صعود وسقوط كارلوس غصن: أنقذ «نيسان» من الإفلاس وجاءته الطعنة من الخلف

كارلوس غصن (رويترز) - هيروتو سايكاوا يشعر بالغضب - غريغ كيلي شريك في المخالفات
كارلوس غصن (رويترز) - هيروتو سايكاوا يشعر بالغضب - غريغ كيلي شريك في المخالفات
TT

صعود وسقوط كارلوس غصن: أنقذ «نيسان» من الإفلاس وجاءته الطعنة من الخلف

كارلوس غصن (رويترز) - هيروتو سايكاوا يشعر بالغضب - غريغ كيلي شريك في المخالفات
كارلوس غصن (رويترز) - هيروتو سايكاوا يشعر بالغضب - غريغ كيلي شريك في المخالفات

تهدد الأنباء الصادمة الآتية من اليابان بالقبض على كارلوس غصن، رئيس مجلس إدارة تحالف «(رينو) – (نيسان) – (ميتسوبيشي)»، الإرث المتألق والإنجازات الفريدة التي حققها غصن خلال تاريخه العملي الطويل. ومن المتوقع أن تتم إقالة غصن من جميع مناصبه بعد اجتماع مجلس إدارة «نيسان» هذا الأسبوع. وتبدو قصة غصن كأنها مسلسل درامي صعد بالرجل إلى أعلى مستويات النجاح ثم هوى به إلى منحدر سحيق لا نجاة منه. ولكن تبقى في القضية شبهة مؤامرة ضد غصن طعنته من الخلف.
الاتهامات الموجهة إلى غصن جاءت بفعل فاعل مجهول حتى الآن قدم مستندات تدل على أن غصن لم يفصح عن كل مداخيله المالية من وظيفته، أي التهرب من الضرائب، وأنه استخدم موارد الشركة من أجل استعماله الشخصي. وتقول شركة «نيسان» إنها أجرت تحقيقات داخلية لعدة أشهر من دون علم غصن.
وتهدد هذه الفضيحة التحالف القائم بين شركات التحالف، وهبطت على أثرها أسهم الشركات الثلاث في التحالف بمعدلات بلغت في المتوسط نحو 7 في المائة. ولا يجد غصن أي تعاطف حتى من الأشخاص الذي اختارهم بنفسه لكي يتبعوه في الإدارة مثل المدير التنفيذي لشركة «نيسان» هيروتو سايكاوا الذي علق على القضية بالقول: «أشعر باليأس والإحباط والغضب». وأشار سايكاوا إلى أن مخالفات غصن «استمرت لفترة طويلة».
وبعد كشف أحد المصادر عن مخالفات غصن، استمر التحقيق الداخلي في الشركة عدة أشهر قبل إبلاغ مكتب المدعي العام الياباني.
وبلغت مداخيل غصن الرسمية في العام المالي الأخير ما يعادل 6.6 مليون دولار من «نيسان»، ومليوني دولار من «ميتسوبيشي»، و8.5 مليون دولار من «رينو»؛ أي ما يقدر مجموعه بنحو 17.1 مليون دولار.
ومن المقرر أن يفقد غصن وظائفه التنفيذية كافة في التحالف وفي الشركات الثلاث بعد القبض عليه، ويأتي القرار بعد اجتماعات لمجالس إدارات الشركات في الأيام المقبلة ومع كشف مزيد من المعلومات عن المخالفات وسماع دفاع غصن.
وخرجت بعض التقارير الإعلامية من اليابان تشير إلى بعض المخالفات، منها من محطة إذاعة «إن إتش كي» التي ذكرت أن شركة «نيسان» دفعت مبالغ طائلة في عقارات فاخرة لسكن غصن في 4 مدن حول العالم ليس فيها نشاطات تذكر لشركة «نيسان». هذه المدن هي بيروت وريو دي جانيرو وأمستردام وباريس. ولكن المعروف أن أمستردام هي المقر الرئيسي للشركة المشرفة على التحالف، كما أن باريس هي مركز إدارة شركة «رينو».
كما أعلن مكتب المدعي العام أنه تم إلقاء القبض على غصن ومساعده غريغ كيلي لعدم الإفصاح عن مبلغ 5 مليارات ين (44 مليون دولار) من الدخل الذي حصل عليه غصن في 5 سنوات بداية من عام 2011. كما سربت مصادر لم تعلن وكالة أنباء «بلومبيرغ» عن أسمائها أن غصن حوّل أموالاً مخصصة للاستثمار وتكاليف السفر والإقامة لشراء عقارات باسمه عبر وحدات استثمار خارج اليابان. ويمكن احتجاز غصن لمدة 23 يوما قيد التحقيقات وفقا للقانون الياباني.

- مؤامرة وانقلاب
يتساءل كثيرون من الإعلام ومصادر الصناعة عما إذا كان كارلوس غصن قد تعرض إلى مؤامرة وانقلاب لإزاحته من المناصب التي احتلها طويلا ومنع كثيرين من الارتقاء إليها. وتقول وكالة «بلومبيرغ» إن المدير التنفيذي لشركة «نيسان» هيروتو سايكاوا نفى أن يكون في القضية مؤامرة، ولكنه اعترف بأن التحقيقات الداخلية (من دون علم غصن) استمرت لعدة أشهر.
وفي مؤتمر صحافي عقده سايكاوا (65 عاما) في يوكوهاما لم يقل كلمة دفاع واحدة عن غصن؛ بل ركز على خطورة التهم الموجهة إليه.
ولاحظ الإعلام أن سايكاوا لم يبد أي شعور بالأسف على الرجل الذي قضى 20 عاما في خدمة «نيسان» وأنقذها من حافة الافلاس ورفعها إلى مصاف ثاني أكبر تحالف عالمي؛ بل إن سايكاوا أشار إلى «تركيز كثير من الصلاحيات في يد شخص واحد» كما أن تطلعاته إلى المستقبل كانت تعنى أولا «بإزالة الجوانب السلبية من عهد غصن الطويل».
ووصفت وكالة «بلومبيرغ» الأمر بأنه يبدو كأنه انقلاب ضد غصن، وأن التوتر القائم تحت السطح في التحالف انفجر أخيرا بشكل درامي. وكان غصن في السنوات الأخيرة يحاول أن يقترب من أهداف التحالف حتى يظل قويا بعد رحيله. والآن يبدو الوضع أكثر توترا مع إزاحة غصن من المشهد. ووفقا لوكالة «بلومبيرغ»، فإن الانقلابات من هذا النوع نادرا ما تقود إلى مستقبل أفضل وغالبا ما تؤدي إلى حرب أهلية.


مقالات ذات صلة

تعريفات ترمب الجمركية تضع شركات عالمية في المكسيك تحت المجهر

الاقتصاد ترمب يلقي خطاباً خلال تجمع انتخابي في أرينا سانتاندر في ريدينغ بنسلفانيا (رويترز)

تعريفات ترمب الجمركية تضع شركات عالمية في المكسيك تحت المجهر

مع تزايد المخاوف من اندلاع حرب تجارية، ستواجه العديد من الشركات التي لديها حضور تصنيعي في المكسيك تحديات جديدة، وخاصة تلك التي تصدر إلى الولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (عواصم )
يوميات الشرق شعار العلامة التجارية للسيارات الفارهة «جاغوار» (أ.ب)

حتى ماسك انتقده... إعلان ترويجي لسيارات «جاغوار» يثير غضباً

أثار مقطع فيديو ترويجي لتغيير العلامة التجارية للسيارات الفارهة «جاغوار» انتقادات واسعة بظهور فتيات دعاية يرتدين ملابس زاهية الألوان دون وجود سيارة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ حادث تصادم وقع نتيجة عاصفة ترابية بكاليفورنيا (أ.ب)

عاصفة ترابية شديدة تتسبب بتصادم سيارات جماعي في كاليفورنيا

كشفت السلطات في ولاية كاليفورنيا الأميركية عن أن عاصفة ترابية شديدة تعرف باسم الهبوب تسببت في تصادم عدة مركبات على طريق سريع بوسط كاليفورنيا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال زيارة لبروكسل 25 مايو 2017 (رويترز)

أوروبا تستعد لوصول ترمب... أسوأ كابوس اقتصادي بات حقيقة

كانت التوقعات الاقتصادية لمنطقة اليورو مصدر قلق لبعض الوقت، ولكن منذ فوز ترمب بالرئاسة ساء الوضع بشكل كبير.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
رياضة عالمية غابرييل بورتوليتو (رويترز)

ساوبر يكمل تشكيلته لموسم 2025 بالبرازيلي بورتوليتو

أعلن فريق ساوبر المنافس في بطولة العالم لسباقات «فورمولا 1» للسيارات، اليوم الأربعاء، تعاقده مع السائق البرازيلي غابرييل بورتوليتو ليكمل تشكيلته لموسم 2025.

«الشرق الأوسط» (بيرن)

إشارات سريعة

إشارات سريعة
TT

إشارات سريعة

إشارات سريعة

> السيارات الكهربائية: قررت الحكومة البريطانية خفض الدعم على شراء السيارات الكهربائية الجديدة من 3500 جنيه إسترليني إلى 3000 جنيه فقط (3750 دولاراً). جاء ذلك في بيان الميزانية الجديدة التي شملت أيضاً رفع الدعم عن السيارات الكهربائية التي يزيد ثمنها على 50 ألف إسترليني، بما في ذلك سيارات تيسلا «موديل إس وإكس». وعلق خبراء على القرار بأنه يأتي عكس توجهات تشجيع الحكومة للتحول إلى السيارات الكهربائية، خصوصاً أن تجارب الدول الأخرى تؤكد أن خفض الدعم يتبعه دوماً تراجع الطلب.
> فورد: أوقفت شركة فورد الإنتاج من مصانعها الأوروبية في ألمانيا ورومانيا، بالإضافة إلى مصنع إسباني في فالينسيا. وتتبع فورد بهذا القرار الكثير من الشركات الأوروبية الأخرى التي أوقفت إنتاجها لتجنب انتشار فيروس كورونا. وتأثرت الشركات في أوروبا بقرارات الحجر الإلزامي الحكومية وضعف إمدادات قطع الغيار وتراجع الطلب على السيارات، وأحياناً ضغوط نقابات العمال التي طالبت بحماية العمال من الاختلاط أثناء فترة انتشار الفيروس.
> هوندا: أعلنت شركة هوندا عن نفاد مجموعة خاصة من طراز سيفيك «تايب آر» من الأسواق الأوروبية التي رصدت لها الشركة 100 سيارة فقط من هذا النوع، منها 20 فقط في بريطانيا.
وتتميز المجموعة الخاصة بقدرات سباق إضافية وخفض في الوزن يبلغ 47 كيلوغراماً. وهي موجهة إلى فئات تمارس السباقات مع الاستعمال العملي للسيارة التي تحتفظ بمقاعدها الخلفية.
> الصين: تدرس السلطات الصينية تخفيف الشروط على شركات السيارات من حيث حدود بث العادم كنوع من الدعم المرحلي للصناعة حتى تخرج من أزمة «كورونا» الحالية. ويعتقد خبراء «غولدمان ساكس»، أن الاقتصاد الصيني سوف ينكمش بنسبة 9 في المائة خلال الربع الأول من العام الحالي (2020). ويعتبر قطاع السيارات الصيني هو الأكثر تأثراً بتراجع الطلب وإغلاق المصانع.