رئيس مجلس محافظة بغداد يعود إلى منزله وسط تضارب في المعلومات حول ملابسات اختفائه المؤقت

مسلحون اقتحموا منزل رياض العضاض واقتادوه وحراسه إلى جهة مجهولة

رياض العضاض
رياض العضاض
TT

رئيس مجلس محافظة بغداد يعود إلى منزله وسط تضارب في المعلومات حول ملابسات اختفائه المؤقت

رياض العضاض
رياض العضاض

أكد مسؤول عراقي أن رياض العضاض، رئيس مجلس محافظة بغداد، الذي ورد أن مسلحين بالزي العسكري اختطفوه مع أربعة من حراسه من منزله في بغداد مساء أول من أمس، عاد إلى منزله أمس. بدوره، قال ضابط شرطة، طالبا عدم الكشف عن اسمه، إن الحراس الأربعة أفرج عنهم أيضا، حسب وكالة «أسوشييتد برس».
وكان مجلس محافظة بغداد قد أعلن أمس أنه شكل لجنة لمعرفة مصير رئيسه رياض العضاض (قيادي في كتلة متحدون للإصلاح السنية بزعامة رئيس البرلمان العراقي السابق أسامة النجيفي) الذي تعرض مع أربعة من حراسه إلى الاختطاف من قبل مسلحين يرتدون زيا عسكريا ويستقلون سيارات سوداء رباعية الدفع عددها 15 سيارة بعد اقتحام منزله في حي الأعظمية شمال بغداد مساء أول من أمس.
وفي وقت أكد رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري، المنتمي أيضا إلى كتلة «متحدون»، في تصريح صحافي في ساعة متأخرة من مساء أول من أمس أن «كلا من وزارتي الداخلية والدفاع أكدتا أنه لا علم لهما بالعملية»، مشيرا إلى استمراره في متابعة الحادث، ومحذرا من تداعياته على الأوضاع الأمنية، فإن نفي الداخلية والدفاع وجود أية علاقة لهما بالحادث رجح فرضية الاختطاف على الاعتقال.
وفي هذا السياق، أعلن مجلس محافظة بغداد إثر اجتماع عقده أمس عن تشكيل لجنة لمعرفة مصير العضاض. وقال نائب رئيس المجلس فلاح القيسي في مؤتمر صحافي مشترك ضم عددا من أعضاء المجلس إن «المجلس شكل خلية أزمة للتشاور بخصوص حادث اختفاء رئيس مجلس محافظة بغداد رياض العضاض}، مؤكدا «مخاطبة الجهات الرسمية بضرورة توضيح الأمر فيما إذا كان العضاض معتقلا أم مختطفا من قبل ميليشيات». وأضاف أن «المجلس سيبقى على تواصل مع الجهات الرسمية لمعرفة أبرز تطورات القضية».
من جهتها، أعلنت اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بغداد عدم التوصل إلى أي دليل يثبت وقوف جهة معينة وراء حادثة اختفائه، مشيرة إلى وجود معلومات غير دقيقة عن وجوده في المنطقة الخضراء لأجل التحقيق معه.
وكان العضاض الذي تسلم منصبه رئيسا لمجلس محافظة بغداد على إثر الانتخابات التي أجريت في 20 من أبريل (نيسان) عام 2013 لمجالس المحافظات قد اعتقل بتهمة الإرهاب قبل توليه المنصب لكن أفرج عنه فيما بعد وهو ما أهله لخوض الانتخابات المحلية والفوز برئاسة المجلس بعد اتفاق بين كتلة «متحدون»، من جهة، وكل من التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر والمجلس الأعلى الإسلامي بزعامة عمار الحكيم من جهة أخرى. وبموجب الاتفاق جرى استبعاد ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي من المناصب المهمة في مجلس المحافظة، إذ ذهب منصب رئيس المجلس إلى «متحدون» ومنصب محافظ بغداد إلى التيار الصدري وتسلمه علي التميمي في حين ذهب منصب نائب المحافظ للمجلس الأعلى الإسلامي.
بدوره، رجح سعد المطلبي، عضو مجلس محافظة بغداد عن ائتلاف دولة القانون، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» فرضية «اعتقال العضاض رغم عدم وجود شيء قاطع بهذا الخصوص لكنه حين كان معتقلا بتهمة الإرهاب لم تتم تبرئته من التهم وإنما أفرج عنه لعدم كفاية الأدلة وبالتالي قد تكون توفرت أدلة جديدة تبرر اعتقاله ثانية». وأضاف المطلبي: «لا توجد معلومة رسمية لدي ولا لدى المجلس، إذ لا تزال الأمور غامضة ولم تكن هناك مقدمات لمثل هذا الاعتقال أو الاختطاف ربما من قبل جهات مسلحة لكن الرجل كان معتقلا وقد تكون العملية اعتقالا وليس اختطافا، وبالتالي فإنه طالما أنه أفرج عنه لعدم كفاية الأدلة فإن الدواعي الأمنية للاعتقال تبقى قائمة». وردا على سؤال بشأن إدارته لمجلس محافظة بغداد، قال المطلبي إن «إدارته سيئة جدا لأنه لا يمتلك الكفاءة المطلوبة لتولي مثل هذا المنصب كما أنه يسعى للحفاظ على موقعه وبالتالي يضطر للمساومة مع هذا الطرف أو ذاك».
ويأتي الحادث وسط مؤشرات واضحة على وجود عمليات خطف واغتيال تنفذها ميليشيات مسلحة نافذة. فبالتزامن مع الإعلان عن اختفاء العضاض وأفراد حمايته، أعلنت الشرطة العراقية عن عثور قوة أمنية على ست جثث تعود لرجال قضوا رميا بالرصاص، بعد يومين على اختطافهم من قبل مسلحين يرتدون زيا عسكريا، شمال بغداد. وقال مصدر في الداخلية في تصريح إن «الجثث وجدت ملقاة على جانب الطريق في قضاء التاجي، شمال بغداد»، مبينا أن «الجثث بدت عليها آثار طلقات نارية في الرأس والصدر».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.