كهوف مصرية تستقطب محبي الجيولوجيا والمغامرات

بين كهف «الجارة» بأشكاله التي تشبه شلالات المياه المتجمدة، وكهف «وادي سنور» الذي يعد أحد الكهوف النادرة عالمياً، إلى كهف «الوحوش» الذي تجد على جدرانه بصمات محفورة تشبه أيدي الأطفال وأخرى مخيفة جعلت المستكشفين يطلقون عليه هذا الاسم، تستقطب مصر المهتمين بالسياحة الجيولوجية ومحبي المغامرات والتحدي.

كهف الجارة

في صحراء مصر الغربية، وبالقرب من درب قديم للقوافل يربط واحة الفرافرة في الصحراء الغربية بأسيوط، يوجد هذا الكهف الذي يعد تحفة طبيعية في قلب الصحراء. يقع على بعد 240 كلم جنوب شرقي الفرافرة في منطقة جبلية وعرة، ورغم بُعد المسافة التي يحتاجها الزائر للوصول إليه، فإن المغامرة تستحق بذل المجهود من أجل مشاهدة أحد كنوز مصر الساحرة، خصوصا أنها مغامرة تشمل زيارة الصحراء البيضاء والسوداء، وجبل الكريستال والواحات البحرية. فعادة ما تنظم الشركات السياحية رحلة واحدة شاملة لجميع هذه الأماكن.
الوصول لكهف الجارة يتم بسيارات الدفع الرباعي الخاصة بالسفاري، من خلال بحر الرمال الأعظم. ويكون الدخول عن طريق فتحة ضيقة تستدعي الانحناء قبل الوصول إلى بهو الكهف. في الداخل كن مستعداً لتجربة ممتعة، تقف فيها وجهاً لوجه أمام أشكال مثيرة تشبه شلالات المياه المتجمدة هي نتيجة لملايين الأمتار المكعبة من المياه التي تسربت من بين الرمال إلى باطن الأرض، وتشكلت من الرواسب الأرضية وخام الكريستال. وتمثل الساحة الأساسية للكهف في مجملها مسطحاً من 30 متراً، بارتفاع من خمسة إلى ستة أمتار.
اكتشاف الكهف بحد ذاته قصة مثيرة. اكتشفه الألماني «غيرهارد رولفز» عام 1873. خلال رحلة في صحراء الفرافرة متجها إلى واحة الكفرة الليبية. أثناء الرحلة هبت عاصفة رملية شديدة، الأمر الذي اضطره للاحتماء منها في الكهف بمحض الصدفة. بداية لم يلق هذا الاكتشاف الاهتمام الكافي لكن في عام 1989. أعاد المستكشف الألماني «كارلو بيرغمان» اكتشافه.
كهف وادي سنور

رغم أن محافظة بني سويف - التي تعد إحدى محافظات إقليم شمال الصعيد - لا تصنف ضمن المدن السياحية المشهورة في مصر، فإنها تحوي واحداً من أهم المزارات السياحية، ألا هو كهف وادي سنور، الذي يقع شرق مدينة بني سويف، ويبعد عن القاهرة بما يقرب من 200 كيلومتر.
تم اكتشافه هو الآخر بالصدفة البحتة عام 1992. عن طريق عمال المحاجر في المنطقة. كانوا يبحثون عن رخام «الألباستر»، أحد أجود أنواع الرخام في العالم، ليكتشف علماء الجيولوجيا أن الكهف يعود إلى العصر الأيوسيني الأوسط، أي منذ نحو 40 مليون سنة. ويعتقد أنه تكون نتيجة تفاعلات كيميائية مع المياه الجوفية نتج عنها تكلسات رائعة الجمال. وهو الآن أحد الكهوف النادرة عالمياً، لا يُشبهه سوى كهف في ولاية فيرجينيا.
يتم الوصول إليه عن طريق سيارات الدفع الرباعي، ويمتد نحو 700 متر في باطن الأرض بعمق 15 متراً، ويصل ارتفاعه لنحو 15 متراً.

كهف السباحين

يقع في محافظة الوادي الجديد جنوب غربي مصر، بالقرب من الحدود مع ليبيا. أول ما تدخله، ستُدهشك رسومات رائعة تغطي جدرانه لمجموعة من السباحين. ويعود الفضل في شهرته إلى فيلم «المريض الإنجليزي» الذي صدر عام 1996. رغم أنه اُكتشف عام 1933 على يد المستكشف المجرى «الكونت لاسزلو ألماسي». يحتوي الكهف على رسومات لأشخاص يسبحون نُقشت على الصخور منذ أكثر من 10 آلاف عام، واعتبر ألماسي أن تلك اللوحات تصور الحياة اليومية في المنطقة قبل تغير المناخ الذي أدى إلى تغير جذري في البيئة.

كهف الوحوش

على بعد نحو عشرة كيلومترات من كهف السباحين، يبرز هذا الكهف الذي يستقطب المهتمين بالسياحة الجيولوجية. أطلق عليه المستكشفون هذا الاسم عندما تم العثور عليه في عام 2002، ووجدوا جدرانه محفورة برسومات غريبة، يرجح العلماء أن تكون للسحالي، رغم شبهها بأيادي الأطفال، وصور أخرى توضح أجساما بشرية راقصة، وحيوانات بلا رؤوس. ويؤكد المستكشفون أن هذه التفاصيل تشير إلى أن تاريخ الكهف يرجع إلى 8 آلاف عام على الأقل.