الشرطة الإسرائيلية توصي بمحاكمة وزير الداخلية وزوجته وشقيقه بتهم فساد

TT

الشرطة الإسرائيلية توصي بمحاكمة وزير الداخلية وزوجته وشقيقه بتهم فساد

أعلنت الشرطة الإسرائيلية، في بيان رسمي أمس الثلاثاء، أنها، بعد ثلاث سنوات من التحقيق، قررت رفع توصية إلى النيابة العامة لتقديم وزير الداخلية، آريه درعي، وزوجته وشقيقه للمحاكمة بعدة تهم منها ارتكاب مخالفات ضريبية بقيمة ملايين الشواقل (الدولار يساوي 3.6 شيقل)، وتقديم تصريح كاذب لمراقب الدولة ورئيس الكنيست بشأن ممتلكاته ومداخيله. وتشتبه الشرطة في أن درعي ارتكب المخالفات أثناء توليه منصبه الوزاري.
وقالت الشرطة إنها ستحيل ملف التحقيق كاملا خلال الأيام المقبلة إلى النيابة، لتبدأ إجراءات النظر في المستندات ثم الانتقال إلى المحاكمة.
وتم الكشف عن هذه القضية بعد تحقيق سري للشرطة وسلطة منع تبييض الأموال، حيث ثارت شبهات بشأن إدارة غير عادية للحسابات في البنوك من طرف درعي وعائلته. واكتشف المحققون تحويل مبالغ مالية كبيرة من رجال أعمال إلى عائلة الوزير، بعضها قبل عودته إلى النشاط السياسي، وبعضها الآخر بعد ذلك.
وأجري التحقيق من قبل وحدة «لاهاف 433» مع سلطة الضرائب، وبمرافقة مدّع من النيابة العامة في لواء تل أبيب. ومنذ شهر أبريل (نيسان) من عام 2016 تحول التحقيق إلى علني، وتم الحصول على إفادات من عشرات المشتبه بهم، ولكن التحقيق مع درعي نفسه تم في مايو (أيار) من العام الماضي للمرة الأولى. وبحسب الشبهات، فإن رجال أعمال مختلفين حولوا لدرعي مئات آلاف الشواقل. كما فحص المحققون صفقات لبيع وشراء قسائم بناء في القدس و«صفصوفة» (المقامة على أراضي قرية الصفصاف المهجرة في أعالي الجليل)، وكذلك تصريحاته لرئيس الكنيست ومراقب الدولة، والتقارير الناقصة في كشوفات المقدمة لسلطات الضرائب، وغيرها.
وبناء على تحقيقات الشرطة، فقد توفرت شبكة من الأدلة ضد درعي تؤكد ارتكاب مخالفة الاحتيال وخيانة الأمانة في أدائه في قضية رجل أعمال أثناء شغله منصب وزير، وكذلك ارتكاب مخالفات ضريبية بمبالغ كبيرة تصل إلى ملايين الشواقل، وتبييض الأموال، وعرقلة مجرى القضاء، وأداء قسم كاذب في التصريحات الكاذبة التي قدمها بشأن أملاكه ومداخيله إلى مراقب الدولة ورئيس الكنيست.
كما قالت الشرطة إن هناك أدلة ضد المحامي شلومو درعي، شقيق الوزير الذي يشغل منصب نائب رئيس مؤسسة كبيرة لشؤون الأراضي والأحراش («كيرن كييميت»)، بشبهة ارتكاب مخالفات ضريبية بمبالغ تصل إلى ملايين الشواقل، إضافة إلى شبهات بارتكاب مخالفة تبييض الأموال ومخالفات ضريبية ضد مشتبه بهم آخرين.
وبدوره عقب الوزير درعي قائلا إنه يرحب بعدول الشرطة عما نسبته له, وأعرب عن ثقته بأن تقرر النيابة إغلاق ملف التحقيق بأكمله بعد أن تدرسه.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.