نشرت «كتائب القسام» الجناح المسلح لحركة «حماس» أمس، مجموعة من الصور، قالت إنها تعود لأفراد الوحدة الإسرائيلية الخاصة، التي اكتشفت في قطاع غزة، الأحد الماضي 11 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، واشتبكت مع قوة من «القسام» هناك، مطلقة شرارة مواجهة صعبة استمرت يومين، وكادت تجر القطاع إلى حرب جديدة.
وطالبت «القسام» الفلسطينيين «في كل أماكن وجودهم»، بالمساعدة في تقديم أي معلومات عن هؤلاء الأفراد عبر بريد إلكتروني خاص، أو عن طريق تطبيقات الرسائل و«الواتساب» على أرقام ظهرت في البيان الجديد.
وجاء في البيان أنه «بفضل الله تعالى، تمكّنت كتائب القسام، من الوصول إلى مراحل متقدمة في كشف خيوط عملية حد السيف»، مؤكدة أنها «أفشلت مخططاً صهيونياً خطيراً».
وأضافت أنه «في إطار التحقيقات المستمرة منذ ذلك الحين، نقف اليوم مع أبناء شعبنا في محطة، نكشف من خلالها عن الصور الشخصية لعدد من أفراد قوة العدو الخاصة، إضافة إلى صور المركبة والشاحنة اللتين استخدمتهما القوة».
وتعهدت القسام بأنها ستكشف «باقي خيوط العملية» التي وصفتها بـ«الفاشلة».
وأظهرت الصور مجموعة من الشبان في أعمار مختلفة وامرأتين، لم يتسن التحقق فورا من أصولهم. وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط» إن الصور أخذت أثناء وجود القوة في غزة لأنها مكثت هناك عدة أسابيع. وأضافت أن «القوة استأجرت بيوتا وشاليهات ونشطت في القطاع لوقت من الزمن تحت غطاء جمعية لمساعدة الفقراء».
وتابعت: «تحركوا بأسماء وهمية وأصبحوا معروفين لدى البعض»، وأكدت المصادر أن الصور أخذت من كاميرات أمنية تابعة لـ«حماس» وكاميرات أخرى لمتاجر في القطاع أثناء وجود القوة هناك.
وتؤكد الصور أن القوة مكثت فعلا في القطاع، إذ يظهر بعضها خلفيات في غزة، وإلا فإنه من المستبعد أن تحصل «حماس» على صور قوات خاصة إذا دخلت وغادرت في الوقت نفسه.
وفتحت «حماس» تحقيقا في الأمر، كما أنها حافظت على جاهزية عالية وتبحث عن أشخاص ربما تورطوا في مساعدة القوة الإسرائيلية الخاصة.
جمع معلومات وزرع أجهزة
وتعتقد «حماس» أن القوة كانت في مهمة متعلقة بجمع معلومات حساسة وزرع أجهزة تجسس، والبحث كذلك عن الجنود الذين تقول إسرائيل إنهم قتلى لدى «حماس»، ومواطنين آخرين أسرتهم حماس خلال حرب 2014 وما بعدها.
وكانت القوة انكشفت بعدما اشتبهت بها مجموعة من «القسام». وقامت المجموعة «الحمساوية» بإيقاف السيارة التي بادر عناصرها إلى إطلاق النار ورد عناصر القسام بإطلاق النار، قبل أن تبدأ مطاردة ساخنة استدعت تدخل الطائرات الإسرائيلية. وقالت القسام إن الطيران الإسرائيلي تدخل بجميع أنواعه في محاولة لتشكيل غطاءٍ ناري للقوة الهاربة.
وقتلت القوة الإسرائيلية أثناء الاشتباكات القيادي الكبير في «القسام» نور الدين بركة، ورد عناصر «القسام» بقتل مسؤول الوحدة الإسرائيلية المهاجمة الذي نعاه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بوصفه واحدا له كثير من الفضل على إسرائيل واكتفى بإطلاق حرف «إم» على اسمه. واتضح لاحقا أن القتيل وهو قائد الوحدة، درزي يعيش في إسرائيل. ورفضت إسرائيل نشر أي صور له حتى أثناء تشييعه، لدواع أمنية.
وثار جدل في إسرائيل حول طبيعة القوة ومهمتها وإذا ما كانت تستحق جولة القتال اللاحقة التي أدت إلى استقالة وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان ما هدد بانهيار الائتلاف الحكومي.
وقال قائد فرقة غزة في الجيش الإسرائيلي العميد أليعازر توليدانو، إن الوحدة الإسرائيلية الخاصة التي اكتشفت في خان يونس جنوب قطاع غزة «كانت في مهمة ذات مغزى ولا يمكن ضمان عدم تكرارها مستقبلا». وتابع مخاطبا طلابا وشبانا في المجلس الإقليمي «شاعر هانيغف» وكانوا تظاهروا ضد ضعف حكومتهم في ردع القطاع: «صحيح أن قواتنا على الجانب الآخر كانت تحت تهديد كبير، ولكن كانت في مهمة ذات مغزى».
تعتيم إسرائيلي
وفي مؤشر مهم على صحة ما نشرته «حماس» أو باعتباره سيثير مزيدا من الجدل حول مهمة القوة ومعايير النجاح والفشل الأمني، منعت إسرائيل إعادة نشر الصور التي وزعتها كتائب «القسام».
وحذّرت الرقابة العسكرية الإسرائيلية وكذلك هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، الإسرائيليين، من إعادة نشر ما نشرته «حماس» حول العملية السرية في غزة. وحث الجيش والرقابة، الإسرائيليين على «عدم مساعدة حماس بذلك».
وجاء في بيان للرقابة أنه «بغض النظر عن مصداقية التفاصيل التي تنشرها حماس فإننا نطالب الجميع بالامتناع عن نشر تلك الصور والمعلومات عن الأشخاص الذين ظهروا بالصور سواء عبر المواقع أو منصات التواصل الاجتماعي. يجب عليكم التصرف بمسؤولية»، وأضاف أن «حماس تحاول فك رموز الحدث في غزة... يمنع نشر الصور».
أما الناطق باسم الجيش الإسرائيلي فقال إن «حماس تحاول فك لغز العملية التي وقعت في عمق غزة وأي معلومات تنشر قد تضر بحياة جنودنا ومواطنينا وأمن الدولة بالضرر. يمنع نشر أي مواد أو تفاصيل تتعلق بما نشرته حماس ويمنع تداول ما نشر».
وأكدت هيئة رئاسة الأركان الإسرائيلية الموقف نفسه محذرة من نشر أي صور أو معلومات.
«القسام» تنشر صور «مطلوبين» من القوات الخاصة الإسرائيلية
مشاركون بـ«مخطط صهيوني خطر» في غزة كاد يشعل حرباً في القطاع
«القسام» تنشر صور «مطلوبين» من القوات الخاصة الإسرائيلية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة