تونس تشهد اليوم إضراباً عاماً في قطاع الوظيفة العمومية

إثر تعثر المفاوضات مع الحكومة بشأن الزيادة في الأجور

TT

تونس تشهد اليوم إضراباً عاماً في قطاع الوظيفة العمومية

دعا الاتحاد التونسي للشغل إلى إضراب عام في الوظيفة العمومية، بدءاً من اليوم (الخميس)، إثر تعثر المفاوضات مع الحكومة بشأن الزيادة في الأجور.
وبدأ سريان الإضراب منتصف ليلة أمس، ليشمل كافة الوزارات والإدارات المركزية والجهوية والمؤسسات، الخاضعة لقانون الوظيفة العمومية، والتي تضم أكثر من 590 ألف موظف، بحسب إحصائيات رسمية لعام 2014، قام بها المعهد الوطني للإحصاء.
ودعا الاتحاد منخرطيه من عمال الوظيفة العمومية إلى التجمع بساحة باردو، قبالة مقر البرلمان. وقال في بيان أمس، إن الإضراب العام هو «دفاع عن المرفق العمومي ومصداقية التفاوض، وتصدٍّ لإملاءات الصناديق المالية الدولية». مشدداً على أنه من حق عمال الوظيفة العمومية الحصول على زيادة مجزية في ظل تدهور مقدرتهم الشرائية.
ويأتي الإضراب في أعقاب دعوة صندوق النقد الدولي الحكومة التونسية إلى السيطرة على كتلة الأجور المرتفعة، وغير المتناسبة مع حجم الاقتصاد، بحسب تقييمه، والمضي قدماً في الإصلاحات للحد من عجز الموازنة العامة، ودعم الاستثمار، والحفاظ على الاستقرار الاقتصادي.
وعلى صعيد غير متصل، قرر مسؤول في بلدية تونسية البقاء في ألمانيا بطريقة غير شرعية، وعدم العودة إلى بلده، بعدما وصل ضمن بعثة تضم ممثلين عن المجتمع المدني، للمشاركة في مؤتمر احتضنته مدينة شتوتغارت الألمانية.
وأكد مصدر في بلدية رادس لوكالة الأنباء الألمانية، أمس، أن المسؤول، الذي يشغل منصب مستشار بالبلدية، وصل ألمانيا ضمن بعثة تضم ممثلين عن عدة بلديات من أنحاء تونس؛ لكنه لم يعد. موضحاً أن المستشار التونسي أرسل استقالته إلى المجلس البلدي عبر رسالة نصية قصيرة، وذلك بمجرد وصوله إلى ألمانيا.
وكانت البعثة التونسية قد دعيت من قبل منظمة «هانريش بول» الألمانية، للمشاركة في مؤتمر يتعلق بـ«اللامركزية والحوكمة المحلية ومشاركة المواطن». وتأتي هذه المشاركة بعد أشهر قليلة من أول انتخابات بلدية تشهدها تونس منذ بدء الانتقال الديمقراطي في البلاد عام 2011.
ونقلت تقارير إعلامية أمس، عن رئيس بلدية مدينة رادس بالضاحية الجنوبية للعاصمة، قوله إن المستشار وقع عليه الاختيار عبر قرعة ضمن ثلاثة مرشحين من المجلس البلدي، ممن لا يتعدى سنهم 35 عاماً، بحسب شرط السن الذي وضعته الجهة المنظمة للمؤتمر.
وبحسب المعلومات التي قدمها فتحي بن حميدة، رئيس بلدية رادس، يعمل المستشار الذي فضل البقاء في ألمانيا بمطبعة، وهو متزوج وحاصل على دبلوم البكالوريا (الثانوية العامة)، ولا يتعدى راتبه 500 دينار تونسي.
وبحسب الإجراءات التي أعلن عنها المجلس البلدي، فإنه سيجري إخطار الولاية باستقالة العضو المستشار، ومن ثم هيئة الانتخابات من أجل سد الشاغر.
وشهدت بعثات رياضية سابقة أيضاً فرار رياضيين تونسيين داخل دول أوروبية، كان آخرها دورة الألعاب المتوسطية الأخيرة في مدينة تاراغونا الإسبانية، التي شهدت اختفاء ثلاثة رياضيين من البعثة المشاركة.
وتعاني تونس من أزمة اقتصادية ومالية خانقة طيلة انتقالها السياسي، ما تسبب في هجرات واسعة للشباب، في ظل ارتفاع نسبة البطالة، لا سيما في صفوف حاملي الشهادات العليا الذين يمثلون ثلث العاطلين. لكن مع تشديدها لقيود الهجرة، تعمل دول أوروبية، ومن بينها ألمانيا، على التنسيق بشكل أكبر مع تونس لتسريع عمليات ترحيل مواطنيها المقيمين بطرق غير شرعية على أراضيها.



أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
TT

أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)

قدَّم تقرير أممي حديث عن أوضاع التعليم في مديرية رازح اليمنية التابعة لمحافظة صعدة؛ حيثُ المعقل الرئيسي للحوثيين شمالي اليمن، صورة بائسة حول الوضع الذي يعيش فيه مئات من الطلاب وهم يقاومون من أجل الاستمرار في التعليم، من دون مبانٍ ولا تجهيزات مدرسية، بينما يستخدم الحوثيون كل عائدات الدولة لخدمة قادتهم ومقاتليهم.

ففي أعماق الجبال المرتفعة في المديرية، لا يزال الأطفال في المجتمعات الصغيرة يواجهون التأثير طويل الأمد للصراعات المتكررة في المحافظة، والتي بدأت منتصف عام 2004 بإعلان الحوثيين التمرد على السلطة المركزية؛ إذ استمر حتى عام 2010، ومن بعده فجَّروا الحرب الأخيرة التي لا تزال قائمة حتى الآن.

الطلاب اليمنيون يساعدون أسرهم في المزارع وجلب المياه من بعيد (الأمم المتحدة)

وفي المنطقة التي لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال رحلة برية تستغرق ما يقرب من 7 ساعات من مدينة صعدة (مركز المحافظة)، تظل عمليات تسليم المساعدات والوصول إلى الخدمات الأساسية محدودة، وفقاً لتقرير حديث وزعته منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)؛ إذ بينت المنظمة فيه كيف يتحمل الأطفال بشكل خاص وطأة الفرص التعليمية المحدودة، والمرافق المدرسية المدمرة.

مدرسة من دون سقف

وأورد التقرير الأممي مدرسة «الهادي» في رازح باعتبارها «مثالاً صارخاً» لتلك الأوضاع، والتي لا تزال تخدم مئات الطلاب على الرغم من الدمار الذي تعرضت له أثناء المواجهات بين القوات الحكومية والحوثيين، أثناء التمرد على السلطة المركزية؛ حيث تُركت هياكل خرسانية من دون سقف أو جدران.

ويؤكد مدير المدرسة -وفق تقرير «اليونيسيف»- أنها منذ أن أصيبت ظلت على هذه الحال، من ذلك الوقت وحتى الآن. ويقول إنهم كانوا يأملون أن يتم بناء هذه المدرسة من أجل مستقبل أفضل للطلاب، ولكن دون جدوى؛ مشيراً إلى أن بعض الطلاب تركوا الدراسة أو توقفوا عن التعليم تماماً.

مدرسة دُمّرت قبل 15 سنة أثناء تمرد الحوثيين على السلطة المركزية (الأمم المتحدة)

ويجلس الطلاب على أرضيات خرسانية من دون طاولات أو كراسي أو حتى سبورة، ويؤدون الامتحانات على الأرض التي غالباً ما تكون مبللة بالمطر. كما تتدلى الأعمدة المكسورة والأسلاك المكشوفة على الهيكل الهش، مما يثير مخاوف من الانهيار.

وينقل التقرير عن أحد الطلاب في الصف الثامن قوله إنهم معرضون للشمس والبرد والمطر، والأوساخ والحجارة في كل مكان.

ويشرح الطالب كيف أنه عندما تسقط الأمطار الغزيرة يتوقفون عن الدراسة. ويذكر أن والديه يشعران بالقلق عليه حتى يعود إلى المنزل، خشية سقوط أحد الأعمدة في المدرسة.

ويقع هذا التجمع السكاني في منطقة جبلية في حي مركز مديرية رازح أقصى غربي محافظة صعدة، ولديه مصادر محدودة لكسب الرزق؛ حيث تعمل أغلب الأسر القريبة من المدرسة في الزراعة أو الرعي. والأطفال -بمن فيهم الطلاب- يشاركون عائلاتهم العمل، أو يقضون ساعات في جلب المياه من بعيد، بسبب نقص مصادر المياه الآمنة والمستدامة القريبة، وهو ما يشكل عبئاً إضافياً على الطلاب.

تأثير عميق

حسب التقرير الأممي، فإنه على الرغم من التحديات والمخاوف المتعلقة بالسلامة، يأتي نحو 500 طالب إلى المدرسة كل يوم، ويحافظون على رغبتهم القوية في الدراسة، في حين حاول الآباء وأفراد المجتمع تحسين ظروف المدرسة، بإضافة كتل خرسانية في أحد الفصول الدراسية، ومع ذلك، فإن الدمار هائل لدرجة أن هناك حاجة إلى دعم أكثر شمولاً، لتجديد بيئة التعلم وإنشاء مساحة مواتية وآمنة.

واحد من كل 4 أطفال يمنيين في سن التعليم خارج المدرسة (الأمم المتحدة)

ويشير تقرير «يونيسيف»، إلى أن للصراع وانهيار أنظمة التعليم تأثيراً عميقاً على بيئة التعلم للأطفال في اليمن؛ حيث تضررت 2426 مدرسة جزئياً أو كلياً، أو لم تعد تعمل، مع وجود واحد من كل أربعة طلاب في سن التعليم لا يذهبون إلى المدرسة، كما يضطر الذين يستطيعون الذهاب للمدرسة إلى التعامل مع المرافق غير المجهزة والمعلمين المثقلين بالأعباء، والذين غالباً لا يتلقون رواتبهم بشكل منتظم.

وتدعم المنظمة الأممية إعادة تأهيل وبناء 891 مدرسة في مختلف أنحاء اليمن، كما تقدم حوافز لأكثر من 39 ألف معلم لمواصلة تقديم التعليم الجيد، ونبهت إلى أنه من أجل ترميم أو بناء بيئة مدرسية أكثر أماناً للأطفال، هناك حاجة إلى مزيد من الموارد.