خالد الحجر: «جريمة الإيموبليا» دراما على طريقة هتشكوك وكمال الشيخ

قال لـ«الشرق الأوسط» إن الفيلم يتضمن مشاهد مرعبة

مشهد من فيلم {جريمة الإيموبليا}
مشهد من فيلم {جريمة الإيموبليا}
TT

خالد الحجر: «جريمة الإيموبليا» دراما على طريقة هتشكوك وكمال الشيخ

مشهد من فيلم {جريمة الإيموبليا}
مشهد من فيلم {جريمة الإيموبليا}

بعد مرور 8 سنوات على فوز فيلمه «الشوق» بجائزة الهرم الذهبي، في مهرجان القاهرة السينمائي، يعود المخرج خالد الحجر للمشاركة في دورة المهرجان الأربعين التي انطلقت مساء أول من أمس، بفيلم «جريمة الإيموبليا» الذي تدور أحداثه حول عالم السوشيال ميديا وكيف تؤثر في الإنسان، كما يسلط الضوء على العنف الذي يمارسه البشر دون أن يدركوا، من خلال شخص مصاب بشيزوفرينيا يجسده هاني عادل، بينما تشاركه البطولة كل من ناهد السباعي ودعاء طعيمة وطارق عبد العزيز.
يقول خالد الحجر لـ«الشرق الأوسط»: فكرة الفيلم جاءتني أثناء البحث، وجدت عنوان «جريمة الإيموبليا» على جريدة، فأعجبت به جدا، وبقصة الحادثة، التي كانت في التسعينات بالدور الخامس من نفس العمارة التي أقيم فيها حاليا بالدور الحادي عشر.
وملخص الحادث، أن سمسارا جاء بـ«شغالة» لكي تنظف شقة شاب أعزب، فأقام هذا الشاب علاقة معها ثم اختلفا على المقابل المادي، فاستعانت بالسمسار لكن الشاب قتله، وعندما صرخت قتلها هي الأخرى، قبل أن يختفي لعدة أشهر ويتم إلقاء القبض عليه من الشرطة بعد الحادث بعدة أشهر.
لكن هذا لا يعني أن أحداث الفيلم مأخوذة عن الحادث الحقيقي، فقصة الفيلم من خيال المؤلف وليس قصة حقيقية.
وشخصية العمارة تظهر في الفيلم بشكل كبير جدا دون أن يتم إقحامها، وذلك لإيماني بأن هذه العمارة مهمة ولا بد أن يعرف الأجيال الجديدة أهميتها.
> هل الفيلم يمكن تصنيفه فيلم رعب؟
- الفيلم يوجد فيه مشاهد مرعبة ومشاهد عنف دموية، لذلك تم تصنيفه رقابيا لأكثر من 12 سنة حتى لا يشاهده الأطفال، لكنه على كل حال لا يمكن تصنيفه فيلم رعب، والتصنيف الصحيح هو «سيكو دراما»، وهي نوعية لا تقدم في السينما المصرية بشكل مكثف، فأشهر من قدمها في العالم هتشكوك الذي أحبه وتأثرت به كثيرا، وتعتمد على جرائم القتل والحالة النفسية، أما في مصر فالمخرج كمال الشيخ قدم فيلمين منهما «الليلة الأخيرة» بطولة فاتن حمامة ومحمود مرسي.
> أن تصنع فيلما بعيدا عن السائد... هل سيجد لنفسه مكانا في المنافسة جماهيريا؟
- أفلام السيكو دراما أصبح لها جمهور كبير، فهناك فئة من الشباب تحب أفلام الأرواح والأشباح، ومثل هذه المغامرات السينمائية التي نفتقدها في السينما المصرية.
وهناك مناقشات حاليا مع منتجي الفيلم المخرج خالد يوسف وأحمد عفيفي، مع موزع الفيلم جابي خوري، لتحديد ميعاد العرض، والذي بنسبة كبيرة لن يكون بعيدا عن مهرجان القاهرة السينمائي الذي يعرض الفيلم ضمن فعالياته.
> لماذا وافقت على عرض فيلم «جريمة الإيموبليا» خارج المسابقة الرسمية بمهرجان القاهرة؟
- «جريمة الإيموبليا» هو خامس فيلم لي يشارك بمهرجان القاهرة، ثلاثة منها شاركت في المسابقات الرسمية، «حب البنات»، و«مفيش غير كده»، و«الشوق» الذي عرض بالمسابقة الدولية قبل 8 سنوات وفاز بجائزة الهرم الذهبي، وجائزة أحسن ممثلة. والمهرجان عرض أيضا أول فيلم إنجليزي صنعته وكان بعنوان «غرفة للإيجار»، كما عرض المهرجان أيضا فيلم «حرام الجسد» في قسم الأفلام المصرية. وأحرص على التواجد في مهرجان القاهرة بأفلامي لأنني أحبه، ولأن المهرجان يصنع دعاية جيدة للأفلام، وأرى أنه شرف كبير عرض الفيلم بالمهرجان، بغض النظر عن عرضه بالمسابقة أو خارجها.
والفيلم يعرض ضمن قسم جديد تحت عنوان «جالا»، يضم 7 أفلام فقط يتم الاحتفاء بها من خلال سجادة حمراء بحضور صناعها ونجوم الفن، وكأنه عرض خاص للفيلم قبل طرحه بدور العرض.
> هل بطل الفيلم يشبه شخصية خالد الحجر؟
- فكرة الوحدة التي أعيشها بعيدا عن زوجتي وهما يعيشان في إنجلترا، هي التي أوحت لي بالفيلم، وعندما تشاهد الفيلم ستكتشف أن الشقة التي تدور فيها الأحداث تشبه الشقة التي أقيم فيها، حتى ملابس البطل تشبه ما أرتديه في الشتاء، لكن هذا لا يعني أن بطل الفيلم هو خالد الحجر، وإنما يمكن أن أقول بأنه يشبهني بنسبة 65 في المائة.
وتابع ضاحكا: دعنا نقلل النسبة إلى 45 في المائة للتأكيد على فكرة أن الفانتازيا هي الطاغية على شخصية البطل، وحتى لا يخاف مني الناس بعد مشاهدة الفيلم.
> كيف أقنعت خالد يوسف بالمشاركة في إنتاج الفيلم... وإلى أي مدى كان يتدخل في عملك؟
- أعرف خالد يوسف منذ أن كنا نعمل مع الأستاذ يوسف شاهين، وهي خطوة جميلة جدا منه أن ينتج لزملائه، وقد سبقه إلى ذلك الأستاذ يوسف شاهين، الذي أنتج لي ولخالد، ويسري نصر الله وآخرين.
وهو لم يتدخل في عملي على الإطلاق، فبعد جلسات النقاش التي جمعتنا قبل بداية التصوير والتي تم خلالها اختيار الممثلين، لم يتدخل على الإطلاق، وكان شريكه أحمد عفيفي هو المشرف على التصوير.
وبعد انتهاء التصوير حضر جزء من المونتاج باعتباره منتجا، وتحدثنا على ما يمكن أن يحدث، بوعي شديد منه ثم ترك لي حرية الاختيار والقرار.
> لماذا كنت حريصا على أن تعيش في عمارة الإيموبليا؟
- الإقامة في عمارة الإيموبليا كان حلمي منذ أن كان عمري 22 سنة، كنت أتردد عليها لزيارة صديقي أبو بكر عباس، وكان يحكي لي عن المشاهير الذين عاشوا فيها ليلى مراد ونجيب الريحاني ومكتب أم كلثوم ومحمد فوزي وعبد الحليم وكاميليا تقريبا كان الوسط الفني يعيش فيها. وبشكل عام أنا أحب النوستالجيا، وذات مرة كتبت على حسابي بموقع «فيسبوك» أنني كنت أتمنى أن أعيش مرحلة الثلاثينات من القرن الماضي عندما كانت القاهرة باريس الشرق، فأنا أحزن عندما أسير في شوارع وسط البلد، لكن مؤخرا هناك محاولة لإنقاذها وتطويرها.
وفنيا أيضا كنت أتمنى أن أعيش في هذا الزمن، كان في وقت واحد يغني عبد الوهاب وأم كلثوم وفريد الأطرش وعبد الحليم وصباح ووردة وليلى مراد وأسمهان، فالزمن الجميل كان غنيا في كل شيء بالكتابة والإخراج والغناء وكل شيء.
بالمناسبة أجمل الأفلام في العالم صنعت في الزمن الماضي، فحتى أميركا ترجع لهتشكوك، وفي إنجلترا التي تعلمت فيها أيضا كنا نتعلم من أفلام المخرجين الكبار، لأنهم من وضعوا أساس الصناعة، حاليا فقط التكنولوجيا أصبحت أكثر تطورا وتساعد في الصناعة.
> هل الشقة التي تسكنها كانت تعيش فيها ليلى مراد كما يتردد؟
- الكثيرون يقولون إنها كانت تقيم في نفس الشقة التي أقيم فيها، لأنها في حوار سابق قالت إنها كانت تعيش في الدور الحادي عشر الذي أقيم فيه أيضا، لكن أنا شخصيا لست متأكدا من ذلك، لأن هناك أكثر من شقة في نفس الدور، كما أنها تركتها عام 1951. فهي فقط تزوجت فيها أنور وجدي لمدة 7 سنوات. وأثاث المنزل بالفعل هو لليلى مراد، لأني حصلت عليه من نجلها زكي، ومنه غرفة السفرة وغرفة النوم وأجزاء من الصالون.
> أخيرا... ما حقيقة أنك تعيش مع أشباح في هذه الشقة؟
- لا أقول إنني رأيت أشباحا تعيش معي في الشقة، ولكني أقول بأنني أشعر بوجود طاقة حولي، ربما لم أرها لكن هذا لا ينفي إحساسي وإيماني بوجودها، تجلس بجانبي في شقتي بـ«الإيموبليا»، أما في إنجلترا فقد رأيتهم بالفعل هناك. وبالمناسبة أصدقائي أكدوا لي أنهم شاهدوا أشياء في الشقة، ومثلها بشكل عام موجود في كل الأماكن القديمة، للناس التي كانت تعيش هنا، كما أشعر أنها تخرج أيضا من «الأثاث المنزلي». والأرواح علم موجود في الخارج، والناس تهتم به في أوروبا جدا أكثر من العالم العربي، وليس له أي علاقة بمدى تحضر الدول.


مقالات ذات صلة

انطلاق «بيروت للأفلام الفنية» تحت عنوان «أوقفوا الحرب»

يوميات الشرق انطلاق مهرجان بيروت للأفلام الفنية (المهرجان)

انطلاق «بيروت للأفلام الفنية» تحت عنوان «أوقفوا الحرب»

تقع أهمية النسخة الـ10 من المهرجان بتعزيزها لدور الصورة الفوتوغرافية ويحمل افتتاحه إشارة واضحة لها.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق د. سعد البازعي رئيس «جائزة القلم الذهبي للأدب الأكثر تأثيراً» (الشرق الأوسط)

البازعي: «جائزة القلم الذهبي» متفردة... وتربط بين الرواية والسينما

بدأت المرحلة الثانية لـ «جائزة القلم الذهبي للأدب الأكثر تأثيراً» لتحديد القائمة القصيرة بحلول 30 ديسمبر قبل إعلان الفائزين في فبراير.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
يوميات الشرق فيلم «فخر السويدي» تناول قضية التعليم بطريقة فنية (الشركة المنتجة)

فهد المطيري لـ«الشرق الأوسط»: «فخر السويدي» لا يشبه «مدرسة المشاغبين»

أكد الفنان السعودي فهد المطيري أن فيلمه الجديد «فخر السويدي» لا يشبه المسرحية المصرية الشهيرة «مدرسة المشاغبين» التي قدمت في سبعينات القرن الماضي.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق تجسّد لبنى في «خريف القلب» شخصية السيدة الثرية فرح التي تقع في ورطة تغيّر حياتها

لبنى عبد العزيز: شخصية «فرح» تنحاز لسيدات كُثر في مجتمعنا السعودي

من النادر أن يتعاطف الجمهور مع أدوار المرأة الشريرة والمتسلطة، بيد أن الممثلة السعودية لبنى عبد العزيز استطاعت كسب هذه الجولة

إيمان الخطاف (الدمام)
يوميات الشرق هند الفهاد على السجادة الحمراء مع لجنة تحكيم آفاق عربية (إدارة المهرجان)

هند الفهاد: أنحاز للأفلام المعبرة عن روح المغامرة

عدّت المخرجة السعودية هند الفهاد مشاركتها في لجنة تحكيم مسابقة «آفاق السينما العربية» بمهرجان القاهرة السينمائي بدورته الـ45 «تشريفاً تعتز به».

انتصار دردير (القاهرة )

تانيا قسيس لـ«الشرق الأوسط»: أحمل معي روح لبنان ووجهه الثقافي المتوهّج

تتشارك قسيس الغناء مع عدد من زملائها على المسرح (حسابها على {إنستغرام})
تتشارك قسيس الغناء مع عدد من زملائها على المسرح (حسابها على {إنستغرام})
TT

تانيا قسيس لـ«الشرق الأوسط»: أحمل معي روح لبنان ووجهه الثقافي المتوهّج

تتشارك قسيس الغناء مع عدد من زملائها على المسرح (حسابها على {إنستغرام})
تتشارك قسيس الغناء مع عدد من زملائها على المسرح (حسابها على {إنستغرام})

تتمسك الفنانة تانيا قسيس بحمل لبنان الجمال والثقافة في حفلاتها الغنائية، وتصرّ على نشر رسالة فنية مفعمة بالسلام والوحدة. فهي دأبت منذ سنوات متتالية على تقديم حفل غنائي سنوي في بيروت بعنوان «لبنان واحد».

قائدة كورال للأطفال ومعلمة موسيقى، غنّت السوبرانو تانيا قسيس في حفلات تدعو إلى السلام في لبنان وخارجه. كانت أول فنانة لبنانية تغني لرئيس أميركي (دونالد ترمب) في السفارة الكويتية في أميركا. وأحيت يوم السلام العالمي لقوات الأمم المتحدة في جنوب لبنان. كما افتتحت الألعاب الفرنكوفونية السادسة في بيروت.

تنوي قسيس إقامة حفل في لبنان عند انتهاء الحرب (حسابها على {إنستغرام})

اليوم تحمل تانيا كل حبّها للبنان لتترجمه في حفل يجمعها مع عدد من زملائها بعنوان «رسالة حب». ويجري الحفل في 26 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري على مسرح «زعبيل» في دبي. وتعدّ قسيس هذا الحفل فرصة تتيح للبنانيين خارج وطنهم للالتقاء تحت سقف واحد. «لقد نفدت البطاقات منذ الأيام الأولى لإعلاننا عنه. وسعدت كون اللبنانيين متحمسين للاجتماع حول حبّ لبنان».

يشارك قسيس في هذا الحفل 5 نجوم موسيقى وفن وإعلام، وهم جوزيف عطية وأنطوني توما وميشال فاضل والـ«دي جي» رودج والإعلامي وسام بريدي. وتتابع لـ«الشرق الأوسط»: «نحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى مساندة بعضنا كلبنانيين. من هنا ولدت فكرة الحفل، وغالبية الفنانين المشاركين فيه يقيمون في دبي».

أغنية {معك يا لبنان} تعاونت فيها قسيس مع الـ{دي جي} رودج (حسابها على {إنستغرام})

خيارات تانيا لنجوم الحفل تعود لعلاقة مهنية متينة تربطها بهم. «الموسيقي ميشال فاضل أتفاءل بحضوره في حفلاتي. وهو يرافقني دائماً، وقد تعاونت معه في أكثر من أغنية. وكذلك الأمر بالنسبة لجوزيف عطية الذي ينتظر اللبنانيون المغتربون أداءه أغنية (لبنان رح يرجع) بحماس كبير. أما أنطوني توما فهو خير من يمثل لبنان الثقافة بأغانيه الغربية».

تؤكد تانيا أن حفل «رسالة حب» هو وطني بامتياز، ولكن تتخلله أغانٍ كلاسيكية أخرى. وتضيف: «لن يحمل مزاج الرقص والهيصة، ولن يطبعه الحزن. فالجالية اللبنانية متعاطفة مع أهلها في لبنان، وترى في هذا الحفل محطة فنية يحتاجونها للتعبير عن دعمهم لوطنهم، فقلقهم على بلادهم يسكن قلوبهم ويفضلون هذا النوع من الترفيه على غيره». لا يشبه برنامج الحفل غيره من الحفلات الوطنية العادية. وتوضح قسيس لـ«الشرق الأوسط»: «هناك تنسيق ومشاركة من قبل نجوم الحفل أجمعين. كما أن اللوحات الموسيقية يتشارك فيها الحضور مع الفنانين على المسرح. بين لوحة وأخرى يطل وسام بريدي في مداخلة تحفّز التفاعل مع الجمهور. وهناك خلطة فنية جديدة اعتدنا مشاهدتها مع الموسيقيين رودج وميشال فاضل. وسيستمتع الناس بسماع أغانٍ تربينا عليها، ومن بينها ما هو لزكي ناصيف ووديع الصافي وصباح وماجدة الرومي. وكذلك أخرى نحيي فيها مطربات اليوم مثل نانسي عجرم. فالبرنامج برمّته سيكون بمثابة علاج يشفي جروحنا وحالتنا النفسية المتعبة».

كتبت تانيا رسالة تعبّر فيها عن حبّها للبنان في فيديو مصور (حسابها على {إنستغرام})

تتشارك تانيا قسيس غناءً مع أنطوني توما، وكذلك مع جوزيف عطية والموسيقي رودج. «سأؤدي جملة أغانٍ معهما وبينها الأحدث (معك يا لبنان) التي تعاونت فيها بالصوت والصورة مع رودج. وهي من إنتاجه ومن تأليف الشاعر نبيل بو عبدو».

لماذا ترتبط مسيرة تانيا قسيس ارتباطاً وثيقاً بلبنان الوطن؟ ترد لـ«الشرق الأوسط»: «لا أستطيع الانفصال عنه بتاتاً، فهو يسكنني دائماً وينبض في قلبي. والموسيقى برأيي هي أفضل طريقة للتعبير عن حبي له. في الفترة السابقة مع بداية الحرب شعرت بشلل تام يصيبني. لم أستطع حتى التفكير بكيفية التعبير عن مشاعري الحزينة تجاهه. كتبت رسالة توجهت بها إلى لبنان واستندت فيها إلى أغنيتي (وطني)، دوّنتها كأني أحدّث نفسي وأكتبها على دفتر مذكراتي. كنت بحاجة في تلك اللحظات للتعبير عن حبي للبنان كلاماً وليس غناء».

في تلك الفترة التي انقطعت تانيا عن الغناء التحقت بمراكز إيواء النازحين. «شعرت بأني أرغب في مساعدة أولادهم والوقوف على كيفية الترفيه عنهم بالموسيقى. فجلت على المراكز أقدم لهم جلسات تعليم موسيقى وعزف.

وتتضمن حصص مغنى ووطنيات وبالوقت نفسه تمارين تستند إلى الإيقاع والتعبير. استعنت بألعاب موسيقية شاركتها معهم، فراحوا يتماهون مع تلك الحصص والألعاب بلغة أجسادهم وأصواتهم، فكانت بمثابة علاج نفسي لهم بصورة غير مباشرة».

لا تستبعد تانيا قسيس فكرة إقامة حفل غنائي جامع في لبنان عند انتهاء الحرب. وتختم لـ«الشرق الأوسط»: «لن يكون الأمر سهلاً بل سيتطلّب التفكير والتنظيم بدقة. فما يحتاجه اللبنانيون بعد الحرب جرعات حب ودفء وبلسمة جراح. ومن هذه الأفكار سننطلق في مشوارنا، فيما لو تسنى لنا القيام بهذا الحفل لاحقاً».