مجموعة مسلحة مجهولة تهاجم مقر حزب المؤتمر السوداني بأم درمان

توقعات بإطلاق سراح المعارض السوداني البارز إبراهيم الشيخ ورفاقه

مجموعة مسلحة مجهولة تهاجم مقر حزب المؤتمر السوداني بأم درمان
TT

مجموعة مسلحة مجهولة تهاجم مقر حزب المؤتمر السوداني بأم درمان

مجموعة مسلحة مجهولة تهاجم مقر حزب المؤتمر السوداني بأم درمان

دون حزب المؤتمر السوداني المعارض بلاغا لدى الشرطة اتهم فيه مجموعة مسلحة مجهولة بالهجوم على داره بمدينة أم درمان، والاعتداء بالضرب على سبعة من منسوبيه الذين كانوا في الدار لحظة الهجوم في وقت باكر من فجر أمس، فيما ندد باستمرار اعتقال رئيسه إبراهيم الشيخ وعدد من كوادره، وسط توقعات بإطلاق سراحهم بمناسبة أعياد الفطر.
وقال المتحدث باسم الحزب بكري يوسف لـ«الشرق الأوسط»، إن «الحزب دون بلاغا بالحادث في القسم المختص، وأن أتياما مختصة من الشرطة زارت المكان وأجرت التحريات اللازمة لمعرفة الجناة».
وأعلن الحزب أن مجموعة مسلحة مجهولة من 12 فردا في ثياب مدنية وعلى عربة «نصف نقل» اعتدوا على دار الحزب بضاحية العباسية بمدينة أم درمان زهاء الرابعة من فجر أمس الأحد، واعتدت بالضرب على سبعة من كوادر الحزب تصادف وجودهم في الدار لحظة الهجوم.
ويخضع رئيس الحزب إبراهيم الشيخ للاعتقال في مدينة النهود غرب البلاد منذ مطلع يونيو (حزيران) الماضي، على خلفية انتقاده لقوات الدعم السريع التابعة لجهاز الأمن الوطني، التي يرى المعارضون أنها شرعنة للقوات سيئة الصيت «الجنجويد».
ودان الحزب في أوقات سابقة اعتقال رئيسه، وكوادر الحزب وعده تراجعا عن دعوة الرئيس عمر البشير للحوار، وفي ذات الوقت رفض رئيس الحزب إبراهيم الشيخ الاعتذار عن انتقاداته لتلك القوات مفضلا البقاء في السجن على التراجع عنها.
ويخضع عدد من كوادر الحزب الآخرين للاعتقال في عدد من سجون ولايات كردفان، النهود، الفولة والأبيض، بعضهم زادت مدة اعتقالهم على عدة أشهر.
وكانت السلطات الأمنية المحلية قد داهمت دار الحزب بمدينة النهود أكثر من مرة خلال الأشهر الماضية، وأوقفت عدة نشاطات نظمها الحزب الذي يتمتع بنفوذ لافت في المدينة.
وحسب مصدر تحدث للصحيفة فإن السلطات أعادت معتقلي الحزب إلى سجن مدينة النهود بعد أن كانت قد وزعتهم على سجون مختلفة في الولاية، حيث اعتقلتهم أول مرة، وهو إجراء قد يكون تمهيدا لإطلاق سراحهم على حسب المصدر.
ودرجت السلطات السودانية على إطلاق سراح المعتقلين السياسيين والسجناء قبيل الأعياد، واستهل وزير الدفاع عبد الرحيم محمد حسين الأمر بإطلاق سراح 200 سجين عسكري.
وذكر المؤتمر السوداني في بيان جماهيري حصلت عليه «الشرق الأوسط»، أن المجموعة فضلا عما قامت به من ضرب كوادر الحزب، نهبت هواتفهم النقالة وأجهزة كومبيوتر محمولة وكاميرا تصوير، واستولت على كل المستندات الحزبية الموجودة في المقر الحزبي، وخربت الممتلكات وغادرت إلى جهة غير معلومة.
وقال الحزب في البيان إنه «نقل المصابين إلى المستشفى، ودون بلاغات جنائية بالحادثة في قسم شرطة أم درمان».
وتكررت ظاهرة الاعتداء على معارضين وصحافيين خلال الشهر الحالي، إذ اعتدى مسلحون على عربات دفع رباعية على مقر صحيفة «التيار» المستقلة وسط الخرطوم، واعتدوا بالضرب علي رئيس تحريرها عثمان ميرغني وصحافيين وأصابوهم بالأذى الجسيم الذي استدعى احتجاز ميرغني في المستشفى لقرابة الأسبوع، ولم تعلن الشرطة عن نتائج تحقيقاتها أو تكشف عن هوية الجناة، على الرغم من أنها أعلنت عن ضبط بعضهم.
ويواجه حزب المؤتمر السوداني، وهو أحد أضلاع التحالف المعارض الرئيسة حربا واعتداءات واعتقالات كثيرة، وتعتقل السلطات رئيسه إبراهيم الشيخ منذ الثامن من يونيو الماضي، في مدينة النهود غربي البلاد، على خلفية انتقاده لقوات «الدعم السريع» المثيرة للجدل والتابعة لجهاز الأمن السوداني.
واغتيل رئيس تحرير صحيفة «الوفاق» محمد طه محمد أحمد عام 2006م، بعد اختطافه من منزله وعثر على جثمانه ملقى في العراء في منطقة خلوية جنوب الخرطوم، وقام الجناة بفصل رأسه عن جسده.
ويخشى على نطاق واسع من حدوث تفلتات أمنية واسعة في البلاد، وانتشار الميليشيات المسلحة في العاصمة الخرطوم، واعتماد تصفية الحسابات وأخذ الحقوق باليد.
وتحذر قوى سياسية من دخول البلاد مرحلة «الصوملة»، والسيناريو الليبي أو السوري أو العراقي حال استمرار أوضاع العنف التي تشهدها البلاد، ولم تعد العاصمة الخرطوم بمنأى عنها.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».