موسكو تتحدث عن «صعوبات» في تنفيذ اتفاق إدلب

TT

موسكو تتحدث عن «صعوبات» في تنفيذ اتفاق إدلب

جددت الخارجية الروسية التحذير من «خطورة الاستفزازات المتواصلة» في منطقة إدلب، وأعربت عن قلق الصعوبات التي تعرقل تنفيذ اتفاق إنشاء منطقة منزوعة السلاح.
وكررت الناطقة باسم الخارجية ماريا زاخاروفا، تأكيد موقف بلادها حول تأييد الجهود التركية لتطبيق بنود اتفاق إدلب، لكنها دعت إلى التنبه من أن تواصل الاستفزازات من جانب القوى المسلحة التي ترفض تنفيذ الاتفاق يضع «صعوبات جدية» أمام التوصل إلى تطبيق كامل ينهي الوضع القائم.
وقالت زاخاروفا أمس: إن «الوضع في إدلب لا يزال يثير لدينا قلقاً عميقاً، وعلى الرغم من الجهود الجادة التي تبذلها تركيا من أجل تنفيذ المذكرة المشتركة مع روسيا، ما زالت هناك صعوبات جدية تواجه مهمة إنشاء المنطقة منزوعة السلاح هناك».
وكان موضوع تعثر تنفيذ اتفاق إدلب، تحول إلى مادة أساسية للنقاش في وسائل الإعلام الروسية خلال الفترة الأخيرة، ومع تأكيد المستوى الرسمي أكثر من مرة على الإشادة بالجهود التركية، لكن المعلقين الروس رأوا أن موسكو بدأت توجه إشارات أكثر وضوحاً إلى نقرة بضرورة التحرك بشكل مشترك وفي إطار زمني قريب لحسم الوضع في إدلب.
وكان لافتاً، أن صحيفة «فوينوي كورير» المتخصصة في الشؤون الدفاعية وهي قريبة من وزارة الدفاع، حملت بعنف على أنقرة في تغطياتها الأخيرة، وتحدثت عن أن «إدلب لا يمكن أن تبقى طويلاً تحت سيطرة إرهابيين تدعمهم تركيا».
على صعيد آخر، انتقدت الخارجية الروسية بقوة رزمة عقوبات فرضتها وزارة الخزانة الأميركية أخيراً، على أشخاص وكيانات أجنبية بينها روسية، بسبب الاشتباه بمشاركتهم في أنشطة لنقل النفط الإيراني إلى سوريا.
وأفاد بيان أصدرته الخارجية الروسية، بأن هذه الخطوة «تأتي في سياق العقوبات التي غدت روتينية أكثر فأكثر، وتنبع أساساً من الخلافات السياسية الداخلية في الولايات المتحدة».
ووصف البيان التصرفات الأميركية بأنها «خرقاء»، مشدداً على أن «إطلاق الاتهامات بالمساعدة في تزويد سوريا بالنفط، في الوقت الذي تتصدى فيه دمشق للعدوان الإرهابي منذ 8 سنوات، يبدو على أنه إعلان دعم للإرهابيين» إضافة إلى كونه «مسعى لعرقلة إعادة إعمار البلد الذي دمرته الحرب».
ولفتت الخارجية الروسية إلى أن واشنطن تعزز محاولاتها بهدف «ممارسة الضغط على روسيا بعدما بدا عجزها واضحاً عن إرغام بلادنا على تغيير نهجها المستقل في الساحة الدولية». ودعت السياسيين الأميركيين إلى «التخلص من أوهام امتلاك الولايات المتحدة القدرة المطلقة على التصرف بشكل أحادي».
وكانت وزارة الخزانة الأميركية، فرضت عقوبات على ستة أشخاص وثلاث شركات على خلفية نقل شحنات من النفط الإيراني إلى سوريا.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.