تكريم الفنان السعودي عبد الرحمن السليمان باحتفالية «لون المكان وعطر الذاكرة»

جانب من احتفالية تكريم الفنان السعودي عبد الرحمن السليمان
جانب من احتفالية تكريم الفنان السعودي عبد الرحمن السليمان
TT

تكريم الفنان السعودي عبد الرحمن السليمان باحتفالية «لون المكان وعطر الذاكرة»

جانب من احتفالية تكريم الفنان السعودي عبد الرحمن السليمان
جانب من احتفالية تكريم الفنان السعودي عبد الرحمن السليمان

اختتمَتْ في الدمام (شرق السعودية)، ليالي تكريم الفنان التشكيلي عبد الرحمن السليمان، وهي الاحتفالية التي امتدت لأربع ليال عاش فيها التشكيليون شرق السعودية أمسيات ببرامج فنية متنوعة.
حملت الاحتفالية عنوان «عبد الرحمن السليمان: لون المكان وعطر الذاكرة»، في إشارة إلى السليمان الذي يُعد أحد أبرز الفنانين السعوديين الذين استوحوا من ذاكرة المكان مصدر إلهام في الفنون البصرية، مع انفتاح على المدارس الحديثة التي استلهم منها رؤية جديدة في الأعمال الفنية.
ليلة الحفل، أعلن يوسف الحربي مدير جمعية الثقافة والفنون عن إطلاق «مسابقة عبد الرحمن السليمان للقراءات الفنية للأعمال التشكيلية»، بهدف الإسهام في دعم الذوق والوعي بالذات وخلق ثقافة وفنون شاملة من خلال استقطاب المهتمين بالفنون البصرية والكتابة.
زملاء الفنان التشكيلي شاركوا بأعمالهم في معرض فني ضم أعمالاً لـ27 فناناً وفنانة من جيل الرواد والمميزين في الساحة التشكيلية بالمنطقة الشرقية. كما وقع الفنان التشكيلي عبد الرحمن السليمان، كتابين، هما «لون المكان.. عطر الذاكرة» و«الفن التشكيلي بالمنطقة الشرقية».
وحفلت الأيام الثلاثة بعدد من الأمسيات النقدية والفنية، أكد المشاركون خلالها على قدرة الفنان السليمان في تجاوز أغلب التحديات والصعوبات التي كانت تواجههم خلال فترة عملهم ومزاملتهم له في أكثر من مناسبة.
وفي الأمسية الثانية التي حملت عنوان «تجربة عبد الرحمن السليمان برؤية نقدية» استذكر أحمد سماحة المعرض التشكيلي الأول للفنان السليمان الذي أقيم عام 1983. وأكد في ورقته على حضور الهوية والمكان في جميع معارض وأعمال السليمان، مشيراً إلى أن المتتبع لأعماله سيلاحظ أنه لا يضع توصيفا اسمياً لأعماله، فيما يضع تعريفات بالمساحة واللون والخامات ليترك للمتلقي أن يطرح أفكاره ليسمي اللوحة كيفما يشاء.
ومن خلال إحدى الندوات التشكيلية، اقترح الفنان التشكيلي عبد الرحمن السليمان، أن يجري تأسيس مجلات متخصصة واستقطاب الكتاب وتقديم الكتب والدراسات والبحوث وطباعتها.
وأوضح الفنان عبد الله إدريس أهمية الدور الذي لعبه النقد والكتابة في الإعلام التشكيلي، في بعض الصحف، وإسهام الفنان السليمان بالكتابة المحلية والعربية لكثير من المعارض والأسماء الفنية، ولحاجة الفنانين لمثل هذه الكتابات، لا سيما أن الإعلام التشكيلي بحاجة وبقوة للمبادرات التثقيفية في الكتابة والنقد، فيما تحدثت الدكتورة مها السنان عن كتاب «الفن التشكيلي السعودي» لمؤلفه عبد الرحمن السليمان، وكيف أسهم في عام 2000 في تقديم الصورة التشكيلية السعودية.



رحيل الإعلامية ليلى رستم يذكّر ببدايات التلفزيون المصري

الإعلامية المصرية ليلى رستم من جيل الرواد بالتلفزيون المصري (منصة إكس)
الإعلامية المصرية ليلى رستم من جيل الرواد بالتلفزيون المصري (منصة إكس)
TT

رحيل الإعلامية ليلى رستم يذكّر ببدايات التلفزيون المصري

الإعلامية المصرية ليلى رستم من جيل الرواد بالتلفزيون المصري (منصة إكس)
الإعلامية المصرية ليلى رستم من جيل الرواد بالتلفزيون المصري (منصة إكس)

رحلت الإعلامية المصرية ليلى رستم، الخميس، عن عمر يناهز 88 عاماً، بعد تاريخ حافل في المجال الإعلامي، يذكّر ببدايات التلفزيون المصري في ستينات القرن العشرين، وكانت من أوائل المذيعات به، وقدمت برامج استضافت خلالها رموز المجتمع ومشاهيره، خصوصاً في برنامجها «نجمك المفضل».

ونعت الهيئة الوطنية للإعلام، برئاسة الكاتب أحمد المسلماني، الإعلامية القديرة ليلى رستم، وذكرت في بيان أن الراحلة «من الرعيل الأول للإعلاميين الذين قدموا إعلاماً مهنياً صادقاً متميزاً وأسهموا في تشكيل ثقافة ووعي المشاهد المصري والعربي، حيث قدمت عدداً من البرامج التي حظيت بمشاهدة عالية وشهرة واسعة».

والتحقت ليلى بالتلفزيون المصري في بداياته عام 1960، وهي ابنة المهندس عبد الحميد بك رستم، شقيق الفنان زكي رستم، وعملت مذيعةَ ربط، كما قدمت النشرة الفرنسية وعدداً من البرامج المهمة على مدى مشوارها الإعلامي، وفق بيان الهيئة.

ليلى رستم اشتهرت بمحاورة نجوم الفن والثقافة عبر برامجها (ماسبيرو زمان)

وتصدر خبر رحيل الإعلامية المصرية «التريند» على منصتي «غوغل» و«إكس» بمصر، الخميس، ونعاها عدد من الشخصيات العامة، والعاملين بمجال الإعلام والسينما والفن، من بينهم الإعلامي اللبناني نيشان الذي وصفها على صفحته بمنصة «إكس» بأنها «كسرت طوق الكلاسيكية في الحوار ورفعت سقف الاحترام والمهنية».

كما نعاها المخرج المصري مجدي أحمد علي، وكتب على صفحته بموقع «فيسبوك» أن المذيعة الراحلة «أهم مذيعة رأتها مصر في زمن الرواد... ثقافة ورقة وحضوراً يفوق أحياناً حضور ضيوفها».

واشتهرت ليلى رستم بلقب «صائدة المشاهير»؛ نظراً لإجرائها مقابلات مع كبار الشخصيات المؤثرة في مصر والعالم؛ مما جعلها واحدة من أعلام الإعلام العربي في تلك الحقبة، وقدّمت 3 من أبرز برامج التلفزيون المصري، وهي «الغرفة المضيئة»، «عشرين سؤال»، و«نجمك المفضل»، بالإضافة إلى نشرات إخبارية ضمن برنامج «نافذة على العالم»، وفق نعي لها نشره الناقد الفني المصري محمد رفعت على «فيسبوك».

الإعلامية المصرية الراحلة ليلى رستم (إكس)

ونعاها الناقد الفني المصري طارق الشناوي وكتب عبر صفحته بـ«فيسبوك»: «ودّعتنا الإعلامية القديرة ليلى رستم، كانت أستاذة لا مثيل لها في حضورها وثقافتها وشياكتها، جمعت بين جمال العقل وجمال الملامح»، معرباً عن تمنيه أن تقدم المهرجانات التلفزيونية جائزة تحمل اسمها.

ويُعدّ برنامج «نجمك المفضل» من أشهر أعمال الإعلامية الراحلة، حيث استضافت خلاله أكثر من 150 شخصية من كبار الأدباء والكتاب والصحفيين والفنانين، من بينهم طه حسين، وعبد الحليم حافظ، وأحمد رمزي، وفاتن حمامة وتوفيق الحكيم، كما أجرت مقابلة شهيرة مع الملاكم الأميركي محمد علي كلاي.

وأبرزت بعض التعليقات على «السوشيال ميديا» حوار الإعلامية الراحلة مع كلاي.

وعدّ رئيس تحرير موقع «إعلام دوت كوم» محمد عبد الرحمن، رحيل ليلى رستم «خسارة كبيرة» وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الإعلامية الراحلة كانت تنتمي إلى جيل المؤسسين للتلفزيون المصري، وهو الجيل الذي لم يكن يحتاج إلى إعداد أو دعم، لكن دائماً ما كان قادراً على محاورة العلماء والمفكرين والفنانين بجدارة واقتدار»، موضحاً أن «القيمة الكبيرة التي يمثلها هذا الجيل هي ما جعلت برامجهم تعيش حتى الآن ويعاد بثها على قنوات مثل (ماسبيرو زمان) ومنصة (يوتيوب) وغيرهما، فقد كانت الإعلامية الراحلة تدير حواراً راقياً يحصل خلاله الضيف على فرصته كاملة، ويبرز الحوار حجم الثقافة والرقي للمذيعين في هذه الفترة».

بدأ أول بث للتلفزيون المصري في 21 يوليو (تموز) عام 1960، وهو الأول في أفريقيا والشرق الأوسط، واحتفل بعدها بيومين بعيد «ثورة 23 يوليو»، وبدأ بقناة واحدة، ثم قناتين، ثم قنوات متعددة تلبي احتياجات شرائح مختلفة من المجتمع، ومع الوقت تطور التلفزيون المصري ليصبح قوة للترفيه والمعلومات، وفق الهيئة العامة للاستعلامات.

وشهدت بدايات التلفزيون ظهور إعلاميين مثَّلوا علامة بارزة فيما بعد في العمل التلفزيوني مثل أماني ناشد، وسلوى حجازي، وصلاح زكي وأحمد سمير، وكانت ليلى رستم آخر من تبقى من جيل الروَّاد المؤسسين.