تلألأت الأنوار في مدينة القيروان التونسية في عرض صوتي وضوئي ضخم يحاكي السيرة النبوية العطرة، ليبث مهرجان المولد النبوي الشريف الذي تحتضنه المدينة أجواء روحية راقية بين أكثر من 600 ألف زائر توافدوا من تونس والبلدان العربية المجاورة، وحضروا احتفال هذه السنة بالمولد النبوي. وتواصلت الاحتفالات إلى غاية يوم 20 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، لتحول المدينة ذات التاريخ الإسلامي العريق إلى عاصمة للمشاعر الدينية والإحساس الروحي الراقي. ويتضمن برنامج هذه التظاهرة عدداً من المعارض التجارية المرتبطة بأجواء المولد النبوي الشريف، والمسابقات والمحاضرات الدّينية، علاوة على محطات موسيقية في مجال الإنشاد الصوفي.
من جانبه، نظّم مركز الدراسات الإسلامية بالقيروان طوال ثلاثة أيام من 19 إلى 21 من الشّهر الحالي، ندوة دُولية حول موضوع «الهجرة إلى تونس عبر العصور... حركات تاريخية وتفاعلات اجتماعية ودروس حضارية»، وتعالج هذه الندوة العلمية في 10 مداخلات علمية مجموعة من المواضيع المهمة، على غرار «التثاقف» بين الجاليات المنتمية إلى المتوسط، وتونس أرض الحضارات والثّقافات والعيش المشترك.
وفيما يتعلق بزوار مدينة الأغالبة القيروان، خلال الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف، قال خالد قلوعية المندوب الجهوي للسياحة بالقيروان، إنّ المدينة تنتظر كل سنة قدوم ما لا يقل عن 600 ألف زائر، وأكّد أنّ نسبة الحجوزات بلغت 100 في المائة بكافة الوحدات السياحية بالقيروان.
وستكون الزيارة فرصة للاطّلاع عن قرب على معالم القيروان التاريخية والحضاريّة على غرار جامع عقبة بن نافع وفسقية الأغالبة، ومقام الصحابي أبو زمعة البلوي، علاوة على متابعة العروض والأنشطة الدينية والروحانية والثّقافية، ويقبل الزائرون على سوق النحاس المطروق وسط أجواء احتفالية مميزة، ويقتنون «المقروض» القيرواني الشهير (حلويات أصيلة القيروان)، كما يبدي الكثير منهم اهتمامات خاصة للمنسوجات القيروانية، خصوصاً منها الزربية المميزة للمدينة.
وتشير إحصائيات وزارة السياحة التونسية إلى أنّ المواقع الأثرية في مدينة القيروان تستقبل سنوياً ما لا يقل عن 600 ألف زائر، وهو العدد نفسه تقريباً الذي تستقبله خلال الاحتفالات بالمولد النبوي التي تدوم نحو أسبوع. ويؤم مدينة القيروان خلال هذه الاحتفالات، زوار من الجزائر وليبيا والمغرب.
وأدرجت وزارة السياحة التونسية المدينة العتيقة في القيروان ضمن مسلك سياحي، يتضمن المساجد العتيقة، منها جامع عقبة، ومسجد ابن خيرون، والجامع الحنفي، وأسواق الحرف التقليدية، وبئر بروطة التي تمنح الشفاء لمن يقبل على مائها العذب الزلال. كما تم تأهيل مجموعة من المنازل العتيقة، وباتت تؤوي بيوت الضيافة والمطاعم السياحية ومعارض للزربية (السجاد القيرواني ذائع الصيت)، لتساهم في دفع حركية القطاع السياحية في القيروان.
وفي المدينة العتيقة بالقيروان، تختلط المساجد العتيقة (أهمها مسجد عقبة بن نافع)، والمقامات (أهمها مقام الصحابي أبو زمعة البلوي المعروف لدى التونسيين بسيدي الصحبي)، وتحتفظ المدينة بزخارف الأبواب والقباب والأزقة والأقواس ما يعطي للقيروان بهجة إضافية، فهي تنطق بعبق التاريخ، على حد تعبير عبد العزيز الهمامي أحد سكان القيروان. ووفق إحصاءات قدمتها وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية (وكالة حكومية)، يوجد في القيروان العتيقة أكثر من 86 مسجداً و84 ضريحاً و62 قوساً و100 قبة فريدة، وهو ما يجعل منها معرضاً معمارياً مفتوحاً كل يوم أمام الزائرين.
الأنوار تغمر مدينة القيروان بمناسبة المولد النبوي الشريف
الأنوار تغمر مدينة القيروان بمناسبة المولد النبوي الشريف
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة