نقابة العمال التونسية تقدم مقترحا بحكومة مصغرة

رئيس الاتحاد العام التونسي للشغل (نقابة العمال) حسين العباسي لدى وصوله لحضور جلسة الحوار في تونس أول من أمس (رويترز)
رئيس الاتحاد العام التونسي للشغل (نقابة العمال) حسين العباسي لدى وصوله لحضور جلسة الحوار في تونس أول من أمس (رويترز)
TT

نقابة العمال التونسية تقدم مقترحا بحكومة مصغرة

رئيس الاتحاد العام التونسي للشغل (نقابة العمال) حسين العباسي لدى وصوله لحضور جلسة الحوار في تونس أول من أمس (رويترز)
رئيس الاتحاد العام التونسي للشغل (نقابة العمال) حسين العباسي لدى وصوله لحضور جلسة الحوار في تونس أول من أمس (رويترز)

أصدر الاتحاد التونسي للشغل (نقابة العمال) مذكرة حول هيكلة حكومة المهدي جمعة وحصر مجموعة مهامها وقائمة الانتظار الاجتماعية والاقتصادية التي يود التونسيون تحقيقها. وجاء في هذه المذكرة أن عدد الوزراء يجب ألا يزيد على 15 وزيرا. وتجنب الاتحاد تقديم أي مرشح لتلك الحقائب الوزارية وترك أمر اختيار التشكيلة الحكومية لرئيس الحكومة الجديد. واقترح في المقابل ضم جملة من الوزارات ودمج الوزارات ذات النشاط المتقارب في إطار مقاربة تقشفية دعا الحكومة الجديدة لاعتمادها. ودمج مقترح المركزية النقابية وزارات الصناعة والتجهيز والبيئة، ووزارتي السياحة والتجارة والصناعات التقليدية، ووزارات الصحة والشؤون الاجتماعية والهجرة، ووزارتي التربية والتعليم العالي والبحث العلمي.
من ناحية أخرى اقترح تشكيل أربع كتابات دولة في مجالات الأمن الوطني، والمالية، والتنمية الجهوية والتعاون الدولي، والتجارة. وخص رئاسة الحكومة بإدارة عامة أولى موجهة لأملاك الدولة والشؤون العقارية، وإدارة عامة ثانية في اختصاص الحوكمة ومقاومة الفساد.
وبشأن مهام الحكومة الجديدة، فقد حددتها نقابة العمال في التصدي لظاهرة العنف السياسي وحل رابطات حماية الثورة، ورفع الضغوط السياسية على المؤسسة الأمنية واعتماد خطة استعجالية لإنقاذ الاقتصاد التونسي، وإعادة النظر في الترقيات والتسميات المبنية على الولاءات السياسية، إلى جانب توفير مناخ ملائم لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة.
وحول الأوضاع الاقتصادية، أكد اتحاد الشغل (نقابة العمال) على ضرورة إيقاف تدهور المقدرة الشرائية والاعتماد على منوال تنمية جديد يفضي إلى حل معضلتي البطالة ونقص التنمية في المناطق الداخلية.
ويبدأ العد التنازلي للمسارات الثلاثة في تونس اليوم الأربعاء 25 ديسمبر (كانون الأول) على أن ينتهي يوم 14 يناير (كانون الثاني) المقبل، تاريخ احتفال التونسيين بالذكرى الثالثة لنجاح الثورة.
ولا يبدو أن التوافق على تولي المهدي جمعة رئاسة الحكومة قد أفضى إلى انفراج سياسي حقيقي، بل إن سلسلة المتاعب السياسية والاجتماعية والاقتصادية ستتواصل خلال الفترة المقبلة. من ذلك أن لجنة الطاقة بالمجلس التأسيسي (البرلمان) قررت مساءلة المهدي جمعة الذي أشرف على وزارة الصناعة في حكومة علي العريض الأسبوع المقبل حول تهم بالفساد في قطاع المحروقات والمناجم. وطالب أحمد السميعي النائب البرلماني عن حركة النهضة بمساءلة مهدي جمعة حول «الملحق عدد 5» للاتفاقية النفطية الممنوحة لشركة «بريتش غاز» فيما يعرف برخصة «أميلكار»، وقال في اجتماع عقدته لجنة الطاقة إنه «أصبح يشك في دوافع تزكية مهدي جمعة لتولي منصب رئيس حكومة»، وأشار إلى تورط أطراف أجنبية في قطاع البترول في تونس، لذلك يجب، على حد تعبيره، «كشف الحقيقة قبل التورط أكثر».
وكان 104 نواب في البرلمان قد وقعوا على عريضة المساءلة نهاية الأسبوع المنقضي قبل أن تختفي بين أروقة المجلس التأسيسي.
وفي خلاف بين رباعي الوساطة في الحوار الوطني ورئاسة المجلس التأسيسي حول تقديم النظر في ميزانية الدولة لسنة 2014 أم الإسراع بمناقشة مشروع الدستور الجديد والتصديق عليه قبل يوم 14 يناير المقبل، قرر مكتب المجلس الوطني التأسيسي برئاسة مصطفى بن جعفر مناقشة مشروع ميزانية الدولة لسنة 2014 اليوم خلال جلسة برلمانية عامة. وبذلك يكون قد خالف مقترح بعض الأحزاب السياسية والرباعي الراعي للحوار بشأن تأجيل النظر في مشروع ميزانية 2014 وتمرير قانون المالية الجديد إلى حكومة المهدي جمعة.
وتضغط حركة النهضة التي تسيطر على أغلبية المقاعد بالبرلمان التونسي للالتزام بتلازم المسارات (الحكومي، والتأسيسي، والانتخابي)، ولا ترى ضرورة لتقديم علي العريض استقالة حكومته في ظل تواصل الغموض حول تشكيل الهيئة العليا للانتخابات والتصديق على الدستور والقانون الانتخابي ومن ثم تهيئة البلاد لإجراء ثاني انتخابات بعد الثورة.
في غضون ذلك، نفى زياد العذاري، المتحدث باسم حركة النهضة، الأنباء المتداولة حول سعي «النهضة» إلى تعويض المنصف المرزوقي الرئيس التونسي الحالي بحمادي الجبالي الأمين العام لحركة النهضة، وقال العذاري إن «الخبر عار من الصحة».
وبشأن ملامح تشكيلة الحكومة التونسية الجديدة، فإن مشاورات المهدي جمعة لم يقع الكشف عنها إلى الآن، وتشترط المعارضة عدم مشاركة أي وزير من حكومة علي العريض التي تتهمها بالفشل وعدم حل كثير من الملفات السياسية والاجتماعية؛ على رأسها الإرهاب والتنمية والبطالة.
وتنص خارطة الطريق التي وقع على مضمونها 21 حزبا سياسيا ممثلا في البرلمان على تقديم حكومة علي العريض استقالتها وجوبا بعد ثلاثة أسابيع من انطلاق الحوار، وعندها يكون رئيس الحكومة الجديد قد شكل تركيبة حكومته في غضون أسبوعين من انطلاق الحوار، وتحصل الحكومة الجديدة على التصديق من المجلس التأسيسي في الأسبوع الثالث.
وكان علي العريض قد تعهد عند انطلاق الحوار الوطني في 25 أكتوبر(تشرين الأول) الماضي باستقالة الحكومة شريطة التصديق على الدستور وضمان إنهاء المسارات الثلاثة.
وذكرت مصادر مقربة من حركة النهضة لـ«الشرق الأوسط» أن حكومة علي العريض لن تغادر السلطة قبل الاحتفال بالذكرى الثالثة لنجاح الثورة، وأضاف أنها ستعمل على تسويق الانتهاء من صياغة الدستور لصالحها ومن ثم الإعداد مبكرا للانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة.
في غضون ذلك، تعرضت أمس صورة الزعيم التونسي الحبيب بورقيبة بالسوق المركزية بالمنستير (مسقط رأس بورقيبة) إلى التشويه عبر استعمال طلاء أسود على وجهه. وينتظر فتح تحقيق حول هذا الاعتداء الذي نددت جمعية «الفكر البورقيبي» بمن يقف وراءه.
وكانت مجموعة من الوجوه السياسية قد عادت إلى الساحة السياسية بعد الثورة تحت عباءة الزعيم بورقيبة ومن بينها «حركة نداء تونس» التي يقودها الباجي قائد السبسي، والحركة الدستورية التي يقودها حامد القروي.
من ناحية أخرى، كشفت وزارة الخارجية التونسية أمس عن جملة من التسميات الدبلوماسية شملت عددا من السفارات والقنصليات بالخارج، ومن بينها مجموعة من التسميات في فرنسا، وبالتحديد في مدن «نيس» و«ليون» و«مرسيليا»، ويحتل كل منهم مهام قنصل عام للجمهورية التونسية. وقد أثارت هذه التسميات العديد من الانتقادات، خاصة أنه لم يقع الإعلان عن عدد منها ببلاغات رسمية من قبل الوزارة مثلما جرت العادة في مثل هذه القرارات.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.