ياسر الرعيني لـ «الشرق الأوسط»: اتفقنا في الحوار الوطني على دولة اتحادية.. والأقاليم ستحدد لاحقا

ياسر الرعيني
ياسر الرعيني
TT

ياسر الرعيني لـ «الشرق الأوسط»: اتفقنا في الحوار الوطني على دولة اتحادية.. والأقاليم ستحدد لاحقا

ياسر الرعيني
ياسر الرعيني

يتحدث في هذا الحوار ياسر الرعيني، نائب أمين عام مؤتمر الحوار الوطني الشامل في اليمن، حول أهم مخرجات المؤتمر، ويكشف لـ«الشرق الأوسط» أن مؤتمر الحوار سوف يختتم أعماله خلال الأيام القليلة المقبلة، ويقول إن أي مسؤول يمني في السلطة لا يمكنه أن يرشح نفسه لرئاسة البلاد أو المناصب القيادية إلا بعد عشر سنوات. كما يكشف أن الحوثيين وغيرهم من الجماعات المسلحة سوف يقومون بتسليم أسلحتهم إلى سلطات الدولة في ضوء الحوار الوطني الشامل. ويعرج الحوار على الضمانات الخاصة بتطبيق مخرجات الحوار. فإلى نص المقابلة:
* ما أبرز ما توصل إليه الحوار الوطني الشامل في اليمن؟
- أبرز ما توصل إليه الحوار الوطني الشامل هو حل القضية الجنوبية وضمانات عدم تكرار ما حصل، وحل قضية صعدة، والاتفاق على شكل دولة جديدة ونظام حكم جديد، والاتفاق على نظام انتخابي جديد، والحديث عما يخص التنمية في البلد والحقوق والحريات، والعديد من القضايا التي تهم المواطن اليمني. ونعتقد أننا نتحدث عن عقد اجتماعي جديد وعن دولة يمنية حديثة قائمة على العدالة والمواطنة المتساوية.
* هل تعد الوثيقة التي تم توقيعها في مؤتمر الحوار الوطني الشامل نهاية لأعمال المؤتمر؟
- الوثيقة التي تم التوقيع عليها هي تتعلق بحل مشكلة القضية الجنوبية، لكن الوثيقة التي سيخرج بها مؤتمر الحوار الوطني الشامل سوف تتضمن المخرجات التي توصلت إليها فرق العمل وأيضا لجنة صياغة الدستور ومعايير عملها، وضمانات تنفيذ قرارات ومقررات مؤتمر الحوار الوطني الشامل.
* ما أبرز مخرجات ومقررات مؤتمر الحوار الوطني بالضبط؟
- في الحقيقة إن أبرز المخرجات أن اليمن دولة اتحادية، وأيضا نظام الحكم تم الاتفاق على أن يكون رئاسيا من دورتين، ومن ثم يجري تقييم المرحلة والانتقال إلى نظام برلماني بناء على آلية تعديل الدستور. أيضا ما يخص الإشكالات الموجودة في صعدة، ومن أهم القرارات التي خرج بها فريق صعدة في الحوار الوطني تسليم الأسلحة المتوسطة والثقيلة من كل الأطراف، وبسط نفوذ الدولة على كل مناطق الجمهورية من دون استثناء، وأيضا مسألة الشراكة المقبلة بين الأطراف خلال المرحلة المقبلة، ومرحلة الانتقال إلى الدولة اليمنية الجديدة.
* هل تعتقدون أن الحوثيين والحراك الجنوبي سوف يسلمون أسلحتهم الثقيلة والمتوسطة إلى الدولة؟
- أعتقد أن الأطراف المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني سوف تكون إحدى ضمانات تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار. وإجمالا كل الأطراف السياسية المشاركة في الحوار، بما فيها الحوثيون والحراك الجنوبي، ملتزمة بما تم الاتفاق عليه في مؤتمر الحوار الوطني.
* كيف تنظر إلى إمكانية تطبيق مخرجات الحوار الوطني؟
- بما أن الأطراف السياسية شاركت بشكل كامل في هذه المخرجات والحلول فأعتقد أنها ستكون حريصة أشد الحرص على تنفيذها، إضافة إلى أن الشباب سوف يكون أداة رقابية فاعلة في تنفيذ مخرجات الحوار الوطني. ومن الأهمية بمكان أن نذكر أن المجتمع الدولي سيكون حريصا أشد الحرص على تنفيذ مخرجات الحوار الوطني، وسيكون شريكا في هذه العملية، وسيكون مراقبا لما يجري، بالإضافة إلى أن خارطة طريق تنفيذ هذه المخرجات أصبحت واضحة ومضمنة في المخرجات، وهذه من أهم الضمانات.
* هل حسم مؤتمر الحوار موضوع الحصانة للرئيس السابق أو نزعها منه؟
- في ما يخص هذا الموضوع فقد حسم في فريق الحكم الرشيد داخل مؤتمر الحوار الوطني الشامل، حيث حسم الفريق شروط الترشح للمناصب العليا في الدولة وكل المناصب السياسية والقيادية. وقد حدد الفريق ألا يكون مرشحا أحد الأشخاص الذين لا يستطيع القانون الوصول إليهم بسبب قيود قانونية أعاقت القضاء، وبناء عليه نحن نتحدث أنه مقابل كل مسؤولية توجد مساءلة، وإذا كان المسؤول سيدفع بالحصانة مقابل هذه المسؤولية، فهو مخير بين أن يكون مسؤولا عن أي أخطاء يقترفها، أو أن ينأى بالحصانة بعيدا عن هذه المسؤولية.
* هل يستطيع الرئيس السابق علي عبد الله صالح أن يمارس العمل السياسي هو ونجله أو أحد أقاربه في ضوء مخرجات الحوار الوطني؟
- في ما يخص نقل السلطة فهو اتفاق على نقلها بصورة كاملة، وكما هو متعارف عليه فإنه لا يمكن لرئيس جمهورية سابق أن يمارس السياسة عبر حزب سياسي. ومن المعروف أن الحزب السياسي الذي يرأسه صالح هو طريق للوصول إلى السلطة، وبناء عليه قد تم الحديث، أيضا، بأن العسكريين والأمنيين لا يمكن أن يترشحوا للمناصب العليا في الدولة إلا بعد مرور عشر سنوات على ترك الشخص لمنصبه في الدولة. ونحن هنا لا نتحدث عن علي عبد الله صالح، ولكن نتحدث عن أي رئيس تولى السلطة لدورتين انتخابيتين متتاليتين.. ونفس الحال في ما يتعلق بمنصب رئيس الوزراء بعد دورتين انتخابيتين، ونفس الحال في ما يتعلق بمن شغل منصب رئاسة البرلمان، لا يمكنه تولي مناصب عليا في الدولة، وما أقره فريق الحكم الرشيد يتعلق بشروط ومعايير تولي المناصب العليا.
* متى سيتم تشكيل الهيئة أو الجهة التي ستتولى صياغة مشروع الدستور الجديد لليمن؟
- من المفترض وحسب ما هو متفق عليه أنه وعقب انتهاء مؤتمر الحوار الوطني الشامل سوف يتم تشكيل لجنة صياغة الدستور، وسوف يتم الإعلان عن ذلك في إطار وثيقة مؤتمر الحوار الوطني الشامل التي ستعلن خلال أيام.
* نهاية أو اختتام مؤتمر الحوار الوطني هل هي نهاية لمرحلة أم بداية لمرحلة أخرى؟
- نحن حريصون على أن ينتهي مؤتمر الحوار الوطني مع نهاية هذا العام، ونهاية المؤتمر هي بداية لمرحلة جديدة لتنفيذ هذه المخرجات التي تتركز حول أن تتحول هذه المخرجات إلى صيغ وقوالب دستورية، حيث سيتم عرض هذا الدستور على الشعب للاستفتاء عليه، وبعد الاستفتاء على الدستور سوف يتم إعداد القوانين التنظيمية وتنظيم استحقاقات الانتخابات ومن ثم سوف يجري إصدار قانون العدالة الانتقالية بناء على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل.
* هل تواجهون مشكلة مع الإسلاميين السياسيين في هذه المرحلة؟
- الشعب اليمني هو مسلم، ولكن أحيانا لا يمكن تسمية الأمور كما هي عليه. وهناك، في بعض الأوقات، تطرف في الآراء، ومؤتمر الحوار ضبط هذه المسألة وبالأخص في ما يتعلق بأن الإسلام هو دين الدولة، ومسألة مصدر التشريع لا توجد إشكالية حولها، ولا بد للجميع من التفريق بين التدين وممارسة السلطة، والتوصيف هو على أساس كفاءة وليس على أساس ديني.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.