إصابات بمواجهات بين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي في غزة

مستوطنون يعتدون على ممتلكات مواطنين شمال غربي القدس

TT

إصابات بمواجهات بين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي في غزة

أصيب فلسطينيون برصاص الجيش الإسرائيلي في مواجهات اندلعت خلال احتجاجات أمس الجمعة، ضمن نشاطات «مسيرات العودة» المستمرة منذ نهاية مارس (آذار) الماضي، للمطالبة برفع الحصار عن القطاع. ودارت المواجهات قرب الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل، وفق ما أعلنت وزارة الصحة في القطاع الذي تسيطر عليه حركة «حماس».
وقال أشرف القدرة الناطق باسم الوزارة في بيان: «أصيب 14 مواطنا برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال الجمعة الـ35 لمسيرات العودة وكسر الحصار شرق قطاع غزة»، لافتا إلى أن من بين المصابين «طفلا أصيب برصاصة في الصدر شرق مخيم البريج» في وسط قطاع غزة.
وشارك آلاف الفلسطينيين في هذه الاحتجاجات وكانوا على بعد مائة متر على الأقل من السياج الحدودي، لكن عدداً قليلاً من الفتية والشبان تجاوزوا هذه المسافة ووصلوا إلى مناطق قريبة من السياج.
وفي بيان قال فوزي برهوم الناطق باسم «حماس» إن «شعبنا قدم نموذجا عمليا في الثبات والصمود والإصرار على تحقيق أهدافه في الحرية وكسر الحصار مهما بلغت التضحيات».
وأفاد مراسل وكالة «الصحافة الفرنسية» بأنه لم يلاحظ وجود أي إطارات سيارات مشتعلة أو بالونات حارقة أمس.
وقال مسؤول في الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة: «كان هناك انضباط كبير لدى المواطنين بتوجيهات الهيئة وعدم الاقتراب من السياج الفاصل والحفاظ على سلمية وشعبية المسيرات من أجل حماية أبناء شعبنا، ولإعطاء فرصة للجهود المصرية في التهدئة».
أتى ذلك بعد وصول وفد قيادي من «حماس» إلى القاهرة مساء الأربعاء للبحث مع المسؤولين المصريين «ملفي تثبيت التهدئة (مع إسرائيل) والدفع لتنفيذ تفاهمات المصالحة الفلسطينية» بين حركتي «حماس» و«فتح» التي يرأسها الرئيس محمود عباس.
وأفاد شهود بأن عددا من المتظاهرين كانوا يحملون صورا كانت «كتائب القسام» الجناح العسكري لـ«حماس»، نشرتها مساء الخميس، لأفراد قوة إسرائيلية خاصة اشتبكت مع عناصر من الحركة في الحادي عشر من الشهر الجاري في قطاع غزة. وحذر الجيش الإسرائيلي وسائل الإعلام من نشر هذه الصور.
وليل 11 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، قتل سبعة ناشطين بينهم قائد ميداني في «كتائب القسام»، خلال اشتباكات وقعت مع أفراد قوة من الوحدات الخاصة الإسرائيلية دخلت إلى منطقة شرق خان يونس. كما قتل ضابط إسرائيلي وأصيب آخر من القوة ذاتها.
وبدأت الاحتجاجات في نهاية مارس الماضي بهدف «رفع الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة (منذ أكثر من عقد)، وتثبيت حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم التي هجروا منها» قبل سبعين عاما، وفق الهيئة العليا.
ومنذ ذلك التاريخ قتل 235 فلسطينياً في القطاع وأصيب نحو 12 ألفا بإصابات متفاوتة الخطورة، فيما قتل عسكريان إسرائيليان خلال الفترة نفسها.
إلى ذلك، أوردت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) إن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت أمس، ثلاثة صيّادين في بحر مدينة غزة. وأفادت مصادر محلية، بأن زوارق الاحتلال التي تجوب عرض بحر منطقة السودانية شمال غربي المدينة، اعترضت قارب صيد على متنه ثلاثة صيّادين أثناء ممارستهم مهنتهم «ضمن المسافة المسموح بها من قبل الاحتلال».
وأضافت المصادر أن بحرية الاحتلال نقلت الصيّادين الثلاثة إلى منطقة غير معلومة. ويذكر أن قوات الاحتلال اعتقلت منذ بداية العام ما يقارب 60 صيّاداً من بحر قطاع غزة، كما استشهد وجُرِحَ العشرات جراء إطلاق النار صوبهم من قِبَل زوارق إسرائيلية.
اعتداءات شمال القدس
في الوقت ذاته، أعطب مستوطنون أمس، إطارات عدد من السيارات، وخطوا شعارات عنصرية، وحاولوا إحراق مسجد، في منطقة البرج في قرية بيت إكسا شمال غربي القدس المحتلة. وأفادت مصادر محلية لـ«وفا»، بأن الشعارات العنصرية تضمنت تهديد العرب بالقتل، مشيرة إلى أنها تدل على أن عصابة «تدفيع الثمن» الإرهابية هي من قامت بذلك.
وأضافت المصادر، أن المركبات المستهدفة تملكها عائلات في بيت إكسا، تقطن في منطقة البرج التي استولى عليها الاحتلال وأقام عليها مستوطنة «راموت»، مؤكدين أن هذه هي المرة الثانية التي يستهدف فيها إرهابيو عصابة تدفيع الثمن الحي المقدسي، ويعطبون إطارات سيارات ويخطون شعارات عنصرية.
يشار إلى أن قرية بيت إكسا معزولة خلف الجدار العنصري، ولا يسمح الاحتلال لأحد بدخولها باستثناء أهالي القرية، حيث يخضعهم لإجراءات تفتيش مشددة وعمليات تنكيل من جنود ما يسمى حرس الحدود الذين يغلقون مدخل القرية الوحيد.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».