الفنانون المصريون والعرب يحيون رأس السنة وسط تفاؤل بانتعاش الحفلات الغنائية

نجوم لبنان استقطبهم الخليج.. ووائل كفوري وهيفاء وهبي في بيروت

أليسا
أليسا
TT

الفنانون المصريون والعرب يحيون رأس السنة وسط تفاؤل بانتعاش الحفلات الغنائية

أليسا
أليسا

يحيي عشرات الفنانين المصريين والعرب رأس السنة وسط تفاؤل بانتعاش الحفلات الغنائية، مع وجود اتجاه من نجوم لبنان لاستئناف نشاطهم في الخليج العربي، مع بقاء البعض الآخر لإحياء حفلات في بيروت، بينما تشهد القاهرة وعدة عواصم أخرى حفلات متعددة لوداع عام 2013 واستقبال عام 2014.
ولن تشهد بيروت هذا العام روزنامة حفلات كثيفة لأعياد رأس السنة كغيرها من الأعوام السابقة. فالعروض التي تلقاها أبرز نجوم الطرب في لبنان من قبل فنادق دولة الإمارات العربية والأردن استقطبت الشريحة الأكبر منهم، مما جعل الساحة اللبنانية تفتقدهم بقوة في هذه المناسبة.
وقد تكون الحفلات التي يقيمها كل من وائل كفوري وكاظم الساهر وعاصي الحلاني وهيفاء وهبي، هي الوحيدة التي يحييها نجوم من الصف الأول في لبنان بعدما لوحظ نشاط لافت للمغنين من الصفين الثاني والثالث الذين لبوا دعوة بعض الفنادق خارج بيروت وضواحيها ليحيوا سهرات العيد محليا.
وتعد الحفلة التي يقيمها كل من كاظم الساهر ووائل كفوري في قاعة (بول روم) بـ«فندق فينيسيا» وسط بيروت هي الأبرز على اللائحة التي تتضمنها سهرات العيد في الفنادق، وقد روج لها على شاشات التلفزة ومن خلال اليافطات الإعلانية على الطرقات بشكل مكثف لجذب أكبر عدد من الناس.
أما أسعار بطاقات هذه الحفلة التي سيبدأها وائل كفوري ويختتمها كاظم الساهر، فتتراوح ما بين 350 و1000 دولار. ويبدو، وحسب متعهد الحفلة، أن البطاقات بسعر الـ350 والـ400 قد نفدت.
أما الحفلة الثانية التي تدخل خانة الحفلات الكبيرة المقامة في المناسبة، فهي تلك التي سيحييها كل من عاصي الحلاني، وهيفاء وهبي، إضافة إلى المونولوغست باسم فغالي، فتبدأ أسعارها بـ260 دولارا لتنتهي بـ600 دولار للشخص الواحد ويتخللها عشاء من الدرجة الأولى. وأكد عاصي الحلاني أن الحفلة ستحمل الكثير من المفاجآت وأنه فخور بأحيائها رغم كل ما يتردد عن تردي الأوضاع في لبنان. بينما صرحت الفنانة هيفاء وهبي بأنها تحضر لاستعراض راقص يرافق وصلتها الغنائية التي ستمتد لأكثر من ساعة.
وتواصل الفنانة كارول سماحة استعراضها الغنائي الراقص (السيدة) على مسرح «كازينو لبنان» الذي افتتحته في السادس من الشهر الحالي ولتقدم لمحبيها تابلوهات غنائية من جديدها وقديمها أيضا ليلة رأس السنة.
محبو نجوى وفارس كرم، على موعد لتمضية العام الجديد معهما في فندق الحبتور بدولة الإمارات العربية، بينما ستكون النجمة إليسا بالإمارة نفسها، وبالتحديد في فندق (ريتز كارلتون)، إلى جانب المطرب ماجد المهندس بحيث سيتشاركان في أحياء حفلة العيد.
من ناحيتها، فإن نانسي عجرم لن تمضي ليلة رأس السنة في بيروت أيضا، إذ أعلنت منذ أكثر من شهر أنها ستكون ضيفة عاصمة الأردن عمان، بينما تتوجه الفنانة نوال الزغبي إلى العراق لإمضاء ليلة رأس السنة مع معجبيها هناك.
وتقيم الفنانة ميريام فارس حفلة واحدة بدولة المغرب العربي، بينما سيكون المطرب ملحم زين موجودا في الليلة نفسها بفندق (إنتركونتيننتال) في دبي، ويشاركه الحفلة نجم برنامج ستار أكاديمي ناصيف زيتون. كذلك الأمر بالنسبة لراغب علامة الذي سيكون موجودا في الإمارة نفسها وفي فندق آخر. أما رامي عياش وشذى حسون، فسيحييان ليلة عيد رأس السنة في فندق (إنتركونتيننتال) بإمارة أبوظبي.
ويتوجه أيضا كل من ملحم بركات وهشام الحاج إلى أبوظبي لإحياء حفلة العيد في فندق (الشاطئ روتانا).
أما المطرب وليد توفيق، فسيقدم حفلة غنائية واحدة في فندق (لو رويال) تشاركه فيها الفنانة سارة الهاني. وتطول لائحة الفنانين من الصف الثاني والثالث الذين يحيون حفلات رأس السنة في لبنان. فأيمن زبيب ونايا وربيع بارود سيقدمون، وضمن حفلة واحدة، وصلاتهم الغنائية في مطعم (الإطلال بلازا) بمنطقة جونية، وسينتقل الأول أيضا إلى فندق (الحبتور) في الليلة نفسها لتقديم حفلة أخرى.
أما زين العمر، فسيحيي حفلة العيد في منطقة ضبية، وبالتحديد في مطعم (النخيل) الذي تردد أن معظم البطاقات فيها قد نفدت. ويقدم سيمون حدشيتي حفلة في مجمع (إده ساندز)، بينما تحيي الفنانة نورهان حفلتين في المناسبة، إحداها في فندق (بارك أوتيل شتورا)، والثانية في مجمع النخيل بمدينة زحلة البقاعية.
ولم تتوان بعض الفنادق خارج بيروت وفي المناطق الجبلية عن إقامة حفلات غنائية على طريقة (وان مان شو) لتقوم بالواجب تجاه زبائنها بالتي هي أحسن، فاستعانت بعازف يغني أو العكس لتقدم حفلات متواضعة، ولكنها لا تخلو من الأجواء الحماسية والجميلة.
وفي مصر، تجددت واجهات مسارح الأوبرا في كل من القاهرة والإسكندرية والبحيرة، لاستقبال مشاركين من الفنانين العالميين والمحليين. وازدانت الديكورات بأجواء الكريسماس وأشجار أعياد الميلاد، لتقديم الكثير من العروض العالمية، منذ هذا الأسبوع وحتى ليلة رأس السنة.
ويشهد شباك حجز التذاكر لحفلات العام الجديد إقبالا غير مسبوق، من متذوقي الفنون الرفيعة من المصريين والعرب والأجانب.
وأكد وليد منصور، منظم الحفلات، أن زيادة عدد الحفلات هذا العام يرجع إلى استقرار الأوضاع الأمنية داخل البلاد. وأضاف أن عدم وجود عدد كبير من النجوم العرب لإحياء حفلات داخل مصر سببه «مادي»، لأن العائد يكون عادة أكبر في دول الخليج، معربا عن تفاؤله في الفترة المقبلة بتنشيط الحالة الفنية «نظرا لبوادر الاستقرار التي نعيشها فيها الآن».
كما تقدم فرقة أوبرا القاهرة حفلين بمصاحبة عازف البيانو الإنجليزي جريج مارتن، وذلك في الثامنة من مساء أمس (الأربعاء) واليوم الخميس، على مسرح الجمهورية بالقاهرة.
ويصاحب هذه الأعمال مشاهد حركية تعبيرية لعناصر من فرقة «فرسان الشرق للتراث» تجسد صورة بصرية تعبر عن الكلمات المغناة. ويؤدي الأغاني نخبة من نجوم فرقة أوبرا القاهرة، بينهم السوبرانو دينا إسكندر والميتزوسوبرانو هالة الشابوري.
وعلى مسرح سيد درويش في مدينة الإسكندرية، يجري تقديم «أوبرا الإسكندرية» في حفل رأس السنة تصحبها فقرات للموسيقى والغناء العربي بقيادة المايسترو عبد الحميد عبد الغفار. كما يستقبل مسرح أوبرا دمنهور حفل «كوكب الشرق» الذي يتضمن نخبة من أجمل أغاني أم كلثوم. أما الحفلات التي ينتظر أن تشهد إقبالا ويحييها عدد من نجوم الصف الأول، فيغني تامر حسني في الصالة المغطاة بالقاهرة،
كما يحيي المطرب محمد حماقي حفلا نظمته شركة دعائية، وستعود المطربة آمال ماهر للظهور من خلال إحياء حفل غنائي يوم 31 ديسمبر (كانون الأول) في أحد الفنادق المصرية، ويشاركها في ذلك المطرب الشعبي حكيم ومصطفى كامل والمطربة الشعبية بوسي.
كما يقيم المطرب اللبناني وائل جسار حفلا في نفس اليوم بأحد الفنادق المطلة على النيل.



لماذا تعثرت خطوات مواهب المسابقات الغنائية؟

لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})
لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})
TT

لماذا تعثرت خطوات مواهب المسابقات الغنائية؟

لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})
لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})

رغم تمتع بعض متسابقي برامج اكتشاف المواهب الغنائية العربية بشهرة واسعة خلال عرض حلقاتها المتتابعة، فإن تلك الشهرة لم تصمد طويلاً وتوارت بفعل اختفاء بعض المواهب الصاعدة من الشاشات عقب انتهاء مواسم تلك البرامج، وفق موسيقيين تحدثوا إلى «الشرق الأوسط» وأثاروا تساؤلات بشأن أسباب تعثر خطوات المواهب الصغيرة والشابة وانطلاقها بشكل احترافي في عالم الغناء.

الناقد الفني المصري أحمد السماحي الذي كان مسؤولاً في أحد هذه البرامج أكد أن «الغرض من هذه البرامج هو الربح المادي وليس الاكتشاف الفني»، ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «بعض القنوات تستغل طموحات الشباب الباحثين عن الشهرة لتحقيق مكاسب دون إضافة حقيقية للفن، والدليل أن كثيراً من المواهب التي ظهرت من خلال هذه البرامج، وصوّت لها الملايين في أنحاء العالم العربي تعثرت بل واختفت في ظروف غامضة».

محمد عطية ({فيسبوك})

وتعددت برامج اكتشاف المواهب الغنائية عبر الفضائيات العربية خلال الألفية الجديدة ومنها «سوبر ستار»، و«ستار أكاديمي»، و«أراب أيدول»، و«ذا فويس»، و«ذا إكس فاكتور»، و«ستار ميكر».

ويوضح السماحي: «رغم أن كثيراً من هذه الأصوات رائعة، لكنها للأسف الشديد تجلس في البيوت، ولا تجد فرصة عمل، مثل المطرب الرائع الصوت محمود محيي الذي هاجر من مصر بعد حصوله على لقب (ستار أكاديمي) في الموسم التاسع عام 2014، حيث اضطر للتخلي عن حلمه بالغناء، متوجهاً للعمل موظفاً في إحدى الشركات».

نسمة محجوب ({فيسبوك})

ويؤكد الناقد الفني أن «هذه البرامج اكتشفت مواهب حقيقية، وسلطت الضوء على كثير من الأصوات الجيدة، لكن أين هم الآن في عالم النجوم؟».

ورغم أن «مسابقات الغناء كانت تركز على الدعاية والأنشطة التجارية، فإنها في الوقت نفسه قدمت فرصاً لكثيرين، فإن الحكم في النهاية يكون للكاريزما وحلاوة الصوت، ما يساعد على الانطلاق والمضي قدماً، وتحقيق جماهيرية بالاعتماد على النفس». وفق الشاعرة السورية راميا بدور.

محمد رشاد ({فيسبوك})

وأوضحت بدور في حديثها لـ«الشرق الأوسط»، أن «هذه البرامج كانت النقطة المحورية التي ساعدت بعض المواهب على الانتشار، لكنها ليست منصفة أحياناً وكلما خاضت الموهبة منافسات أكبر واستمرت ذاع صيتها، ولكن بالنهاية أين هم حاملو الألقاب؟».

في المقابل، يشدد الملحن المصري وليد منير على أن برامج مسابقات الغناء تسلط الضوء على المواهب وتمنحهم فرصة الظهور، لكن النجومية تأتي عقب الشهرة المبدئية. ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «صناعة قاعدة جماهيرية للمواهب أمر صعب، ويبقى الاعتماد على اجتهاد المطرب من خلال (السوشيال ميديا) لاستكمال الطريق بمفرده». وحققت كلٌّ من جويرية حمدي ولين الحايك ونور وسام وأشرقت، شهرة على مستوى العالم العربي عبر برنامج «ذا فويس كيدز»، لكن الأضواء توارت عن معظمهن.

أماني السويسي ({فيسبوك})

ويرى الناقد الفني اللبناني جمال فياض أن «جيل ما قبل الألفية الجديدة حقق علامة بارزة من خلال برامج اكتشاف المواهب في لبنان»، ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «هناك نجوم كثر خرجوا من هذه البرامج وأصبحوا نجوماً حتى اليوم، لكن البرامج التي أنتجت خلال الألفية الجديدة لم تؤثر مواهبها في الساحة باستثناء حالات نادرة». وأوضح فياض أن «سيمون أسمر صاحب برنامج (استوديو الفن) كان يرعى النجم فنياً بشكل شامل، ويقيم حفلات كبيرة لتفعيل علاقاته بالإعلام»، وأشار إلى أن «بعض المواهب هي اكتشافات ولدت ميتة، وقبل ذلك تركت بلا ظل ولا رعاية، لذلك لا بد أن يعي المشاركون أن نهاية البرنامج هي بداية المشوار بعد الشهرة والضجة».

فادي أندراوس ({إنستغرام})

وساهمت هذه البرامج في بروز أسماء فنية على الساحة خلال العقود الماضية، من بينها وليد توفيق، ماجدة الرومي، وائل كفوري، راغب علامة، غسان صليبا، نوال الزغبي، ديانا حداد، ميريام فارس، رامي عياش، علاء زلزلي، وائل جسار، إليسا، وإبراهيم الحكمي، وديانا كرزون، و ملحم زين، شادي أسود، رويدا عطية، شهد برمدا، سعود بن سلطان، سعد المجرد، وكارمن سليمان، ومحمد عساف، دنيا بطمة، ونداء شرارة، ومحمد عطية، هشام عبد الرحمن، جوزيف عطية، شذى حسون، نادر قيراط، عبد العزيز عبد الرحمن، ناصيف زيتون، نسمة محجوب، وفادي أندراوس، وأماني السويسي.

لكن موسيقيين يفرقون بين برامج الألفية القديمة التي كانت تعتني بالمواهب وتدعمها حتى تكون قادرة على المنافسة، وبرامج الألفية الجديدة التي كانت تهتم بـ«الشو» على حساب دعم المواهب.

ويؤكد الناقد الفني المصري أمجد مصطفى أن «سيمون أسمر عندما قدم برنامجه (استوديو الفن)، كان الأوحد في العالم العربي، وكانت نتائجه واضحة، لكن عندما انتشرت برامج أخرى لم يكن هدفها اكتشاف أصوات بل التجارة». على حد تعبيره.

ويرى مصطفى أن «(السوشيال ميديا) سحبت البساط من برامج المسابقات التي يعدها (موضة) انتهت». فيما يرهن الملحن المصري يحيى الموجي نجاح برامج اكتشاف المواهب بوجود شركة إنتاج تدعمها أو إنتاج ذاتي لاستكمال المشوار، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «هذه البرامج إذا كانت جادة فعليها أن تتبنى المواهب وتنتج لهم أغانيّ، لكن ذلك لم يحدث مطلقاً، والنتيجة تعثرهم وعدم وجودهم على الساحة».