وزير إسرائيلي بارز يهدد السنوار وآخرون يلوّحون باجتياح غزة

مقاول إسرائيلي يمتدح إسماعيل هنية: اشتغل عندي وكان مخلصاً وذكياً

وزير الإسكان الإسرائيلي الجنرال يوآف غالانت.
وزير الإسكان الإسرائيلي الجنرال يوآف غالانت.
TT

وزير إسرائيلي بارز يهدد السنوار وآخرون يلوّحون باجتياح غزة

وزير الإسكان الإسرائيلي الجنرال يوآف غالانت.
وزير الإسكان الإسرائيلي الجنرال يوآف غالانت.

في وقت تتواصل الانتقادات للحكومة الإسرائيلية، من اليمين ومن اليسار، بسبب إخفاقاتها في المعارك الأخيرة مع التنظيمات الفلسطينية المسلحة، وتترافق معها السخرية من «عضلات نتنياهو الفارغة وتهديداته الكلامية الجوفاء لحركة حماس»، خرج أربعة من وزراء اليمين بتهديدات حربية مباشرة لـ«حماس» وقادتها، بروح أن «المعركة لم تنتهِ بعد»، وأن «إسرائيل ستعيد احتلال قطاع غزة وإسقاط (حماس) حتماً، ولكن في الوقت الذي تختاره هي وليس وفقاً لأجندة الفلسطينيين».
وهدد وزير الإسكان الإسرائيلي الجنرال يوآف غالانت، باغتيال قائد «حماس» في غزة يحيى السنوار. وقال غالانت، العضو في المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت) في الحكومة الإسرائيلية، خلال مؤتمر عقدته صحيفة «جيروزاليم بوست» الصادرة في إسرائيل باللغة الإنجليزية، أمس (الأربعاء)، إن «أيام يحيى السنوار محدودة. وأنا أعدكم بأنه لن يُنهي حياته في بيت مسنّين». وفي المؤتمر نفسه، تكلم وزير الأمن الداخلي غلعاد إردان، وهو الآخر عضو في «الكابينت»، بأنه «إذا كان احتلال القطاع سيضمن أمن مواطنيها، فهذا ما ستفعله إسرائيل. وبرأيي إسرائيل أقرب من أي وقت سابق لإعادة احتلال قطاع غزة والسيطرة عليه».
وتلاه وزير المواصلات والاستخبارات يسرائيل كاتس، العضو في «الكابينت» أيضاً، الذي قال: «نحن قريبون من حرب لا مفرّ منها في غزة. وعلينا ضرب (حماس) بشدة من أجل اجتثاث الإرهاب. ولا يوجد أي حل سياسي للوضع في القطاع، ولا يوجد أي احتمال لتسوية مستقرة مع غزة. وعلى إسرائيل توجيه ضربة إلى (حماس) من أجل إعادة الردع المتآكل».
أما وزيرة القضاء والعضوة في «الكابينت» أييليت شاكيد، فقالت إن «وقف إطلاق النار لن يصمد سوى بضعة أشهر، وعندها سينكسر. وإذا لم يكن من خيار أمامنا، فلدينا القدرة على استخدام قوة أكبر ضد (حماس)». واعتبر قادة المعارضة هذه التصريحات «عربدة تافهة وانفلاتاً أجوف». وتوجهت رئيسة كتل المعارضة تسيبي ليفني، من كتلة «المعسكر الصهيوني»، إلى الوزراء قائلة: «إذا أردتم كسر إطلاق النار فأطلقوا، ولا تتحدثوا. أقوال كهذه تمس الردع الإسرائيلي. وإعادة احتلال غزة لا يتلاءم مع المصلحة الإسرائيلية». واضطر حتى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إلى لجم وزرائه، فطلب علناً أن يكفّوا عن التصريحات غير المسؤولة.

- هنية
وفي مقابل التهديدات الوزارية، بثّت «القناة العاشرة» للتلفزيون الإسرائيلي، مقابلة أجرتها مع مقاول بناء إسرائيلي، يدعى داني مخلوف من مدينة عسقلان (أشكلون)، التي تعرضت مؤخراً لقصف بالصواريخ من قطاع غزة، قال فيها إن زعيم حركة «حماس» إسماعيل هنية كان عاملاً لديه في قطاع البناء قبل نحو 40 عاماً. وأطرى مخلوف على هنية كثيراً وقال إنه كان إنساناً رائعاً وصادقاً وذكياً، وإنه بقي عنده نحو 9 سنوات، علّمه خلالها سرّ المهنة، وبنى معه بيوتاً عديدة في مدينة عسقلان التي «تحاول (حماس) هدمها بالصواريخ اليوم». وقالت ابنة المقاول إن هنية كان يزور بيت العائلة يومياً ويتناول الطعام على مائدتها ويشارك في مناسباتها، والعائلة أيضاً زارته في القطاع أكثر من مرة، «حين كان الإسرائيليون يدخلون قطاع غزة من دون مصاعب».
وروى مخلوف كيف دخل إلى غزة بعد أن سمع أن إسماعيل هنية انخرط في صفوف حركة «حماس»، لكي ينهاه عن هذا الطريق. فاعترض نشطاء «حماس» طريقه و«كادوا يقتلونني لولا تدخل إسماعيل هنية بنفسه في هذه الحادثة، وقال لهم: هذا الشخص مثل والدي». وأضاف المقاول أنه طلب من هنية أن يبتعد عن العنف، وقد تعهد حينها هنية أن يترك العنف و«لكنه اليوم صاحب القرار بشأن استهداف البيوت التي بناها بنفسه في مدينة أشكلون».



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.