جهود روسية لتوثيق الشراكات مع رجال الأعمال السعوديين

جانب من اللقاء الروسي السعودي بالرياض أمس («الشرق الأوسط»)
جانب من اللقاء الروسي السعودي بالرياض أمس («الشرق الأوسط»)
TT

جهود روسية لتوثيق الشراكات مع رجال الأعمال السعوديين

جانب من اللقاء الروسي السعودي بالرياض أمس («الشرق الأوسط»)
جانب من اللقاء الروسي السعودي بالرياض أمس («الشرق الأوسط»)

تدخل الرياض وموسكو مرحلة جديدة من التعاون الاقتصادي، حيث كشفت تاتيانا غفيلافا مديرة مجلس الأعمال الروسي العربي، تبني المجلس مبادرة تقوم بموجبها الجهات الحكومية الروسية، بمنح تأشيرات دخول متعددة لمدة 5 أعوام، لأصحاب الأعمال والشركات السعودية. وتطلعت غفيلافا، إلى أن تكون هناك خطوة مماثلة من الجانب السعودي، لمنح أصحاب الأعمال الروسيين تأشيرات دخول متعددة تمكنهم من استكشاف الفرص الاستثمارية، وعقد شراكات تجارية مع أقرانهم أصحاب الأعمال السعوديين، حيث من المقرر أن ينسق مجلس الغرف السعودية، مع السفارة الروسية للحصول أصحاب الأعمال على تلك التأشيرات.
جاء ذلك في لقاء بالرياض أمس، عقده رئيس مجلس الغرف السعودية أول من أمس الثلاثاء، مع تاتيانا غفيلافا مديرة مجلس الأعمال الروسي العربي بحضور سيرجي كوزلوف السفير الروسي لدى السعودية، لمناقشة أوجه تعزيز العلاقات التجارية بين البلدين وبحث مشاركة قطاع الأعمال السعودي في معرض «أرابيا إكسبو» 2019.
وأشارت غفيلافا، للجهود التي يضطلع بها مجلس الأعمال الروسي العربي الذي يعمل تحت مظلة الغرفة التجارية والصناعية الروسية في تعزيز العلاقات التجارية بين روسيا والدول العربية وعلى رأسها السعودية، منوهة بما حققته زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز إلى روسيا العام الماضي من نتائج إيجابية، على صعيد تعزيز الثقة والشراكة التجارية وتحفيز الاستثمار المشترك.
وتوقع الدكتور سامي العبيدي، رئيس مجلس الغرف السعودية، أن يشهد عام 2019، انطلاقة جديدة في مسار العلاقات التجارية والاستثمارية بين البلدين، في ضوء دعم القيادة السياسية في كلا البلدين، وجهود الأجهزة المؤسسية للقطاع الخاص بالبلدين، المتمثلة في تفعيل مجلس الأعمال المشترك، وتكثيف تبادل الوفود التجارية والمشاركة في الفعاليات الاقتصادية والتعريف بالفرص الاستثمارية المتاحة بالبلدين.
وأضاف العبيدي لـ«الشرق الأوسط»، أن كل مقومات النجاح للشراكة الاقتصادية السعودية الروسية متوافرة، حيث إن الدولتين لديهما ميزات نسبية اقتصادية تؤهلهما معاً للعب دور محوري على مستوى اقتصادات العالم، كما ترتبطان بعدد من الاتفاقيات الهادفة لتنشيط التعاون في مختلف المجالات. يأتي ذلك، وفق العبيدي، في ظل وجود قنوات وأطر مؤسسية للتعاون المشترك بين البلدين مثل اللجنة الحكومية السعودية الروسية المشتركة للتعاون التجاري والاقتصادي والعلمي والتقني، ومجلس الأعمال السعودي الروسي بمجلس الغرف السعودية.
ولفت إلى وجود قطاعات واعدة للتعاون في مجالات الطاقة والتنقيب الجيولوجي والتعدين والبتروكيماويات وبناء ناقلات النفط، والتدريب، والرعاية الصحية، والبنية التحتية، والعقار، والسياحة، والزراعة، والتقنية والاتصالات وتصنيع الشاحنات والمعدات الزراعية، والصناعات الصيدلانية.
وشدد على ضرورة العمل على إيجاد ممثليات اقتصادية تساعد على تنمية العلاقات التجارية والاستثمارية وخدمة أصحاب الأعمال وتوفير المعلومات بشأن مقومات البيئة الاقتصادية والاستثمارية والفرص المتاحة، بالتركيز على الفرص التي تتيحها «رؤية 2030» بما يعزز مساهمة الشركات الروسية في تلك الفرص، والاستفادة من الفرص التصديرية الكبيرة التي يوفرها السوق الروسي للشركات السعودية في زيادة صادرات المملكة.
وأكد سعيهم الجاد لتفعيل مجلس الأعمال المشترك للاستفادة من الفرص الاستثمارية المتاحة في كلا البلدين، داعياً للتركيز على المزايا النسبية والقطاعات ذات الأولوية في أجندة التعاون الاقتصادي كالزراعة والسياحة والطاقة والمشاريع الاستراتيجية والصغيرة والمتوسطة، بالإضافة لتوفير المعلومات اللازمة لأصحاب الأعمال السعوديين، حول الفرص الاستثمارية في روسيا.



بكين توسع خطة «المقايضة الاستهلاكية» لإحياء النمو الاقتصادي

بائع يجلس أمام متجره في جزيرة هونغ كونغ بانتظار الزبائن (أ.ف.ب)
بائع يجلس أمام متجره في جزيرة هونغ كونغ بانتظار الزبائن (أ.ف.ب)
TT

بكين توسع خطة «المقايضة الاستهلاكية» لإحياء النمو الاقتصادي

بائع يجلس أمام متجره في جزيرة هونغ كونغ بانتظار الزبائن (أ.ف.ب)
بائع يجلس أمام متجره في جزيرة هونغ كونغ بانتظار الزبائن (أ.ف.ب)

أضافت الصين المزيد من الأجهزة المنزلية إلى قائمة المنتجات التي يمكن استخدامها في خطة «المقايضة الاستهلاكية»، وستقدم إعانات إضافية للسلع الرقمية هذا العام، في محاولة لإحياء الطلب في قطاع الأسر الراكد.

وستشمل خطة المقايضة للأجهزة المنزلية أفران الميكروويف وأجهزة تنقية المياه وغسالات الأطباق وأواني الطهي هذا العام، وفقاً لوثيقة صادرة عن أعلى هيئة تخطيط للدولة ووزارة المالية يوم الأربعاء. ويمكن أن تحصل الهواتف الجوالة وأجهزة الكمبيوتر اللوحية والساعات الذكية والأساور التي تقل قيمتها عن 6000 يوان على إعانات بنسبة 15 في المائة.

ولم يحدد البيان التكلفة الإجمالية للحوافز، لكن مسؤولاً بوزارة المالية قال في مؤتمر صحافي يوم الأربعاء إن الحكومة خصصت حتى الآن 81 مليار يوان (11.05 مليار دولار) لتبادل السلع الاستهلاكية لدعم الاستهلاك في عام 2025.

وتشكل التدابير الجديدة جزءاً من خطة أوسع لتحفيز النمو في ثاني أكبر اقتصاد في العالم في عام 2025، حيث أدت أزمة العقارات الشديدة إلى تآكل ثروة المستهلكين والإضرار بإنفاق الأسر. وكان قطاع المستهلكين المتعثر في الصين نقطة ألم خاصة للاقتصاد مع مطالبة المحللين ومستشاري السياسات باتخاذ تدابير عاجلة لتحفيز الأسر على الإنفاق مرة أخرى.

وقال شو تيان تشن، كبير الاقتصاديين في وحدة «إيكونوميك إنتليجينس»: «نتوقع أن يتضاعف إجمالي الدعم إلى 300 مليار يوان في عام 2025. وهذا يمثل إلى حد ما تحولاً سياسياً نحو المزيد من الاستهلاك». وأضاف أن الإعانات الأكثر محدودية للهواتف والأجهزة اللوحية، بأقل من 500 يوان لكل عنصر، تشير إلى أن بكين لا تنوي دعم الأغنياء للإنفاق الباهظ.

وفي العام الماضي، خصصت الصين نحو 150 مليار يوان من إصدار سندات الخزانة الخاصة بقيمة تريليون يوان لدعم استبدال الأجهزة القديمة والسيارات والدراجات وغيرها من السلع. وقال المسؤولون إن الحملة «حققت تأثيرات إيجابية».

وقال لي غانغ، المسؤول بوزارة التجارة، في نفس المؤتمر الصحافي، إن الحملة أسفرت عن مبيعات سيارات بقيمة 920 مليار يوان ومبيعات أجهزة منزلية بقيمة 240 مليار يوان في عام 2024.

ومع ذلك، لم يجد المستثمرون الكثير من الطموح في إعلانات يوم الأربعاء، حيث انخفض مؤشر أسهم الإلكترونيات الاستهلاكية في الصين بنسبة 3.2 في المائة بحلول استراحة منتصف النهار.

وقال مسؤول في هيئة تخطيط الدولة الأسبوع الماضي، إن الصين ستزيد بشكل حاد التمويل من سندات الخزانة طويلة الأجل في عام 2025 لتحفيز ترقيات المعدات ونظام مقايضة السلع الاستهلاكية. وفي العام الماضي، خصصت الصين ما مجموعه 300 مليار يوان لهذه المبادرات.

وقال تشاو تشين شين، نائب رئيس اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح - الجهة المسؤولة عن التخطيط الحكومي - يوم الأربعاء، إن أرقام التمويل للخطط ستصدر خلال الاجتماع البرلماني السنوي في مارس (آذار) المقبل.

وتعهد كبار القادة الصينيين بتعزيز الاستهلاك «بقوة» وتوسيع الطلب المحلي «في جميع الاتجاهات» هذا العام. وذكرت «رويترز» الأسبوع الماضي أن ملايين العاملين الحكوميين في جميع أنحاء الصين حصلوا على زيادات في الأجور، كجزء من الجهود الرامية إلى تعزيز الاستهلاك.

وقال لين سونغ، كبير خبراء اقتصاد الصين في «آي إن جي»: «نتوقع أن تساعد السياسة الأكثر دعماً في انتعاش نمو مبيعات التجزئة في عام 2025 مقارنة بعام 2024. وسيعتمد تعافي استهلاك الأسر على استقرار أسعار الأصول، بالإضافة إلى تحسن الثقة في آفاق التوظيف».

ووفقاً لوثيقة السياسة، ستزيد الصين أيضاً الأموال من إصدار سندات الخزانة الخاصة طويلة الأجل لدعم ترقيات المعدات في المجالات الرئيسة. وستشمل الحملة الآن المعدات المستخدمة في قطاعي تكنولوجيا المعلومات والزراعة، مع التركيز على المعدات المتطورة والذكية والخضراء.

وعلى أساس دعم بنسبة 1.5 نقطة مئوية على أسعار الفائدة على قروض ترقية المعدات التي يتم الحصول عليها من البنوك، قالت اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح إنها سترتب أيضاً أموالاً من سندات الخزانة لخفض تكاليف تمويل الشركات بشكل أكبر.

ورتب البنك المركزي مرفق إعادة الإقراض المنخفض التكلفة بقيمة 400 مليار يوان لدعم ترقيات المعدات. وقال سونغ إن الوثيقة تشير إلى أن القطاعات الصناعية عالية التقنية بالإضافة إلى تصنيع معدات النقل من المرجح أن تستفيد، مما يساعد هذه القطاعات على البناء على الزخم القوي في العام الماضي.