في مسعى جديد لمواجهة الجماعات الإرهابية وأفكارها المتطرفة، استحدثت دار الإفتاء المصرية وحدة للفتاوى الصوتية القصيرة المصحوبة بالرسوم المتحركة «موشن غرافيك»، بهدف استخدامها في الرد على الأفكار المتطرفة بطريقة سهلة وجذابة.
وقالت دار الإفتاء المصرية، إن إنشاء تلك الوحدة يأتي «استمرارا لمجهوداتها في حربها ضد الفكر المتطرف بالوسائل الحديثة كافة، واستجابة للدعوة التي أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في منتدى شباب العالم الذي عقد مؤخرا بمدينة شرم الشيخ لتصحيح مفاهيم الخطاب الديني».
وتشهد مصر منذ سنوات أعمال إرهابية متزايدة، تنفذها جماعات متشددة، من بينها جماعة أنصار بيت المقدس، التي أعلنت مبايعتها لتنظيم داعش الإرهابي في نوفمبر (تشرين الثاني) 2014، إضافة إلى تنظيمات أخرى، تسببت في مقتل المئات من عناصر الأمن والمدنيين.
وتبنى السيسي مبادرة أطلقت قبل نحو 3 سنوات لتجديد الخطاب الديني، لمواجهة أفكار التنظيمات المتطرفة. وخلال كلمة له على هامش «منتدى شباب العالم» بشرم الشيخ، الذي عقد مطلع نوفمبر الحالي، استنكر السيسي أن «تكون مفردات وأفكارا دينية كان يتم التعامل بها من ألف سنة، صالحة للتطبيق بالكيفية نفسها في هذا العصر»، داعيا لثورة دينية لتنقية تلك الأفكار.
وأكدت دار الإفتاء، في بيان لها أول من أمس، أنها «ستعمل عبر الوحدة الجديدة التي أنشأتها مؤخرا على عرض الأفكار المغلوطة التي ترددها جماعات الظلام ثم الرد عليها ودحضها بطريقة ميسرة عن طريق تقديم المعلومات والفهم الصحيح عبر تقنيات الرسوم المتحركة». وتزامنا مع قرب المولد النبوي الشريف تعتزم دار الإفتاء إطلاق عدة فيديوهات للرسوم المتحركة ترد فيها على من يحرمون الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم والفرح به، ومن يحرمون شراء حلوى المولد وغيرها من الأفكار المتشددة، تتبعها مجموعة أخرى للرد على دعاوى التكفير، وقتل الأبرياء، وتصحيح مفهوم الجهاد، والخلافة، وغيرها من دعاوى المتطرفين.
وقال الدكتور إبراهيم نجم مستشار مفتي الجمهورية إن وحدة «الأنيميشن» الجديدة التي أنشأتها دار الإفتاء تأتي ضمن الإطار العام الذي ورد في أفكار وتوصيات مؤتمر الأمانة العامة لدور الإفتاء في العالم الذي انعقد منتصف الشهر الماضي تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وأشار إلى أن توصيات المؤتمر اشتملت على ضرورة ابتكار الأساليب والوسائل الجذابة والفعالة التي تحول دون التمدد الفكري لتيارات الإرهاب التي تتخذ من الفتوى سلاحا فتاكا لتنفيذ أجندات خارجية تسعى إلى التخريب في أعماق دول العالم المستهدفة من جماعات الظلام ومن بينها مصر.
وأوضح أن الوحدة الجديدة ستكون متخصصة لإنتاج أفلام رسوم متحركة لبلورة ردود قصيرة على دعاة التطرف والإرهاب في قوالب تكنولوجية حديثة تمكنها من الوصول إلى الشرائح المتعددة داخل المجتمع، خاصة فئات الشباب، وترد على الدعاية المضادة والمضللة من جانب الجماعات المتطرفة التي تنشط في مجالات التكنولوجيا والتصوير، لافتا إلى أنها تستمد المادة الإفتائية التي تعمل عليها من مواد الرصد التي تصل إليها الوحدة القائمة على المؤشر العالمي للفتوى الذي أعلنت عنه دار الإفتاء مؤخرا.
مصر تواجه الإرهاب بـ«فتاوى صوتية ورسوم متحركة»
مصر تواجه الإرهاب بـ«فتاوى صوتية ورسوم متحركة»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة