مصر تطارد أشخاصاً يغيّرون سلوك أسماك القرش

مصر تطارد أشخاصاً يغيّرون سلوك أسماك القرش
TT

مصر تطارد أشخاصاً يغيّرون سلوك أسماك القرش

مصر تطارد أشخاصاً يغيّرون سلوك أسماك القرش

في إجراء من شأنه الحد من التدخلات غير القانونية في الحياة البحرية، بدأت إدارة محميات البحر الأحمر في مصر، أمس، البحث عن مركب كان يقل مجموعة من السائحين، وذلك بعد أن ألقى القائمون على الإبحار به، أطعمة في مياه المحمية بغرض اجتذاب أسماك القرش لمشاهدتها، وهو ما يمثل خرقاً لقوانين ولوائح حفظ المحميات الطبيعية في البلاد.
وبحسب «إدارة المحميات»، فإنها تلقت «بلاغاً موثقاً بالصور من أحد العاملين بالأنشطة البحرية بشأن ما يمارسه المركب (المتهم أصحابه بخرق القانون) من سلوك يمثل خطراً على منظومة التوازن البيئي وسلوك أسماك القرش».
وأفادت بأن مسؤوليها، حددوا هوية المركب بعد ساعات؛ تمهيداً لضبطه وتوقيع عقوبات صارمة، أقلها سحب الترخيص الخاص به. وأعاد التصرف الأخير إلى الأذهان حادث هجوم سمكة قرش على سائح تشيكي في مدينة مرسى عَلم قبل ثلاثة أشهر، وأرجع خبراء حينها سبب الهجوم المروع الذي حول الجثة لأشلاء إلى «حدوث تغير غير طبيعي في سلوكها بعد تعودها على نمط غذائي مختلف عن طبيعتها».
وقال الدكتور محمد سالم، رئيس قطاع حماية الطبيعة بوزارة البيئة لـ«الشرق الأوسط»: إنها «ليست المرة الأولى التي نتلقى فيها بلاغاً عن مراكب تمارس هذا السلوك المُجرّم قانوناً، الذي قد يؤدي إلى أخطار عايشتها محافظة البحر الأحمر قبل ذلك».
ويضيف: «هذه المراكب من أجل لقطة يتم تصويرها لسمكة القرش وهي تلتهم الأطعمة التي تلقى لها، يمكن أن تتسبب في تدمير السياحة في محافظة البحر الأحمر، التي تستقطب الغواصين حول العالم ممن يهتمون باستكشاف الحياة البحرية، بما في ذلك أسماك القرش».
ولا تهاجم أسماك القرش بطبيعتها الإنسان، وتصنّف حوادثها إلى نوعين، حادث عرضي، كالذي حدث عام 2017 لسائحة نمساوية في مدينة مرسى علم بالبحر الأحمر كانت تغوص في منطقة يوجد بها سمكة القرش، التي كانت في هذا الوقت تتغذى على نوع من السلاحف، فتعاملت مع حركة السائحة على أنها منافس لها على الطعام، فاكتفت بتخويفها عبر قضمها قضمة بسيطة تم علاجها منها. أما النوع الآخر، فهو حادث غير طبيعي كالذي حدث في أغسطس الماضي للسائح التشيكي، حيث كان سلوك سمكة القرش عنيفاً وغير طبيعي.



خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
TT

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)

يُحذر العلماء من أن تغير المناخ يمكن أن يقلل بشكل كبير من الحياة في أعمق أجزاء محيطاتنا التي تصل إليها أشعة الشمس، حسب (بي بي سي).
ووفقا لبحث جديد نُشر في مجلة «نيتشر كوميونيكشنز». فإن الاحترار العالمي يمكن أن يحد من الحياة فيما يسمى بمنطقة الشفق بنسبة تصل إلى 40 في المائة بنهاية القرن.
وتقع منطقة الشفق بين 200 متر (656 قدماً) و1000 متر (3281 قدماً) تحت سطح الماء.
وجد الباحثون أن «منطقة الشفق» تندمج مع الحياة، ولكنها كانت موطناً لعدد أقل من الكائنات الحية خلال فترات أكثر دفئاً من تاريخ الأرض.
وفي بحث قادته جامعة إكستر، نظر العلماء في فترتين دافئتين في ماضي الأرض، قبل نحو 50 و15 مليون سنة مضت، وفحصوا السجلات من الأصداف المجهرية المحفوظة.
ووجدوا عدداً أقل بكثير من الكائنات الحية التي عاشت في هذه المناطق خلال هذه الفترات، لأن البكتيريا حللت الطعام بسرعة أكبر، مما يعني أن أقل من ذلك وصل إلى منطقة الشفق من على السطح.
وتقول الدكتورة كاثرين كريشتون من جامعة إكستر، التي كانت مؤلفة رئيسية للدراسة: «التنوع الثري لحياة منطقة الشفق قد تطور في السنوات القليلة الماضية، عندما كانت مياه المحيط قد بردت بما يكفي لتعمل مثل الثلاجة، والحفاظ على الغذاء لفترة أطول، وتحسين الظروف التي تسمح للحياة بالازدهار».
وتعد منطقة الشفق، المعروفة أيضاً باسم المنطقة الجائرة، موطناً حيوياً للحياة البحرية. ويعد التخليق الضوئي أكثر خفوتاً من أن يحدث إلا أنه موطن لعدد من الأسماك أكبر من بقية المحيط مجتمعة، فضلاً عن مجموعة واسعة من الحياة بما في ذلك الميكروبات، والعوالق، والهلام، حسب مؤسسة «وودز هول أوشيانوغرافيك».
وهي تخدم أيضاً وظيفة بيئية رئيسية مثل بالوعة الكربون، أي سحب غازات تسخين الكواكب من غلافنا الجوي.
ويحاكي العلماء ما يمكن أن يحدث في منطقة الشفق الآن، وما يمكن أن يحدث في المستقبل بسبب الاحتباس الحراري. وقالوا إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن تغيرات معتبرة قد تكون جارية بالفعل.
وتقول الدكتورة كريشتون: «تعدُّ دراستنا خطوة أولى لاكتشاف مدى تأثر هذا الموطن المحيطي بالاحترار المناخي». وتضيف: «ما لم نقلل بسرعة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، قد يؤدي ذلك إلى اختفاء أو انقراض الكثير من صور الحياة في منطقة الشفق في غضون 150 عاماً، مع آثار تمتد لآلاف السنين بعد ذلك».