سيول مدمرة تقتل وتشرد العشرات في شمال غربي العراق

تشكيل خلية أزمة لإنقاذ المحاصرين

السيول تجتاح محافظة صلاح الدين (وكالة الأنباء العراقية)
السيول تجتاح محافظة صلاح الدين (وكالة الأنباء العراقية)
TT

سيول مدمرة تقتل وتشرد العشرات في شمال غربي العراق

السيول تجتاح محافظة صلاح الدين (وكالة الأنباء العراقية)
السيول تجتاح محافظة صلاح الدين (وكالة الأنباء العراقية)

وجه رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي بتشكيل خلية أزمة للتدخل الفوري لإنقاذ المدنيين المحاصرين بسبب السيول المدمرة في الشرقاط بمحافظة صلاح الدين شمال غربي العراق. وقال بيان صادر عن مكتب عبد المهدي أمس إن «رئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي يتابع شخصيا وبشكل مستمر تطورات السيول المدمرة التي ضربت قضاء الشرقاط ومناطق أخرى من محافظة صلاح الدين ونينوى وأدت إلى عدد من الوفيات والمفقودين، وانهيار جسر الحورية القريب من قرية الحورية».
وأوضح البيان أن عبد المهدي «وجه فورا بتشكيل خلية أزمة من قيادة عمليات صلاح الدين وكافة التشكيلات المدنية في الحكومة المحلية مدعومة بالمروحيات والآليات الثقيلة للتدخل الفوري والإشراف المباشر على عمليات الإنقاذ لتقليل الخسائر البشرية والمادية وتعزيز الدفاعات ضد الزيادة المتوقعة في مناسيب المياه خلال اليومين القادمين».
وكانت موجة غزيرة من الأمطار بدأت تهطل منذ فجر أمس وتحولت إلى سيول في الكثير المناطق، بما فيها سيول قادمة من سوريا أدت إلى غرق مناطق واسعة شمال غربي العراق، ومنها قضاء الشرقاط والقرى المحيطة به التي غرقت بالكامل. وطبقا للبيانات الصادرة من الجهات الصحية والإدارة المحلية في محافظة صلاح الدين فإن السيول التي اجتاحت المنازل تسببت بمقتل نحو عشرة أشخاص وفقدان آخرين بالإضافة تدمير أكثر من ثلاثة آلاف منزل بينما خرج جسران رئيسيان في الموصل عن الخدمة بسبب السيول.
وفي الموصل خرج جسر السكر بأيسر الموصل عن الخدمة إثر الانهيارات الجزئية في بنيانه بسبب الأمطار. وفي هذا السياق يقول مروان الجبارة الناطق باسم شيوخ محافظة صلاح الدين لـ«الشرق الأوسط» إن «موجة الأمطار الغزيرة تسببت أيضا في غرق الكثير من مخيمات النازحين الذين لم يعودوا لأسباب مختلفة إلى ديارهم برغم تحرير مناطقهم منذ أكثر من سنتين». وكان مخيم حمام العليل في مدينة الموصل غرق بشكل كامل، فيما وجه نازحو المخيم نداء استغاثة إلى الحكومة الاتحادية والمنظمات الإنسانية لإنقاذهم بعد غرق المخيم. ويضيف الجبارة أن «قرى كثيرة شمال صلاح الدين غرقت بالكامل، وأن الإجراءات التي اتخذتها الجهات المعنية لاتزال دون المستوى المطلوب، حيث إن الحل يكمن في استدعاء القطعات العسكرية للقيام بهذه المهمة الوطنية والإنسانية».
من جانبه أعلن قائم مقام قضاء الشرقاط علي دودح في تصريحات صحافية إن موجة أمطار غزيرة وسيول قوية ضربت مناطق وقرى من قضاء الشرقاط تسببت بأضرار جسيمة في المنازل والمحال التجارية وشبكة الكهرباء، كما تضرر عدد كبير من السيارات التي انجرفت إلى وادي الأيمن.



مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
TT

مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)

بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في سلطنة عمان، الاثنين، ملفَ التوترات الأمنية في البحر الأحمر، مؤكداً أهمية سلامة الملاحة البحرية وحرية التجارة الدولية، وارتباط ذلك بشكل مباشر بأمن الدول المشاطئة للبحر الأحمر.

وحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، أشار عبد العاطي إلى «تأثير تصاعد حدة التوترات في البحر الأحمر على مصر، بشكل خاص، في ضوء تراجع إيرادات قناة السويس».

وأدى تصعيد جماعة «الحوثيين» في اليمن لهجماتها على السفن المارة في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، بداعي التضامن مع الفلسطينيين في غزة، إلى تغيير شركات الشحن العالمية الكبرى مسارها من البحر الأحمر، واضطرت إلى تحويل مسار السفن إلى طرق بديلة منها مجرى رأس الرجاء الصالح.

وتراجعت إيرادات قناة السويس من 9.4 مليار دولار (الدولار الأميركي يساوي 50.7 جنيه في البنوك المصرية) خلال العام المالي (2022 - 2023)، إلى 7.2 مليار دولار خلال العام المالي (2023 - 2024)، حسب ما أعلنته هيئة قناة السويس في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وخلال لقاء الوزير عبد العاطي مع فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، أشار إلى تقدير مصر الكبير للقيادة الحكيمة للسلطان هيثم بن طارق، وللدور الإيجابي الذي تضطلع به سلطنة عمان على المستويين الإقليمي والدولي.

وأكد عبد العاطي أهمية التعاون المشترك لتعزيز الأمن العربي، وحرص مصر على التنسيق والتشاور مع السلطنة لتثبيت دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة، لا سيما في ظل الاضطرابات غير المسبوقة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط على عدة جبهات.

وطبقاً للبيان، تناول اللقاء مناقشة عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، على رأسها القضية الفلسطينية واستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والجهود المصرية لاحتواء التصعيد في المنطقة، والتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، كما تم تبادل الرؤى حول الأوضاع في سوريا واليمن والسودان وليبيا.

وخلال لقائه مع بدر البوسعيدي، وزير خارجية سلطنة عُمان، في إطار زيارته الرسمية إلى مسقط، ناقش عبد العاطي مجمل العلاقات الثنائية والتنسيق المشترك حيال القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك.

مباحثات سياسية بين وزير الخارجية المصري ونظيره العماني (الخارجية المصرية)

تناول الوزيران، حسب البيان المصري، أطر التعاون الثنائي القائمة، وسبل تعزيز مسار العلاقات بين مصر وسلطنة عُمان، والارتقاء بها إلى آفاق أوسع تنفيذاً لتوجيهات قيادتي البلدين.

وزار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مسقط، في يونيو (حزيران) 2022، بينما زار السلطان هيثم بن طارق القاهرة في مايو (أيار) 2023.

وأكد الوزيران على أهمية التحضير لعقد الدورة السادسة عشرة للجنة المشتركة بين البلدين خلال الربع الأول من عام 2025، لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات.

وشدد عبد العاطي على الأهمية التي توليها مصر لتطوير وتعزيز علاقاتها مع سلطنة عُمان، مشيداً بالعلاقات الوطيدة والتاريخية التي تجمع بين البلدين. وأشار إلى الاهتمام الخاص الذي توليه مصر للتعاون مع أشقائها في الدول العربية في مجال جذب الاستثمارات والتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري، مستعرضاً برنامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الجاري تطبيقه في مصر، والخطوات التي تم اتخاذها لتهيئة المناخ الاستثماري وتوفير الحوافز لجذب الاستثمارات الأجنبية.

كما أشار إلى أهمية العمل على تعزيز التعاون بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بـالدقم، وكذلك الربط البحري بين ميناءي «الدقم» و«صلالة»، والموانئ المصرية مثل ميناء الإسكندرية وميناء العين السخنة وغيرهما، بما يعزز التبادل التجاري بين البلدين، ويساهم في تعميق التعاون بينهما في مجالات النقل الملاحي والتخزين اللوجستي، في ضوء ما تتمتع به مصر وعُمان من موقع جغرافي متميز يشرف على ممرات ملاحية ومضايق بحرية استراتيجية.

وفيما يتعلق بالأوضاع الإقليمية في ظل التحديات المتواترة التي تشهدها المنطقة، ناقش الوزيران، وفق البيان المصري، التطورات في سوريا، والحرب في غزة، وكذلك الأوضاع في ليبيا ولبنان، وتطورات الأزمة اليمنية وجهود التوصل لحل سياسي شامل، وحالة التوتر والتصعيد في البحر الأحمر التي تؤثر بشكل مباشر على أمن الدول المشاطئة له، كما تطرق النقاش إلى الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي والتطورات في السودان والصومال.

وأكد البيان أن اللقاء عكس رؤيةً مشتركةً بين الوزيرين للعديد من التحديات التي تواجه المنطقة، وكيفية مواجهتها، وأكدا على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين والحرص على تكثيف التشاور والتنسيق بشأن مختلف القضايا، كما اتفق الوزيران على تبادل تأييد الترشيحات في المحافل الإقليمية والدولية.