مواجهات وإصابات في غزة والضفة

الفلسطينيون يواصلون مسيرات العودة في القطاع... والخارجية تحذر من «الفاشية» الإسرائيلية

شبان فلسطينيون يرشقون الجيش الإسرائيلي بالحجارة على حدود غزة (إ.ب.أ)
شبان فلسطينيون يرشقون الجيش الإسرائيلي بالحجارة على حدود غزة (إ.ب.أ)
TT

مواجهات وإصابات في غزة والضفة

شبان فلسطينيون يرشقون الجيش الإسرائيلي بالحجارة على حدود غزة (إ.ب.أ)
شبان فلسطينيون يرشقون الجيش الإسرائيلي بالحجارة على حدود غزة (إ.ب.أ)

تجددت المواجهات على حدود قطاع غزة، أمس (الجمعة)، بين الجيش الإسرائيلي والمتظاهرين الفلسطينيين الذين أصيب نحو 40 منهم، خلال مشاركتهم في المسيرات الأسبوعية المتواصلة المعروفة باسم «مسيرات العودة». وقالت مصادر طبية: إن ثلاثة من المصابين في حال خطرة، وهم من أصل 12 على الأقل أصيبوا بالرصاص الحي.
وتفجرت مواجهات عنيفة في محيط موقع «ملكة» العسكري الإسرائيلي شرق مدينة غزة، وفي موقع قريب من جباليا شمالاً وشرق مدينتي رفح وخان يونس جنوب قطاع غزة، وقرب مخيم البريج وسط القطاع.
ولبى المتظاهرون دعوة من الهيئة الوطنية لمسيرة العودة وكسر الحصار باستمرار المظاهرات على الرغم من توقيع اتفاق تهدئة. وأطلقت الهيئة على هذه الجمعة اسم «التطبيع جريمة وخيانة». وجاء استمرار المسيرات ضمن تفاهمات مع مصر على ألا تكون عنيفة.
وقررت حركة «حماس» استمرار المسيرات لوقت محدد، لكن وقف أي هجمات ضد إسرائيل، بما في ذلك إطلاق بالونات حارقة. وفرضت الحركة رقابة على المسيرات ومنعت تنفيذ أي هجمات.
وكانت «حماس» كبحت جماح مسيرات الجمعة الأخيرة، ومنعت أي متظاهرين من الوصول إلى الحدود، كما منعت شن هجمات أو إطلاق بالونات حارقة؛ استجابة لطلبات مصرية بإبقاء حالة من الهدوء في غزة بعد تثبيت وقف إطلاق النار.
وقال قائد حركة «حماس» في قطاع غزة يحيى السنوار: إن مسيرات العودة ستستمر بالأساليب والأدوات التي تقرها القيادة العليا للمسيرة.
وأكد الناطق باسم حركة «حماس» حازم قاسم، أن رسالة هذه المسيرات هي كسر الحصار عن قطاع غزة. وأضاف قاسم: إن «الجماهير التي ساندت المقاومة وكانت من أسباب انتصارها لديها اليقين الكامل بأنها قادرة على تحقيق مطالبها بكسر الحصار».
وتسعى «حماس» إلى رفع الحصار عن غزة في مرحلة ثانية من الهدنة بعدما ثبتت اتفاقيات تشمل تحقيق الهدوء مقابل إدخال أموال ووقود إلى القطاع وتوسيع مساحة الصيد وإقامة مشروعات إنسانية صغيرة.
وتقول إسرائيل: إن اتفاقاً نهائياً يجب أن يشمل عودة جنودها ومواطنيها المحتجزين لدى «حماس»؛ وهو ما يحتاج إلى اتفاق حول صفقة لتبادل الأسرى. وحتى ذلك الوقت لا تريد «حماس» تصعيداً قد يقود إلى حرب.
وجددت «الهيئة الوطنية لمسيرة العودة وكسر الحصار» في بيان صدر أمس، «تأكيدها على أن مسيرات العودة وكسر الحصار مستمرة بطابعها الجماهيري الشعبي والسلمي، ولن تتوقف إلا بتحقيق الأهداف المنشودة». ورفضت الهيئة «التطبيع مع الكيان الصهيوني».
ودعت الهيئة الفلسطينيين إلى المشاركة الواسعة في جمعة العودة 35 القادمة، التي ستحمل شعار «المقاومة توحدنا وتنتصر»؛ تأكيداً «على استمرار مسيرات العودة، ووفاءً لشهداء المقاومة، ولوحدة وخيارات شعبنا».
وفي حين كانت المتظاهرون يشتبكون مع الجيش في غزة، تفجرت مواجهات كذلك في الضفة الغربية. وأصيب فلسطيني بالرصاص وعشرات بالاختناق في قرية رأس كركر غرب مدينة رام الله، خلال قمع قوات الاحتلال للاعتصام الأسبوعي الذي نظمته «اللجنة الشعبية لمواجهة الاستيطان» في الأراضي التي يحاول الاحتلال الاستيلاء عليها في منطقة جبل الريسان.
وأطلق جنود الاحتلال الرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع بكثافة تجاه المشاركين في الاعتصام؛ ما أدى إلى إصابة مواطن بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط في وجهه، حيث جرى نقله إلى مجمع فلسطين الطبي في مدينة رام الله لتلقي العلاج، وآخرين بالاختناق.
كما أصيب شابان بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط خلال قمع جيش الاحتلال لمسيرة كفر قدوم الأسبوعية المناهضة للاستيطان، التي طالبت بفتح شارع القرية المغلق منذ أكثر من 15 عاماً.
وفي قرية بلعين غرب مدينة رام الله، أصيب فلسطينيون بالاختناق خلال قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي المسيرة التي انطلقت عقب صلاة ظهر الجمعة.
وأطلقت قوات الاحتلال قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع صوب المشاركين في المسيرة؛ ما أدى إلى إصابة عدد منهم بالاختناق.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.