بوتفليقة يدعو المغرب إلى «علاقات أساسها الاحترام»

TT

بوتفليقة يدعو المغرب إلى «علاقات أساسها الاحترام»

قال الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، إنه على استعداد لـ«بناء علاقات ثنائية مع المغرب أساسها الاحترام المتبادل». يأتي ذلك بعد أيام قليلة من دعوة العاهل المغربي محمد السادس الرئيس الجزائري، إلى فتح الحدود المغلقة بين البلدين منذ أكثر من 24 سنة.
ونشرت وكالة الأنباء الجزائرية أمس، رسالة بعثها بوتفليقة إلى ملك المغرب، لمناسبة مرور 63 سنة على استقلال المملكة، أكَد فيها «عزمه الراسخ على توطيد وشائج الأخوة، وعلاقات التضامن التي تربط الشعبين بما يمكن من إرساء علاقات ثنائية أساسها الاحترام المتبادل».
وجاء في رسالة الرئيس بوتفليقة: «في وقت يحيي الشعب المغربي الشقيق الذكرى الثالثة والستين لاستقلاله المجيد، يسعدني أن أعبر لجلالتكم عن أخلص التهاني وأزكى التبريكات، راجياً من الله العلي القدير أن يحفظكم وأسرتكم الملكية الشريفة ويديم عليكم نعم الصحة والسعادة والهناء، ويحقق للشعب المغربي المزيد من التقدم والازدهار تحت قيادتكم الرشيدة».
وأضاف الرئيس: «أغتنم هذه المناسبة المجيدة لأستحضر بكل تقدير وإكبار ما سجله التاريخ من صفحات مشرقة للتضحيات الجسام التي بذلها المغاربة تحت قيادة جدكم الراحل الملك محمد الخامس، تغمده الله بواسع رحمته، والتي توجها إعلان الاستقلال واسترجاع الشعب المغربي الشقيق لسيادته».
وتابع بوتفليقة: «لا يفوتني أن أجدد لكم ما يحدوني من عزم راسخ، على توطيد وشائج الأخوة وعلاقات التضامن التي تربط شعبينا الشقيقين، بما يمكننا من إرساء علاقات ثنائية أساسها الاحترام المتبادل وبما يخدم طموحهما إلى الرقي والنماء والعيش في منعة ورفاه».
وتلقت الجزائر الأسبوع الماضي، ببرودة، دعوة ملك المغرب لمناسبة ذكرى «المسيرة الخضراء»، إلى فتح الحدود البرية. ونقلت صحف محلية عن «مصدر مأذون»، أن دعوة محمد السادس تشكل «لا حدث»، علما بأن بين الجزائر والرباط شبه قطيعة تدوم منذ أكثر من 40 سنة، بسبب خلافهما حول نزاع الصحراء، الذي كان سببا في فشل «اتحاد المغرب العربي»، الذي لم يعقد قمة على مستوى القادة منذ 1994.
أمين «جبهة التحرير»
من جهة أخرى، أكد الأمين العام لـ«جبهة التحرير الوطني» الجزائرية جمال ولد عباس في اتصال مع «الشرق الأوسط» أنه لا يزال في منصبه، على عكس ما تم تداوله منذ نهاية الأسبوع الماضي، بخصوص «تنحيته بقرار من الرئاسة». وذكر ولد عباس، أنه يقضي فترة نقاهة حاليا بسبب تعرضه لأزمة قلبية الأربعاء الماضي. ونفى قطيعاً قضية عزله من الأمانة العامة للحزب صاحب الأغلبية، الذي يرأسه رئيس الدولة، وقال بهذا الخصوص: «من قال إنه تم عزلي؟ أنا هنا أدير الحزب كما كان الأمر في السابق، وكل ما في الأمر أنني سأغيب عن المناضلين لبضعة أسابيع بناء على نصائح الطبيب». وتابع السياسي صاحب الـ84 عاما: «من تحدث عن استقالتي أطلب منه أن يظهرها لوسائل الإعلام».
وصرَح أحمد بومهدي عضو «المكتب السياسي» لـ«جبهة التحرير»، أمس، لصحافيين بمناسبة اجتماع لأحزاب «التحالف الرئاسي» بالعاصمة، بأن ولد عباس «لا يزال أمينا عاما وهو يسيَر الحزب من بيته، لغاية عودته إلى النشاط بعد تعافيه». وبحث قياديون من «التجمع الوطني الديمقراطي» الذي يرأسه الوزير الأول أحمد أويحيى، و«تجمع أمل الجزائر» بقيادة الوزير السابق عمر غول، و«الحركة الشعبية الجزائرية» برئاسة الوزير السابق عمارة بن يونس، إضافة إلى «جبهة التحرير»، نشاطات ميدانية، تعتزم الأحزاب الموالية للرئيس إطلاقها قبل نهاية العام، في سياق مناشدته تجديد ولايته. كما تم بحث انتخابات التجديد النصفي لـ«مجلس الأمة» (الغرفة البرلمانية الثانية)، المرتقبة في 26 من الشهر المقبل.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.