لبنان: الراعي يدعو إلى انتخاب رئيس من خارج «8» و«14 آذار»

لقاء جنبلاط ونصر الله أكد ضرورة الإسراع في إجراء الانتخابات

نصر الله لدى لقائه جنبلاط أمس في الضاحية الجنوبية في صورة وزعها المكتب الاعلامي لحزب الله
نصر الله لدى لقائه جنبلاط أمس في الضاحية الجنوبية في صورة وزعها المكتب الاعلامي لحزب الله
TT

لبنان: الراعي يدعو إلى انتخاب رئيس من خارج «8» و«14 آذار»

نصر الله لدى لقائه جنبلاط أمس في الضاحية الجنوبية في صورة وزعها المكتب الاعلامي لحزب الله
نصر الله لدى لقائه جنبلاط أمس في الضاحية الجنوبية في صورة وزعها المكتب الاعلامي لحزب الله

دعا البطريرك الماروني بشارة الراعي إلى انتخاب رئيس من خارج اصطفاف فريقي «8» و«14 آذار»، وملء الفراغ الرئاسي المستمر منذ أكثر من شهرين، محذرا من أن «الاستغناء عن رئيس للجمهورية، ومحاولة نسيانه واعتباره غير ضروري يستبطن هدم كيان الدولة لغايات مبيتة». وفي حين أشارت بعض المعلومات إلى توجه لدى فريق «14 آذار»، للإعلان عن مرشح باسمها بدلا من رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، سجل أمس لقاء هو الأول منذ أكثر من سنتين، بين رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، وأمين عام «حزب الله» حسن نصر الله، أكد فيه الطرفان على ضرورة الإسراع في انتخاب رئيس، وفق ما جاء في بيان مشترك للمكتب الإعلامي في الحزب ومفوضية الإعلام في «الاشتراكي».
وسأل الراعي في عظة قداس الأحد عن السبب وراء «إقصاء وإهمال وتغييب» الشخصيات المارونية خارج فريقي «14» و«8 آذار» في وقت «أصبح واضحا أن فريق (14 آذار) لا يريد رئيسا من (8 آذار)، وأن فريق (8 آذار) لا يريد رئيسا من فريق (14 آذار).
وندد الراعي بمخالفة النواب للدستور، مؤكدا أن المادتين 73 و74 من الدستور تنصان على انتخاب رئيس فور خلو سدة الرئاسة، ووجه الراعي انتقادات لرئيس مجلس النواب نبيه بري، قائلا «بدلا من أن يلتئم المجلس يوميا لانتخاب الرئيس، فرئيسه لا يدعو إلى انعقاده، وعن غير وجه حق، إلا مرة في كل أسبوع أو اثنين أو شهر»، وسأل: «بماذا ينعت كل هذا التصرف وماذا يعني؟ وما هي أهدافه؟».
وبينما رفضت مصادر «الحزب الاشتراكي» التعليق على لقاء نصر الله - جنبلاط، وعما إذا كان من شأنه أن يحدث خرقا في الملف الرئاسي، اكتفى البيان الصادر عن الطرفين بالإشارة إلى أنه جرى التباحث في الأوضاع الداخلية، لا سيما موضوع العمل الحكومي وأهمية تفعيله وتنشيطه، مشددين على ضرورة الإسراع في انتخاب رئيس جديد للجمهورية لإنهاء حالة الشغور القائمة.
ولفت البيان إلى توافق الطرفين على ضرورة الحفاظ على التماسك الداخلي وتعزيز الإجراءات المتخذة من أجل تمتين حالة الاستقرار التي تعيشها البلاد من خلال رفع مستويات التنسيق بين الأجهزة اﻷمنية.
وكان العدوان الإسرائيلي على غزة حاضرا في لقاء أمين عام حزب الله ورئيس الحزب الاشتراكي، بحسب البيان الذي أشار إلى أنهما بحثا خلال اللقاء الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة، لا سيما ما يجري في غزة من جرائم صهيونية بحق الشعب الفلسطيني، مع التأكيد على التضامن مع الشعب الفلسطيني وأهل غزة في صمودهم في مواجهة الاحتلال، وعلى أن فلسطين تبقى القضية المركزية وأنها تعلو فوق كل الخلافات السياسية.
وتناول الجانبان ما يجري في العراق، وبالتحديد ما تشهده منطقة الموصل من تهجير للمسيحيين وقتل لهم وللمسلمين على أيدي التكفيريين، اﻷمر الذي كان موضع استنكار الطرفين، وجرى التأكيد على ضرورة البحث في السبل الكفيلة بحماية وحدة العراق وتنوعه السياسي. وتطرق البحث إلى موضوع العلاقات الثنائية بين «حزب الله» والحزب التقدمي الاشتراكي، حيث عبر الطرفان عن رضاهما عن حسن سير هذه العلاقة، وأكدا ضرورة تطويرها بما فيه مصلحة الطرفين والمصلحة الوطنية العامة.
وفي الملف الرئاسي المجمد في ظل مقاطعة فريق «8 آذار» جلسات الانتخاب وتمسكه بترشيح النائب ميشال عون، استغرب النائب في «كتلة المستقبل» عاطف مجدلاني كيف يمكن للمجلس النيابي الاجتماع للتضامن مع غزة والموصل ولا يمكنه الاجتماع وتأمين النصاب بانتخاب رئيس جديد للجمهورية، في إشارة إلى اللقاء التضامني في مجلس النواب أول من أمس.
وأكد في حديث إذاعي أنه «بإمكان اللبنانيين انتخاب رئيس صنع في لبنان في حال توجه فريقا (حزب الله) و(التيار الوطني الحر) إلى المجلس النيابي، حتى يكتمل النصاب لاختيار شخص من الأقطاب الموارنة الأربعة». وشدد على أن «تيار المستقبل لا يضع فيتو على أحد باعتباره عاملا مساعدا وليس مقررا في هذا الملف»، عادّا أن «موضوع انتخاب الرئيس شأن مسيحي بامتياز، ونحن مع ما يقرره مسيحيو (14 آذار)». ورأى أن («حزب الله» في الكواليس لا يرغب بوصول العماد عون إلى سدة الرئاسة»، عازيا السبب إلى «رغبة الحزب بالوصول إلى الفراغ الكلي».
من جهته، أكد النائب في تكتل «التغيير والإصلاح» نبيل نقولا «رفض النائب ميشال عون التراجع عن الترشح للرئاسة»، قائلا: «نحن مع انتخاب رئيس جديد للجمهورية، لكن ليس أي رئيس، يجب أن ننتخب رئيسا قويا له كتلة نيابية قوية وله كلمته في المجلس النيابي، وهذا الشخص هو رئيس تكتل (التغيير والإصلاح) العماد ميشال عون». مضيفا: «تعودنا أن يكون الرئيس ضعيفا، لذلك نحن نريد أن نكسر هذا العرف، ولا نريد كذلك أن يتحول الصراع في لبنان إلى صراع مسيحي - مسيحي».



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.