الرئيس الإيراني يمتنع عن إلقاء كلمة في احتفالات يوم القدس في طهران

عمدة العاصمة الإيرانية محمد باقر قاليباف يسعى لقيادة المحافظين ضد روحاني

حسن روحاني
حسن روحاني
TT

الرئيس الإيراني يمتنع عن إلقاء كلمة في احتفالات يوم القدس في طهران

حسن روحاني
حسن روحاني

على عكس ما درج عليه الرؤساء الإيرانيون، امتنع حسن روحاني من إلقاء كلمته بما يعرف بيوم القدس الذي صادف أول من أمس. ويقوم الرؤساء الإيرانيون سنويا خلال احتفالات يوم القدس التي تقام في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان بإلقاء كلمات بهذه المناسبة، غير أن روحاني شذ عن هذا التقليد هذا العام.
وجاء رفض الرئيس الإيراني الدعوة التي وجهها إليه مجلس وضع سياسات خطبة الجمعة حول إلقاء كلمة في أول احتفال ليوم القدس منذ توليه الرئاسة الإيرانية «لكثرة عمله وعدم امتلاكه الوقت الكافي لإلقاء الكلمة»، حسبما أفاد رئيس مجلس وضع سياسات خطبة صلاة الجمعة رضا تقوي، لكن المفارقة أن روحاني كان قد شارك مع عدد كبير من حراسه الشخصيين في المظاهرات الخاصة بيوم القدس في طهران.
وكان الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد يقوم بإلقاء خطاب ناري ودعائي قبل خطبة صلاة الجمعة في يوم القدس.
لكن روحاني يعتمد سياسة خارجية أكثر ليونة من نظيره السابق أحمدي نجاد والمرشد الأعلى لإيران علي خامنئي، واستبعد المقربون منه أن يكون السبب في عدم إلقائه كلمة يوم القدس، في ظل الأحداث القائمة في غزة، يعود إلى تباين سياسته الخارجية حول القضية الفلسطينية مع نظرائه السابقين.
وقالت مصادر مطلعة في طهران لـ«الشرق الأوسط» إن قرار روحاني حول عدم إلقاء الكلمة في الاحتفالات التي تنظمها مؤسسة محسوبة على المحافظين، ومشاركته في المسيرة الطويلة التي جابت شوارع طهران يدل على انفصال حكومته عن سائر المنظمات والمؤسسات الحكومية غير المنسجمة معها. كما أن قرار روحاني يشير إلى عدم رغبة الرئيس بتنفيذ سياسات هذه المؤسسات، ومن بين مظاهر عدم الانسجام هذه دخول مكتبه في شجار مع هيئة الإذاعة والتلفزيون الحكومي بشأن كيفية اختيار مقدم البرنامج ونوعية السؤالات من روحاني في إحدى المقابلات التلفزيونية المباشرة.
ويرى المراقبون أن روحاني لم يحقق معظم الوعود التي أطلقها حول السياسة الداخلية خلال حملته لخوض الانتخابات الرئاسية خاصة فيما يتعلق بالإفراج عن السجناء السياسيين، ورفع الإقامة الجبرية عن قيادات الحركة الخضراء، ميرحسين موسوي، ومهدي كروبي، وإطلاق حرية التعبير عن الرأي. ويقف روحاني عاجزا أمام الدستور الإيراني الذي منح سلطات مطلقة للمرشد الأعلى خامنئي.
وبالتزامن مع تراجع شعبية روحاني لدى مناصريه، يقوم محمد باقر قاليباف عمدة طهران، والمنافس الرئيس للرئيس الإيراني في الانتخابات الرئاسية الماضية حيث مني بهزيمة قاسية، بحملة إعداد وتنظيم المراكز والشخصيات البارزة في تيار المحافظين والمتشددين للوقوف ضد روحاني.
وقدم قاليباف، وهو القائد الأسبق للشرطة الإيرانية نفسه خلال الانتخابات الرئاسية، على أنه سياسي معتدل ولكنه يميل بشدة نحو جناح المحافظين، وكان يهدف بذلك إلى جذب أصوات الشباب الباحثين عن العمل، والطبقة المتوسطة التي واجهت مشكلات جسيمة من جراء السياسات الاقتصادية الكارثية التي اعتمدها أحمدي نجاد، وها هو الآن يميل نحو التيار المتشدد والمحافظ التقليدي في إيران.
ويعد مشروع فصل النساء والرجال في العمل من أبرز الخطط التي يطمح إليها التيار المكون من التيار اليميني والمتشدد، والذي سيدعم قاليباف بصفته منافسا رئيسا لحسن روحاني في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وأصدر مجلس بلدية طهران بيانا إلى كافة الدوائر والمنظمات التي تخضع لإشرافه، وجاء في البيان أنه لا يحق لأي مدير ذكر أن يكون لديه سكرتيرة. وأشار البيان إلى ضرورة ابتعاد طاولات الموظفين الذكور عن الإناث قدر المستطاع في غرفة عمل واحدة.
وأثار البيان الصادر عن مجلس بلدية طهران نقاشا واسعا في الصحافة الإيرانية، ولم تنف إدارة البلدية مضمون هذا البيان. الأمر الذي أدى إلى موجة استياء واستغراب ويأس من قبل موالي روحاني.
وأفادت وكالة أنباء تسنيم الإيرانية أن نائب قائد الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية لشؤون قوات الباسيج قال إن «تساهل المراكز الحكومية في موضوع الاختلاط أدى إلى انتشار الفلتان الأخلاقي في المجتمع». واتهم «الكثير من السياسيين، والمديرين الحكوميين السابقين والحاليين، والمراكز العامة التي تشكل ميزانية بيت المال مصدر دعم مالي لهم شركاء في هذا الذنب الكبير وتشويه صورة الإسلام».
وتأتي تصريحات قائد التعبئة في إيران في الوقت الذي أعلن وزير الداخلية عبد الرضا رحماني فضلي عن استدعاء 900 ألف امرأة بتهمة عدم الالتزام بالحجاب إلى مراكز الشرطة، والنيابات العامة.
وقال قائد الشرطة الإيرانية إسماعيل أحمدي مقدم في 10 يونيو (حزيران) إن الشرطة وبدعم من السلطة القضائية ستواجه النساء «غير الملتزمات بالحجاب»، وينبغي على الناس الانتباه لتصرفاتهم من أجل تفادي «المواجهة الحادة» معهم من قبل الشرطة.
وأثارت قضية الالتزام بالحجاب جدلا منذ قيام الثورة في 1979، حيث أجبرت السلطات النساء على الالتزام بالحجاب الإسلامي بعد فترة قصيرة من قيام الثورة. ودشنت حكومة أحمدي نجاد في السنوات الأخيرة «مشروع انتشار ثقافة الحجاب والعفة»، وقامت بتشكيل «شرطة الأخلاق» لمواجهة النساء غير الملتزمات بالحجاب، واتخذت قيادة هذا المشروع من وزارة الداخلية مقرا لها.



إردوغان تحت ضغط المعارضة لصمته تجاه الحوار مع أوجلان

صمت إردوغان تجاه الحوار مع أوجلان يعرضه لضغوط المعارضة (الرئاسة التركية)
صمت إردوغان تجاه الحوار مع أوجلان يعرضه لضغوط المعارضة (الرئاسة التركية)
TT

إردوغان تحت ضغط المعارضة لصمته تجاه الحوار مع أوجلان

صمت إردوغان تجاه الحوار مع أوجلان يعرضه لضغوط المعارضة (الرئاسة التركية)
صمت إردوغان تجاه الحوار مع أوجلان يعرضه لضغوط المعارضة (الرئاسة التركية)

يواجه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ضغوطاً من أحزاب بالمعارضة لتوضيح موقفه من الاتصالات الجارية مع زعيم حزب «العمال» الكردستاني السجين عبد الله أوجلان في مسعى جديد لإنهاء الإرهاب وحل المشكلة الكردية في تركيا.

من ناحية أخرى، أجلت محكمة في إسطنبول، الأربعاء، النطق بالحكم في قضية يواجه فيها رئيس بلدية إسطنبول، المعارض، أكرم إمام أوغلو، حكماً بالحبس وحظر نشاطه السياسي إلى أبريل (نيسان) المقبل.

ورغم تأييد إردوغان المبادرة التي أطلقها حليفه في «تحالف الشعب»، رئيس حزب «الحركة القومية» دولت بهشلي، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، للسماح لأوجلان بالحديث أمام البرلمان وإعلان حل حزب «العمال» الكردستاني، المصنف منظمة إرهابية، وإلقاء أسلحته وانتهاء مشكلة الإرهاب في تركيا مقابل النظر في إطلاق سراحه، لم يدل بتصريحات تعكس موقفه من الإفراج عن أوجلان بعد 25 عاماً أمضاها بسجن جزيرة إيمرالي ضمن عقوبة السجن مدى الحياة، لتأسسيه وقيادته منظمة إرهابية.

جانب من لقاء داود أوغلو ووفد إيمرالي (موقع حزب المستقبل التركي)

وقال رئيس حزب «المستقبل» المعارض، أحمد داود أوغلو، خلال كلمة بالبرلمان الأربعاء، جاءت بعد لقائه «وفد إيمرالي الجديد»، الذي يضم نائبي حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب» سري ثريا أوندر وبروين بولدان والسياسي الكردي المخضرم، أحمد تورك، الاثنين: «هناك من يحاولون تعبئة الشارع وتأليب الأتراك ضد الأكراد والعرب، معتبراً أنهم يخدمون إسرائيل، لقد تكلم الجميع، لكن من يتحدث باسم الدولة هو الرئيس، وهو من سيتحمل عواقب الفشل الذي قد يحدث، وعليه أن يخرج ويشرح موقفه بوضوح».

بابا جان ووفد إيمرالي (موقع حزب الديمقراطية والتقدم)

بدوره، أكد رئيس حزب «الديمقراطية والتقدم»، علي باباجان، الذي التقى وفد إيمرالي بمقر حزبه، الثلاثاء، ضرورة الإعلان عن خريطة طريق للعملية الجارية حالياً، قائلاً: «نعلم أن البرلمان هو مكان الحل، لكن عندما نأخذ في الاعتبار نظام إدارة البلاد، يحتاج إردوغان إلى توضيح وجهة نظره».

جولة «وفد إيمرالي»

واختتم «وفد إيمرالي»، الثلاثاء، جولة على الأحزاب السياسية، عقب اللقاء الذي تم مع أوجلان في سجن إيمرالي في 28 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، للتباحث حول ما دار في اللقاء، والتصور المطروح لحل المشكلة الكردية في تركيا، وإنهاء الإرهاب وحل حزب «العمال» الكردستاني.

لقاء وفد إيمرالي مع رئيس البرلمان نعمان كورتولموش الخميس الماضي (موقع حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب)

وبدأت الجولة بلقاء رئيس البرلمان، نعمان كورتولموش، ورئيس حزب «الحركة القومية» دولت بهشلي، الخميس الماضي، ثم لقاءات مع رئيس حزبي «المستقبل» أحمد داود أوغلو، و«السعادة» محمود أريكان، ورئيس المجموعة البرلمانية لحزب «العدالة والتنمية» الحاكم عبد الله غولر، وعدد من نواب رئيس الحزب، الاثنين، ثم لقاء رؤساء أحزاب «الشعب الجمهوري»، أكبر أحزاب المعارضة، أوزغور أوزال، و«الديمقراطية والتقدم»، علي باباجان، و«الرفاه من جديد» فاتح أربكان، الثلاثاء.

واستثني من اللقاءات حزب «الجيد» القومي، الذي رفض أي مفاوضات مع أوجلان.

الرئيسان المشاركان السابقان لحزب «الشعوب الديمقراطية» صلاح الدين دميرطاش وفيجن يوكسكداغ (أرشيفية)

وأعلن حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب»، الأربعاء، أن «وفد إيمرالي» سيلتقي، السبت، الرئيس المشارك السابق لحزب «الشعوب الديمقراطية»، صلاح الدين دميرطاش، في محبسه في ولاية أدرنه، (غرب تركيا)، والرئيسة المشاركة السابقة للحزب، فيجن يوكسكداغ، في سجن كانديرا بولاية كوجا إيلي، بشمال غربي تركيا، الأحد، في إطار عرض ما دار خلال اللقاء مع أوجلان، والخطوات التي ستتخذ لاحقاً في إطار العملية الجديدة، والتي قد تتضمن لقاءات جديدة مع أوجلان.

ويقبع دميرطاش ويوكسكداغ في السجن بتهم تتعلق بدعم الإرهاب، والاتصال مع منظمة إرهابية (حزب «العمال» الكردستاني).

صدام بين القوميين

ونشب صدام بين أحزاب الجناح القومي في تركيا حول اللقاءات مع أوجلان ودعوته إلى البرلمان واحتمال إطلاق سراحه، ووقع تراشق بين رئيس حزبي «الحركة القومية» دولت بهشلي، ورئيس حزب «الجيد» مساوات درويش أوغلو، الذي رفض الحوار مع أوجلان ووصفه بـ«خطة الخيانة» ورفض استقبال «وفد إيمرالي».

بهشلي خلال لقاء مع وفد إيمرالي الخميس الماضي (موقع حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب)

وبعدما هاجم بهشلي درويش أوغلو بطريقة مبطنة في البرلمان، الثلاثاء، رد الأخير قائلاً: «نحن نعرف جيداً من يديرك كما تدار الكرة».

واتهم رئيس حزب «النصر»، أوميت أوزداغ، بهشلي بأنه يرتكب جريمة ضد الدولة والأمة التركية، ويحاول تركيع تركيا أمام منظمة إرهابية (العمال الكردستاني).

وانتقد الأمين العام لحزب «الحركة القومية»، عصمت بويوكتامان، درويش أوغلو، قائلاً «إن تعبيراته (الفاحشة) تعني أنه لا يستطيع أن يضبط فمه عندما ينقطع الخيط ويدرك أنه سيخسر».

كما رد على تصريحات أوزداغ قائلاً: «لا أحد يستطيع إخضاع الدولة التركية، ويجب على أوزداغ أن يعرف ذلك جيداً، أينما كان السيد دولت بهشلي، فإن الخيانة والاستسلام غير واردين».

في السياق ذاته، أكد نائب رئيس حزب «الحركة القومية»، فيتي يلدز، أن «هناك شرطاً واحداً لكي يستفيد أوجلان من (الحق في الأمل) في إطلاق سراحه، وهو أن يصدر تقرير عن الطب الشرعي يؤكد أنه مريض وغير قادر على تلبية احتياجاته الخاصة».

محاكمة إمام اوغلو

على صعيد آخر، أجلت محكمة في إسطنبول جلسة النطق بالحكم في قضية اتهم فيها رئيس بلدية إسطنبول من حزب «الشعب الجمهوري» المعارض، أكرم إمام أوغلو، بـ«التزوير في المناقصات» خلال فترة رئاسته لبلدية «بيلك دوزو» في إسطنبول، قبل فوزه برئاسة بلديتها الكبرى في عام 2019.

أكرم إمام أوغلو (من حسابه في إكس)

وكان المدعي العام طالب بحبس إمام أوغلو لمدة تتراوح بين 3 و7 سنوات، وحظر نشاطه السياسي لمدة مماثلة للحكم، لكنه طلب الحصول على وقت إضافي في الجلسة الثامنة التي عقدت، الأربعاء، وكان مقرراً أن يقدم فيها مذكرة تتضمن رأيه، وقررت المحكمة التأجيل إلى جلسة 11 أبريل المقبل.

وقبل انعقاد الجلسة قال محامي إمام أوغلو، كمال بولاط، إن تقرير الخبراء في الملف وقرار مجلس الدولة الصادر فيها، يوضحان أنه لا يمكن اتخاذ قرار آخر غير البراءة.