جدّد رئيس مجلس الوزراء اليمني، الدكتور معين عبد الملك، ترحيب الحكومة اليمنية بجهود المبعوث الأممي إلى اليمن، بما في ذلك جولة المشاورات القادمة في السويد، لكنه أكد في الوقت ذاته، «عدم وجود أي بوادر حقيقية من الحوثيين على الأرض للسلام فيما يتعلق بإدخال وتلغيم كل مدينة الحديدة». وقال: «يبدو أنه غير واضح بالنسبة للمبعوث الدولي حجم التدمير الذي يطال هذه القرى والمدن في كل مرحلة أو هدنة تتخذ، تفجير المدارس، تلغيم، إحراق مخزن لمواد كهربائية تحمل النور لكل اليمنيين، لا يهمهم أن تصل الكهرباء إلى كل قرية، لا يهمهم أن يتعلم أبناء اليمن، كل ما يهمهم أن تبقى اليمن غارقة في عصور الظلام مجدداً، مع ذلك - كما ذكرت - نحن مع اتفاق سلام وفقاً للمرجعيات مع أطر لا تخرج أو تحيد عن ذلك».
جاء ذلك خلال مقابلة تلفزيونية أجراها رئيس الوزراء اليمني في قناة «أبوظبي» الفضائية أمس، أكد خلالها أن تركيز حكومته في المرحلة الحالية ينصب على الجانب الاقتصادي والخدمي، وقال: إن «المواطن لا يريد الاستماع للسياسة ووضعه مضطرب، ولا يستطيع أن يجد قوت يومه»، لافتاً إلى أن المواطن إذا لم يجد فارقاً في وضعه لن يستمع إلى خطاب من السياسة الداخلية.
وتطرق رئيس الوزراء الذي جرى تعيينه الشهر الماضي خلفاً للدكتور أحمد عبيد بن دغر، إلى موضوع التحسن الملموس في الخدمات، وبخاصة في عدن، واستقرار أسعار الصرف، وقال: «موضوع السياسة الاقتصادية والنقدية أعاد الثقة نوعاً ما، النظام البنكي كان على وشك الانهيار وأتكلم عن قطاع البنوك التجارية، الآن دور البنك المركزي وأدواتنا تحسنت، هذا يعكس بصورة سريعة أثراً سريعاً على المواطن».
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ) نصاً من المقابلة، أكد خلاله عبد الملك، أن المواطنين يشعرون بتحسن «لكن نحن ننشد ما هو أكبر، ننشد مساعدة حقيقية تتيح للمواطن أن يعيش في المستوى الذي طالما ضحى من أجله، وكل التضحيات التي حصلت في عدن وتنظر آثار الدمار في كل الأماكن، هذه الضريبة التي دفعتها عدن والمحافظات اليمنية في كل المحافظات، ينبغي أن نعيد الأمل لشعبنا بأن القادم سيكون أفضل».
وأشار إلى حدوث انخفاضات في أسعار المواد الغذائية الأساسية بعد تحسن أسعار الصرف، وقال: «اتجاه مؤشر سعر الصرف نزولاً واتجاه المواد الغذائية بدأ نزولاً، لكن سيأخذ وقتاً، معدل سعر الصرف نزل من حدود 200 ريال يمني مقابل الريال السعودي إلى حدود الـ165 ريالاً، ونحرص أن تكون كل الاتجاهات باتجاه النزول والتخفيض لهذه الأسعار».
ولفت عبد الملك، إلى بدء الحكومة في التحكم بموضوع طباعة العملة بشكل كبير، وتمويل الموازنة من مصادر غير تضخمية، مشيراً إلى «وجود مؤشرات جيدة تساعد على الاستقرار، في القطاع البنكي والمصرفي وحتى التجار سيجدون المناخ ملائماً لموضوع الاستيراد والتسهيلات»، وقال: إن الحكومة تعمل «لخدمة الجميع في أنحاء الجمهورية حتى المناطق الواقعة تحت سيطرة الميليشيات، في الأخير الغذاء يجب أن يصل إلى كل يمني».
وكشف رئيس الوزراء، عن أن هناك تغييرات (في تشكيلة الحكومة)، لكنها «ستتم خلال الوقت المناسب»، وأرجع ذلك إلى أن تلك التعديلات يجب أن «تتضمن إصلاحات حقيقية ضمن الحكومة، وبعض المؤسسات والمرافق التي تعاني من ضعف في الخدمة أو الإدارة أو تشوبها بعض شبهات الفساد»، وتابع: «نعمل الآن على عمل الرقابة الداخلية والتقارير التي تأتي من إدارة المالية في كل الوزارات كيف تصل إلى المالية، ليكون عندنا تقارير أولية لذلك. موضوع تحسين أو تطوير الأداء الحكومي أحد أهم المهام الرئيسة».
وفي رده على سؤال حول المجلس الانتقالي الجنوبي، ووضعه في أجندة أعماله، قال الدكتور معين عبد الملك: «يحق لكل مكون أو طرف أن يعبر عن رأيه بطريقة سلمية، وكل المكونات متاح لها التعبير عن آرائها، كحكومة هي حكومة لكل اليمنيين شمالاً وجنوباً؛ ولذلك المساحة موجودة للجميع، أهم شيء هو البعد عن أي تحركات مسلحة لأن ذلك يقوض الدولة».
وتابع رئيس الوزراء: «إيران ظلت لعقدين لم تأتِ إلى اليمن من باب التعامل مع الدولة والحكومة، بل ظلت لعقدين تبني مؤسسات وميليشيات، وكانت قاب قوسين أو أدنى من السيطرة على اليمن بشكل كامل، الآن استعادة الدولة في اليمن هي على المحك، لكن لا يوجد خيار إلا الانتصار، ونحن قطعنا شوطاً كبيراً، الدماء التي امتزجت من الأشقاء في التحالف في عدن ومأرب والساحل الغربي أسست لوضع استعادة الدولة، نحن نتكلم الآن عن تفعيل كل مؤسسات الدولة على البنك المركزي ومن حسم المعركة على الانقلابيين، هذا هو الحل الوحيد حتى تبقى اليمن دولة قوية؛ لأن أي اختراق لليمن هو هدم لمؤسساته واختراق لأمن الجزيرة والأمن القومي العربي».
رئيس الوزراء اليمني لا يرى بوادر سلام حقيقية من الميليشيات
رئيس الوزراء اليمني لا يرى بوادر سلام حقيقية من الميليشيات
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة