مساعي تشكيل الحكومة عالقة وتحرك باسيل لم يؤد إلى مخرج

نائب عن «المستقبل» يؤكد أن الحل بيد «حزب الله»

الرئيس سعد الحريري في اجتماع أمس مع وزير المال علي حسن خليل (دالاتي ونهرا)
الرئيس سعد الحريري في اجتماع أمس مع وزير المال علي حسن خليل (دالاتي ونهرا)
TT

مساعي تشكيل الحكومة عالقة وتحرك باسيل لم يؤد إلى مخرج

الرئيس سعد الحريري في اجتماع أمس مع وزير المال علي حسن خليل (دالاتي ونهرا)
الرئيس سعد الحريري في اجتماع أمس مع وزير المال علي حسن خليل (دالاتي ونهرا)

تراوح الحكومة في مربع أزمة تمثيل سنة «8 آذار»، حيث لم تسفر الاتصالات عن أي حلحلة، رغم الحراك الذي يقوم به وزير الخارجية جبران باسيل الذي يعمل على معالجة العقد والاختلافات القائمة و«الحؤول دون نقلها إلى داخل الحكومة وطاولة مجلس الوزراء» وذلك للحفاظ على استقرار الحكومة وإنتاجيتها في وقت لاحق.
ووسط هذ الجمود، يؤكد «المستقبل» أن العقدة السنية «مفتعلة»، وهو ما عبر عنه النائب محمد القرعاوي الذي قال في حديث إذاعي إن «العقدة السنية مصطنعة، إذ إن النواب الستة المستقلين ليسوا كتلة واحدة بل هم منضوون في كتل مختلفة»، وقال: «إذا لم يسهل حزب الله تشكيل الحكومة فالبلاد ذاهبة نحو الانهيار الاقتصادي». واعتبر القرعاوي أن «الحل بيد حزب الله»، لافتا إلى أن «الرئيس المكلف سعد الحريري ترك باب الحل مفتوحا، ولكنه لا يقبل أن يكسر البلد أحد، وهو زعيم الطائفة السنية ومدعوم منها». وكان الحريري أكد مساء أول من أمس «إيمانه بقدرة لبنان على الخروج من الجمود السياسي الذي يعيشه»، لافتا إلى أن «البلد تمكن من الخروج من أزمات أصعب بكثير في السابق». وأوحت الأجواء السياسية أمس بأن لا حل متفقاً عليه بعد يمكن أن ينهي الأزمة الحكومية، إذ تساءل رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط أمس: «أين العقدة الوزارية؟» ليشير إلى أن «البحث مستمر». وفي ظل هذه الضبابية، حضر ملف تشكيل الحكومة في لقاء رئيس حزب «القوّات اللبنانيّة» سمير جعجع، في معراب، مع عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب هادي أبو الحسن (الحزب الاشتراكي) الذي أشار «إلى تطابق وجهات النظر بشأن أهميّة العمل من أجل الخروج سريعاً من هذه المراوحة»، معتبرا أن «هذا يتطلّب خطوات إلى الأمام من أجل أن تتقدم مسيرة الدولة وأن تكون هناك حكومة تراعي وتحاكي مشاكل وهموم اللبنانيين جميعاً». ولم تخف الأطراف المعنية بالحكومة الجمود الطاغي على مساعي الحل، إذ رأى رئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي أنه «لا يمكن التكهن بموعد تشكيل الحكومة، خصوصا أن العراقيل متعددة، محلية وغير محلية»، داعيا «جميع المعنيين إلى عدم التلطي خلف أمور معينة تعيق تأليف الحكومة، خصوصا أنه مضى على الانتخابات النيابية ما يفوق الستة أشهر، من دون إنتاج أو حركة في البلاد».
وكان الرئيس نبيه بري اقترح على الوزير باسيل مقترحاً يفضي إلى تسهيل ولادة الحكومة، بحسب ما كشف عضو كتلته النيابية النائب فادي علامة، قائلاً إن «بري أعطى بعض اقتراحات الحلول لوزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل يمكن أن يبنى عليها لحل العقدة السنية»، مشيرا إلى أن «الجميع يأمل أن يصل حراك باسيل إلى النتيجة المرجوة».
وشدد علامة على «أهمية تمثيل نواب السنة المستقلين في الحكومة المقبلة لأن هذا حقهم الطبيعي»، مؤكدا «ضرورة إيجاد حل لهذه العقدة على غرار العقدتين المسيحية والدرزية، للشروع في إنجاز حكومة وحدة وطنية تشمل كل الفرقاء بإمكانها أخذ القرارات الصارمة حول كل التحديات التي تنتظر البلاد».



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.