أعربت أبوظبي أمس عن أملها بالتوصل إلى حل ودي مع لندن بشأن قضية الطالب البريطاني ماثيو هيدجز الذي حكم عليه في الإمارات بالسجن المؤبد، بعدما أدانته محكمة إماراتية بتهمة التجسس.
وقالت وزارة الخارجية الإماراتية في بيان، إن الإمارات مصممة على حماية علاقتها الاستراتيجية مع «حليف أساسي»، في إشارة إلى بريطانيا، مشيرة إلى أن مسؤولين في البلدين ناقشوا المسألة بشكل متواصل خلال الأشهر الماضية. وقال عبد الله النقبي رئيس إدارة الشؤون القانونية في وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي في الإمارات إن المتهم «اعترف أمام المحكمة» بتهمة «التخابر لمصلحة دولة أجنبية ما من شأنه الإضرار بمركز الدولة العسكري والسياسي والاقتصادي»، مشيرة إلى أن «هيدجز قدم إلى الإمارات تحت غطاء باحث أكاديمي، وثبت من التحقيقات تطابق اعترافاته مع المعلومات التي أسفر عنها فحص الأجهزة الإلكترونية الخاصة به».
وأضاف النقبي إلى أن بلاده تحترم سيادة القانون وتلتزم بالحفاظ على أعلى المعايير القضائية، مثل جميع الدول التي تتمتع بسلطة قضائية مستقلة، حيث إنه من الضروري ألا تحاول الحكومة التدخل في قضايا المحاكم. ولا يمكننا إعطاء ضمانات لدول أخرى حول النتيجة من المحاكمات.
وأضاف في البيان الذي نقلته وكالة الأنباء الإماراتية أنه «خلافا لتقارير وسائل الإعلام، تم التعامل مع ماثيو على نحو عادل ووفقا لدستور الإمارات، حيث نفخر بوجود نظام قضائي يمنح الجميع الحق في محاكمة عادلة».
وأضاف النقبي: «كما أن نظامنا يعتني بالحماية والرعاية للمشتبه فيهم، حيث كان لدى ماثيو هيدجز الحق في الحصول على الرعاية الطبية والنفسية طوال الوقت، وسُمح لأفراد عائلته وموظفي السفارة البريطانية برؤيته خلال مرحلة ما قبل المحاكمة». وزاد: «لقد قام المدعي العام بالتحقيق في القضية المرفوعة ضد هيدجز بدقة، وقدمت أدلة دامغة وقوية في المحكمة، وقد شمل ذلك المعلومات المستخرجة من أجهزته الإلكترونية الشخصية بواسطة تقنيات تحليل الأدلة الشرعية، والأدلة التي قدمتها وكالات الاستخبارات الإماراتية، إضافة إلى شهود العيان والاعتراف الخاص هيدجز».
وتابع رئيس إدارة الشؤون القانونية في وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي في الإمارات «استمعت القضية إلى ثلاثة قضاة في قسم الأمن بالمحكمة الفيدرالية العليا، واجتمعوا أربع مرات، وفي الجلسة الأولى في 3 أكتوبر (تشرين الأول) سُئل هيدجز عما إذا كان يتمتع بالتمثيل المناسب وعرضت عليه خدمات المحكمة. (محام معين، والذي قبله)».
ونظرا لأن اللغة الرسمية في الإمارات هي اللغة العربية، فقد تم تزويد هيدجز بمترجمين، سواء في مرحلة التحقيق أو أثناء محاكمته. وليس صحيحا أنه طُلب منه التوقيع على وثائق لم يفهمها، وكانت هناك المزيد من جلسات الاستماع للنظر في حجج النيابة والدفاع في 10 و24 أكتوبر الماضي. وكان ممثلو السفارة البريطانية حاضرين.
وقال: «كانت الجلسة الأخيرة في 21 نوفمبر (تشرين الثاني) هي إعلان حكم، وقد أوضح القضاة ذلك في جلستهم السابقة، من الطبيعي توقع أن تكون جلسات الاستماع هذه قصيرة»، وأضاف: «الجرائم التي ارتكبها هيدجز خطيرة للغاية، بالنسبة للإمارات، مثل جميع البلدان، يجب أن تكون حماية أمننا القومي الأولوية الأولى بالنسبة لنا». ولفت إلى أنه بموجب قانون دولة الإمارات، يحق لأي شخص مدان من قبل محكمة الاستئناف في غضون ثلاثين يوما، وللعائلات أيضا الاستئناف نيابة عن الأقارب المدانين.
إلى ذلك، قال وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت إنه أجرى محادثات بناءة مع نظيره الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد بشأن الأكاديمي البريطاني ماثيو هيدجز المسجون في الإمارات بتهمة التجسس، مشيرا إلى أنه يعتقد أنه يعمل بجد لحل القضية.
وقال هانت على حسابه على «تويتر» أمس الخميس: «أجريت للتو محادثة بناءة مع - وزير خارجية الإمارات - الشيخ عبد الله بن زايد»، وتابع: «أعتقد وأثق في أنه يعمل بجد لحل المسألة في أقرب وقت ممكن».
الإمارات: الأكاديمي البريطاني ماثيو هيدجز تلقى معاملة عادلة
هانت: أجريت محادثات بناءة مع الشيخ عبد الله بن زايد
الإمارات: الأكاديمي البريطاني ماثيو هيدجز تلقى معاملة عادلة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة