالنسبة نفسها هذا العام.
وفي الشرق الأوسط تتجه الأنظار لموسم التخفيضات أيضا لكن بمسمى «الجمعة البيضاء»، وأعلن موقع «سوق دوت كوم» لأول مرة عن توفير آلاف المنتجات المختارة من متجر «أمازون» العالمي لتكون جاهزة للشحن من الولايات المتحدة لعملائها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
ويتمتع عملاء المنصة الإلكترونية «سوق» في المملكة والإمارات العربية بإمكانية الوصول إلى أكثر من مليون منتج من متجر أمازون العالمي، إضافة إلى تخفيضات المنصة في موسم التخفيضات.


مقالات ذات صلة

واشنطن تُصعِّد تجارياً... رسوم جديدة على واردات الطاقة الصينية

الاقتصاد يقوم عامل بإجراء فحص الجودة لمنتج وحدة الطاقة الشمسية في مصنع «لونجي للتكنولوجيا الخضراء» في الصين (رويترز)

واشنطن تُصعِّد تجارياً... رسوم جديدة على واردات الطاقة الصينية

تخطط إدارة بايدن لزيادة الرسوم الجمركية على رقائق الطاقة الشمسية، البولي سيليكون وبعض منتجات التنغستن القادمة من الصين.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد أشخاص يتسوقون في متجر بقالة في روزميد - كاليفورنيا (أ.ف.ب)

التضخم الأميركي يرتفع في نوفمبر إلى 2.7 % على أساس سنوي

ارتفعت أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة بأكبر قدر في 7 أشهر في نوفمبر.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد أوراق نقدية من فئة الدولار الأميركي (رويترز)

قبيل بيانات التضخم... الدولار قرب أعلى مستوى في أسبوعين

تداول الدولار بالقرب من أعلى مستوى له في أسبوعين مقابل الين، قبيل صدور بيانات التضخم الأميركي المنتظرة التي قد تكشف عن مؤشرات حول وتيرة خفض الفائدة.

«الشرق الأوسط» (طوكيو )
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتهية ولايته جو بايدن (أ.ف.ب)

بايدن: خطة ترمب الاقتصادية ستكون «كارثة»

وصف الرئيس الأميركي المنتهية ولايته جو بايدن اليوم الثلاثاء الخطط الاقتصادية لخليفته دونالد ترمب بأنها «كارثة».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد مبنى بنك «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)

«سيتي غروب» تعدّل توقعاتها وتنتظر خفضاً للفائدة 25 نقطة أساس

انضمّت «سيتي غروب» التي توقعت سابقاً خفضاً لأسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس من قبل «الاحتياطي الفيدرالي»، إلى بقية شركات السمسرة في توقعها بخفض 25 نقطة أساس.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

الصين تتعهد بتحفيز الاقتصاد عبر زيادة الديون وتخفيض الفائدة

الرئيس الصين شي جينبينغ يُلقي خطاباً خلال مؤتمر العمل الاقتصادي المركزي في بكين (وكالة أنباء شينخوا)
الرئيس الصين شي جينبينغ يُلقي خطاباً خلال مؤتمر العمل الاقتصادي المركزي في بكين (وكالة أنباء شينخوا)
TT

الصين تتعهد بتحفيز الاقتصاد عبر زيادة الديون وتخفيض الفائدة

الرئيس الصين شي جينبينغ يُلقي خطاباً خلال مؤتمر العمل الاقتصادي المركزي في بكين (وكالة أنباء شينخوا)
الرئيس الصين شي جينبينغ يُلقي خطاباً خلال مؤتمر العمل الاقتصادي المركزي في بكين (وكالة أنباء شينخوا)

تعهدت الصين، يوم الخميس، بزيادة العجز في الموازنة، وإصدار مزيد من الديون، وتخفيف السياسة النقدية، للحفاظ على استقرار معدل النمو الاقتصادي، وذلك في ظل استعدادها لمزيد من التوترات التجارية مع الولايات المتحدة مع عودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

جاءت هذه التصريحات في بيان إعلامي رسمي صادر عن اجتماع سنوي لتحديد جدول أعمال كبار قادة البلاد، المعروف بمؤتمر العمل الاقتصادي المركزي (CEWC)، الذي عُقد في 11 و12 ديسمبر (كانون الثاني)، وفق «رويترز».

وقالت هيئة الإذاعة والتلفزيون الصينية بعد الاجتماع المغلق للجنة الاقتصادية المركزية: «لقد تعمق الأثر السلبي الناجم عن التغيرات في البيئة الخارجية». ويُعقد هذا الاجتماع في وقت يعاني فيه ثاني أكبر اقتصاد في العالم من صعوبات شديدة، نتيجة أزمة سوق العقارات الحادة، وارتفاع ديون الحكومات المحلية، وضعف الطلب المحلي. وتواجه صادراتها، التي تعد من بين النقاط المضيئة القليلة في الاقتصاد، تهديداً متزايداً بزيادة الرسوم الجمركية الأميركية.

وتتوافق تعهدات اللجنة الاقتصادية المركزية مع اللهجة التي تبناها أكثر تصريحات قادة الحزب الشيوعي تشاؤماً منذ أكثر من عقد، التي صدرت يوم الاثنين بعد اجتماع للمكتب السياسي، الهيئة العليا لصنع القرار.

وقال تشيوي تشانغ، كبير الاقتصاديين في «بين بوينت أسيت مانجمنت»: «كانت الرسالة بشأن رفع العجز المالي وخفض أسعار الفائدة متوقعة». وأضاف: «الاتجاه واضح، لكنَّ حجم التحفيز هو ما يهم، وربما لن نكتشف ذلك إلا بعد إعلان الولايات المتحدة عن الرسوم الجمركية».

وأشار المكتب السياسي إلى أن بكين مستعدة لتنفيذ التحفيز اللازم لمواجهة تأثير أي زيادات في الرسوم الجمركية، مع تبني سياسة نقدية «مرنة بشكل مناسب» واستخدام أدوات مالية «أكثر استباقية»، بالإضافة إلى تكثيف «التعديلات غير التقليدية المضادة للدورة الاقتصادية».

وجاء في ملخص اللجنة الاقتصادية المركزية: «من الضروري تنفيذ سياسة مالية أكثر نشاطاً، وزيادة نسبة العجز المالي»، مع رفع إصدار الديون على المستوى المركزي والمحلي.

كما تعهد القادة بخفض متطلبات الاحتياطي المصرفي وبتخفيض أسعار الفائدة «في الوقت المناسب».

وأشار المحللون إلى أن هذا التحول في الرسائل يعكس استعداد الصين للدخول في مزيد من الديون، مع إعطاء الأولوية للنمو على المخاطر المالية، على الأقل في الأمد القريب.

وفي مؤتمر العمل الاقتصادي المركزي، تحدد بكين أهداف النمو الاقتصادي، والعجز المالي، وإصدار الديون والمتغيرات الأخرى للعام المقبل. ورغم أن الأهداف يجري الاتفاق عليها في الاجتماع، فإنها لن تُنشر رسمياً إلا في الاجتماع السنوي للبرلمان في مارس (آذار).

وأفادت «رويترز» الشهر الماضي بأن المستشارين الحكوميين أوصوا بأن تحافظ بكين على هدف النمو عند نحو 5 في المائة دون تغيير في العام المقبل.

وقال تقرير اللجنة الاقتصادية المركزية: «من الضروري الحفاظ على نموٍّ اقتصادي مستقر»، لكنه لم يحدد رقماً معيناً.

التهديدات الجمركية

وأثارت تهديدات ترمب بزيادة الرسوم الجمركية حالة من القلق في المجمع الصناعي الصيني، الذي يبيع سلعاً تزيد قيمتها على 400 مليار دولار سنوياً للولايات المتحدة. وقد بدأ كثير من المصنِّعين في نقل إنتاجهم إلى الخارج للتهرب من الرسوم الجمركية.

ويقول المصدِّرون إن زيادة الرسوم الجمركية ستؤدي إلى تآكل الأرباح بشكل أكبر، مما سيضر بالوظائف، والاستثمار، والنمو. وقال المحللون إنها ستفاقم أيضاً فائض القدرة الإنتاجية في الصين والضغوط الانكماشية التي تولدها.

وتوقع استطلاع أجرته «رويترز» الشهر الماضي أن الصين ستنمو بنسبة 4.5 في المائة في العام المقبل، لكنَّ الاستطلاع أشار أيضاً إلى أن الرسوم الجمركية قد تؤثر في النمو بما يصل إلى نقطة مئوية واحدة.

وفي وقت لاحق من هذا العام، نفَّذت بكين دفعة تحفيزية محدودة، حيث كشف البنك المركزي الصيني في سبتمبر (أيلول) عن إجراءات تيسيرية نقدية غير مسبوقة منذ الجائحة. كما أعلنت بكين في نوفمبر (تشرين الثاني) حزمة ديون بقيمة 10 تريليونات يوان (1.4 تريليون دولار) لتخفيف ضغوط تمويل الحكومات المحلية.

وتواجه الصين ضغوطاً انكماشية قوية، حيث يشعر المستهلكون بتراجع ثرواتهم بسبب انخفاض أسعار العقارات وضعف الرعاية الاجتماعية. ويشكل ضعف الطلب الأسري تهديداً رئيسياً للنمو.

ورغم التصريحات القوية من بكين طوال العام بشأن تعزيز الاستهلاك، فقد اقتصرت السياسات المعتمدة على خطة دعم لشراء السيارات والأجهزة المنزلية وبعض السلع الأخرى.

وذكر ملخص اللجنة الاقتصادية المركزية أن هذه الخطة سيتم توسيعها، مع بذل الجهود لزيادة دخول الأسر. وقال التقرير: «يجب تعزيز الاستهلاك بقوة».