وزير المالية المصري: الاستثمار طوق النجاة لاقتصاد البلاد

خلال لقائه وفداً من أعضاء البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية

وزير المالية المصري يتوسط أعضاء مجلس إدارة البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية («الشرق الأوسط»)
وزير المالية المصري يتوسط أعضاء مجلس إدارة البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية («الشرق الأوسط»)
TT

وزير المالية المصري: الاستثمار طوق النجاة لاقتصاد البلاد

وزير المالية المصري يتوسط أعضاء مجلس إدارة البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية («الشرق الأوسط»)
وزير المالية المصري يتوسط أعضاء مجلس إدارة البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية («الشرق الأوسط»)

ناقش وزير المالية المصري محمد معيط، أمس (الاثنين)، مع وفد أعضاء مجلس إدارة البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، زيادة محفظة التعاون بين الجانبين، إذ يبلغ حجم استثمارات البنك حالياً 5 مليارات دولار موزعةً على 28 مشروعاً في عدة دول.
وقال وزير المالية المصري محمد معيط، في بيان صحافي أمس، بعد اللقاء، إن «الاستثمار يعد طوق النجاة للاقتصاد المصري... لذا لا بد من العمل على زيادته وتسخير كل الإمكانيات التي تحسن بيئة الاستثمار». مشيراً إلى أهمية «مرونة القوانين والتشريعات وتبسيط الإجراءات والتخلص من البيروقراطية بهدف جذب المزيد من الاستثمارات، وهو ما تم أخذه بعين الاعتبار من خلال قانون الاستثمار الجديد».
والبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية (AIIB) أسسته الصين عام 2016 برأسمال 100 مليار دولار بمشاركة 87 دولة من جميع أنحاء العالم من ضمنها مصر.
ويسهم البنك حالياً في تمويل عدد من مشروعات الطاقة الشمسية بمنطقة بنبان بمحافظة أسوان بقيمة 210 ملايين دولار، بخلاف التوقيع بالأحرف الأولى على اتفاق لمساهمة البنك الآسيوي في تمويل مشروع للصرف الصحي في البلاد بالتعاون مع البنك الدولي بقيمة 300 مليون دولار.
واستعرض الوزير خلال اللقاء الإصلاحات الاقتصادية والمشروعات التي قامت بها الدولة مؤخراً في عدد من الملفات من أبرزها ملفا التعليم والصحة. مشيراً إلى المشروعات القومية الجديدة التي تتبناها مصر، قائلاً: «الدولة قامت ببناء 10 مدن في جميع أنحاء الجمهورية، وذلك من أجل احتواء الزيادة السكانية الكبرى بالإضافة إلى إقامة عدد من مشروعات الطاقة وإنشاء بنية تحتية قوية للطرق والكباري».
وأشار معيط إلى تبني الوزارة خطة هيكلية مُحكمة لخفض معدلات الدين باعتبارها ضمن التحديات التي تواجه البلاد في الوقت الراهن الذي كان قد بلغ 108% من الناتج المحلى الإجمالي في يونيو (حزيران) 2017، وانخفض إلى 98% في يونيو 2018، ومستهدَف خفضه إلى 92% في العام المالي الحالي 2018-2019.
حضر اللقاء أحمد كجوك نائب وزير المالية للسياسات المالية، وأمجد منير رئيس قطاع مكتب الوزير، وخالد عبد الرحمن مساعد وزير المالية لعمليات أسواق المال، وشيرين الشرقاوي مساعد وزير المالية للشؤون الاقتصادية.
وقال أحمد كجوك، إن «الدولة تسير بخطى ثابتة على المسار الصحيح، والدليل على ذلك إشادة عدد من المؤسسات الدولية خلال الأشهر السابقة بنجاح برنامج الإصلاح الاقتصادي وما حققته الدولة من مؤشرات إيجابية في موازنة الدولة ورفع مؤسسة (ستاندرد أند بورز درجة التصنيف الائتماني لمصر عند درجة التصنيف الائتماني للاقتصاد المصري عند الدرجة (B) مع الحفاظ على نظرة مستقبلية مستقرة».
وأشاد وفد البنك الآسيوي بجهود الحكومة المصرية ووزارة المالية في الإصلاحات والإنجازات الداعمة لبرنامج الإصلاح الاقتصادي ومؤشرات النمو الإيجابية، وأعربوا عن استعدادهم لتقديم التعاون والدعم في مختلف المجالات التي تضمن تحقيق استقرار الأوضاع الاقتصادية والسياسية للدولة، وأشاروا إلى أن زيارتهم لمصر تعد الأولى من نوعها لإحدى الدول الأعضاء بالبنك الآسيوي. والتي من المقرر أن تستمر حتى يوم الجمعة المقبل.
والبنك الآسيوي يتعاون مع العديد من البنوك التنموية متعددة الأطراف ومؤسسات التمويل الدولية لتعزيز علاقات آسيا بمختلف المناطق الجغرافية في العالم، حيث يقدم البنك الآسيوي تمويلاً لمشروعات عديدة حول العالم وبشكل مشترك مع البنك الدولي والأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، والبنك الإسلامي للتنمية، والبنك الآسيوي للتنمية، والبنك الأفريقي للتنمية، وصندوق التنمية الأفريقي، والبنك الأوروبي للإنشاء والتعمير، وبنك الاستثمار الأوروبي، وبنك التنمية الأميركي، وبنك التنمية الجديد التابع لتجمع البريكس. وخدمات البنك التمويلية تغطي قطاعات الطاقة بأنواعها المختلفة ما عدا الفحم والبترول إلى جانب النقل، والبنية التحتية، وإمدادات المياه والصرف الصحي، ومشاريع البيئة والتنمية الحضرية، والخدمات اللوجيستية.



الشركات البريطانية تخفض التوظيف بأكبر وتيرة منذ الجائحة بسبب الضرائب

حي كناري وارف المالي في لندن (رويترز)
حي كناري وارف المالي في لندن (رويترز)
TT

الشركات البريطانية تخفض التوظيف بأكبر وتيرة منذ الجائحة بسبب الضرائب

حي كناري وارف المالي في لندن (رويترز)
حي كناري وارف المالي في لندن (رويترز)

خفضت الشركات البريطانية أعداد موظفيها بأكبر وتيرة منذ جائحة «كوفيد - 19»، وسجلت أدنى مستوى من الثقة منذ فترات الإغلاق، وفقاً لنتائج مسحين ألقيا باللوم بشكل رئيس على الزيادات الضريبية التي فرضتها الحكومة الجديدة.

وأظهرت البيانات الصادرة عن مؤشر مديري المشتريات العالمي الأولي لشهر ديسمبر (كانون الأول)، إلى جانب استطلاع ربع سنوي أجرته هيئة التصنيع «ميك يو كيه»، مزيداً من الإشارات على تباطؤ الاقتصاد المرتبط بموازنة وزيرة المالية، راشيل ريفز، التي أُعلنت في 30 أكتوبر (تشرين الأول)، وفق «رويترز».

وبالإضافة إلى الامتناع عن استبدال الموظفين الذين غادروا، قامت بعض الشركات بتقليص ساعات العمل، واستكمال عمليات إعادة الهيكلة المخطط لها مسبقاً. وباستثناء الوباء، يعد هذا أكبر انخفاض في التوظيف منذ الأزمة المالية العالمية في عام 2009.

ورغم تراجع التوظيف، ارتفع مقياس مؤشر مديري المشتريات للأسعار التي تفرضها الشركات، مما قد يثير قلق لجنة السياسة النقدية في بنك إنجلترا، التي تراقب تأثير زيادات مساهمات الضمان الاجتماعي على أرباب العمل. وعقب نشر البيانات، شهد الجنيه الإسترليني زيادة مؤقتة، حيث ركز المستثمرون على الضغوط السعرية التي وردت في التقرير.

وقال توماس بوغ، الخبير الاقتصادي في شركة المحاسبة «آر إس إم يو كيه»: «تواجه لجنة السياسة النقدية الآن معادلة صعبة بين النمو البطيء وارتفاع التضخم، مما سيضطرها إلى خفض أسعار الفائدة بشكل تدريجي العام المقبل». وأضاف: «من غير المرجح أن يقدم بنك إنجلترا هدية عيد الميلاد المبكرة هذا الأسبوع»، في إشارة إلى قرار البنك بشأن أسعار الفائدة لشهر ديسمبر، الذي يُتوقع أن يبقي تكاليف الاقتراض ثابتة.

واستقر مؤشر مديري المشتريات الرئيس عند 50.5 متجاوزاً بقليل مستوى الـ50 الذي يشير إلى الاستقرار، لكنه جاء أقل من توقعات الخبراء التي كانت تشير إلى ارتفاعه إلى 50.7.

وفيما يتعلق بالقطاعات، انخفض نشاط التصنيع إلى أدنى مستوى له في 11 شهراً، رغم تحسن قطاع الخدمات. ومع ذلك، تراجعت معدلات التوظيف في كلا القطاعين بأكبر قدر منذ يناير (كانون الثاني) 2021، وفي المقابل، شهدت الأسعار التي تفرضها الشركات أكبر زيادة خلال تسعة أشهر، مدفوعة بارتفاع تكاليف المدخلات، بما في ذلك الأجور.

وقال كريس ويليامسون، كبير الخبراء الاقتصاديين في «ستاندرد آند بورز غلوبال ماركتس إنتليجنس»: «لقد فقد الاقتصاد الزخم الذي شهده في وقت سابق من العام، حيث استجابت الشركات والأسر بشكل سلبي لسياسات حكومة حزب (العمال) المتشائمة».

من جانب آخر، أظهرت مسوحات «ميك يو كيه» انخفاضاً أشد في الثقة بين الشركات المصنعة منذ بداية الجائحة، حيث قال فاهين خان، كبير خبراء الاقتصاد في «ميك يو كيه»: «بعد مواجهة الارتفاع المستمر في التكاليف طوال العام، يواجه المصنعون الآن أزمة حقيقية في التكاليف».

بالإضافة إلى زيادة قدرها 25 مليار جنيه إسترليني (32 مليار دولار) في مساهمات الضمان الاجتماعي التي فرضها أصحاب العمل وفقاً لموازنة ريفز، من المقرر أن يرتفع الحد الأدنى للأجور في بريطانيا بحلول أبريل (نيسان) بنسبة 7 في المائة.

وأظهرت استطلاعات حديثة أيضاً انخفاضاً في نيات التوظيف من قبل أصحاب العمل، في حين أظهرت البيانات الرسمية الأسبوع الماضي انكماش الاقتصاد البريطاني في شهري سبتمبر (أيلول) وأكتوبر، وهو أول انخفاض متتالٍ في الناتج منذ عام 2020.