طاقم ترمب يعقد جلسة حاسمة لإقرار موعد نشر «صفقة القرن»

TT

طاقم ترمب يعقد جلسة حاسمة لإقرار موعد نشر «صفقة القرن»

غادر السفير الأميركي في إسرائيل، ديفيد فريدمان، إلى واشنطن، للمشاركة في المشاورات التي يجريها الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، الأسبوع الحالي، لما وصف بأنه «نسج لآخر الخيوط حول الخطة الأميركيّة لتسوية القضيّة الفلسطينيّة، المشهورة إعلامياً باسم (صفقة القرن)، وتوقيت نشرها العلني».
وبحسب مسؤولين في السفارة الأميركية، التي نقلت من تل أبيب إلى القدس الغربية، فإن الاجتماع سيكون حاسما، وقد كان موعده حُدد قبل شهر، وانشغل الطاقم الذي شكّله البيت الأبيض، خلال الأسابيع الماضية، في التحضير له. وسوف يشارك فيه، بالإضافة إلى الرئيس ترمب، كل من وزير الخارجية مايك بومبيو، ومستشار الأمن القومي جون بولتون، وكبير مستشاري الرئيس الأميركي وصهره جاريد كوشنير، ومبعوث الرئيس الأميركي الخاص لعملية التسوية في الشرق الأوسط جيسون غرينبلات، بالإضافة إلى السفير فريدمان الذي عين، منذ البداية، عضوا فاعلا في هذا الطاقم.
وتؤكد المصادر، أن من المقرّر أن يستعرض مستشارو ترمب تفاصيل «صفقة القرن» بعد تحديثها، نتيجة جولات مبعوثيه المكوكية في المنطقة العربية، بالإضافة إلى استعراض التجهيزات التي تم تحضيرها في وزارة الخارجية والبيت الأبيض، لإطلاق الخطة، من الناحية السياسية لحشد الدعم الدولي لها، ومن الناحية الإعلاميّة من أجل تجنيد الرأي العام لصالحها. وإحدى النقاط البارزة التي ستطرح في الاجتماع، هي موعد الإعلان عن الصفقة. وحسب بعض المصادر، فإن ترمب معني شخصيا، ويسعى لأن يكون نشرها قريباً قدر الإمكان، حتى قبل نهاية العام الحالي، إلا أنّ مستشاري ترمب مختلفون في الرأي. بعضهم أكثر حذراً منه، ويفضلون الاستمرار في الجهود لتغيير الموقف الفلسطيني، وبعضهم يؤيدون ترمب بضرورة الاستعجال، بدعوى «أن التأجيل الزائد يسيء للصفقة ويمس بمكانة الرئيس لدى الرأي العام».
ويؤكد مقربون من فريدمان أنه من الذين يؤيدون نشرها سريعا، خصوصا بعد أن تم تأجيل الأزمة السياسيّة الإسرائيليّة الداخليّة. فقد كان عدد من مستشاري ترمب يعتقدون بأن تبكير الانتخابات كان سيؤثر كثيرا على قرار ترمب. وكان السفير فريدمان قد قال في عدد من الاجتماعات الداخليّة، إنه «من الخطأ أن تتحول الانتخابات الإسرائيليّة إلى استفتاءٍ على (صفقة القرن)، ويجب الانتظار بعد الانتخابات لطرحها». لكنه الآن، وقد سقط احتمال تبكير موعد الانتخابات، وأمام حكومة نتنياهو سنة كاملة من الاستقرار، لم يعد هناك سبب للتأجيل.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.