«العدل الأوروبية» تؤيد تجميد أرصدة عائلة مبارك

رفضت طعناً تقدمت به الأسرة

TT

«العدل الأوروبية» تؤيد تجميد أرصدة عائلة مبارك

أصدرت محكمة العدل الأوروبية في لوكسمبورغ، أمس، قرارا يؤيد موقف مجلس الاتحاد الأوروبي من تجميد أصول أفراد عائلة الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، على أساس الإجراءات القضائية المتعلقة بـ«اختلاس أموال الدولة المصرية». وقالت المحكمة في قرارها، إن «المجلس الأوروبي كان لديه معلومات كافية تحت تصرفه، فيما يتعلق بالسياق السياسي والقضائي في مصر، والإجراءات القضائية التي خضع لها أفراد عائلة مبارك».
وأشار قرار المحكمة إلى أن المجلس الأوروبي «اعتمد في أعقاب الأحداث التي شهدتها مصر منذ يناير (كانون الثاني) 2011، قراراً، بشأن التدابير التقييدية الموجهة ضد بعض الأشخاص الذين جرى تحديدهم على أساس مسؤوليتهم عن اختلاس أموال الدولة المصرية، والأشخاص المرتبطين بهؤلاء المسؤولين عن ذلك».
وعدّت المحكمة أن القرار الصادر في 21 مارس (آذار) 2011 والمؤدي إلى تجميد أصول كل أموال هؤلاء الأشخاص في الاتحاد الأوروبي إنما «هو جزء من سياسة دعم الانتقال السلمي إلى حكومة مدنية وديمقراطية في مصر، تستند إلى حكم القانون».
وقالت المحكمة، إن «هذا القرار الذي جرى تجديده في السنوات التالية لعام 2011، يتعلق بعدة أمور ومنها أن السيدة سوزان مبارك وابنيها جمال وعلاء وزوجتيهما خديجة وهايدي، يخضعون لإجراءات قضائية بدأتها السلطات المصرية بتهمة اختلاس أموال الدولة».
وشرحت أن «طلب هؤلاء الأشخاص من المحكمة، إلغاء تجديد تجميد أصولهم في عام 2016 وفي عام 2017. بحجة أنه لا يوجد أساس قانوني، وأن الإجراءات القضائية في مصر لا تحترم الحق في الإنصاف الفعال، وأيضا بحجة أن المجلس الأوروبي انتهك المعايير المنصوص عليها في القرار، وانتهاك حقوق الدفاع ومبدأ التناسب، جميعها طلبات ترفضها المحكمة والإجراءات التي تضمنها الطعن، وتدعم قرار المجلس الأوروبي لتجميد أصول من تقدموا بهذا الطلب».
وجاء قرار المحكمة بشأن دعوى ضد مجلس الاتحاد الأوروبي تقدمت بها سوزان مبارك زوجة الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، وتحمل الدعوى رقم 274 ودعوى أخرى تقدم بها جمال حسني مبارك، وزوجته خديجة الجمال، وعلاء مبارك وزوجته هايدي محمود راسخ، وتحمل الدعوى رقم 275، ويمثلهم أربعة من المحامين الأوروبيين أمام المحكمة.
وفي مارس من العام الجاري، نشرت الجريدة الرسمية للاتحاد الأوروبي في بروكسل، تعديلا على لائحة التدابير التقييدية، التي جرى الإعلان عنها في بروكسل في عام 2011 ضد نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك، وشملت تجميد أرصدة مالية وحسابات وحظر سفر على أشخاص وكيانات بناء على الوضع في مصر، ومنهم أفراد عائلة الرئيس الأسبق ووزراء وآخرون من أفراد عائلاتهم.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».