تونس تجمد أموالاً وأرصدة لـ23 عنصراً إرهابياً

TT

تونس تجمد أموالاً وأرصدة لـ23 عنصراً إرهابياً

أصدرت اللجنة التونسية لمكافحة الإرهاب، التي يرأسها العميد المتقاعد من الجيش التونسي، مختار بن نصر، قائمة بأسماء 23 من العناصر الإرهابية التي جُمّدت أموالهم لمدة ستة أشهر قابلة للتجديد، لارتباطهم بأنشطة إرهابية. وعن تفاصيل من وردت أسماؤهم في هذه القائمة الاسمية، قال بن نصر إن العناصر الإرهابية التي جمدت أرصدتها البنكية تشمل الفارين من وجه العدالة التونسية، والصادرة في حقهم بطاقات تفتيش وجلب لفائدة القضاء التونسي، وتشمل كذلك المتهمين في قضايا إرهابية أو لهم صلة بتنظيمات إرهابية وهم الآن داخل السجون التونسية، علاوة على الإرهابيين الموجودين خارج تونس، أو المتحصنين في الجبال الغربية للبلاد.
وأوردت القائمة أسماء الإرهابيين المجمدة أموالهم وأرصدتهم البنكية، وتضمنت معطيات ضمت أسماءهم ومكان السكنى والمهن التي مارسوها قبل الالتحاق بالتنظيمات الإرهابية.
ومن ضمن 23 إرهابيا تونسيا اتخذ بشأنهم هذا القرار، نجد أربعة عناصر من مدينة بن قردان (جنوب شرقي تونس) وهي المنطقة التي كانت عرضة لهجوم إرهابي في السابع من مارس (آذار) سنة 2016 من قبل عناصر إرهابية، تنتمي إلى تنظيم داعش، بهدف إقامة إمارة متطرفة في المدينة.
كما توجد عناصر إرهابية من المناطق الجبلية للغربية للبلاد، وهي التي عرفت بتواصل الأنشطة والتحركات الإرهابية، وتشمل خاصة عناصر إرهابية من القصرين والكاف وجندوبة وسيدي بوزيد، علاوة على القيروان، وعناصر إرهابية من بعض الأحياء الشعبية المحيطة بالعاصمة التونسية.
ومن ضمن المجموعة الإرهابية التي جمدت أموالهم، نجد الإرهابي التونسي هيكل السعيداني الذي تسلمته السلطات التونسية من ألمانيا خلال شهر مايو (أيار) الماضي، وهو متهم بالمشاركة والتخطيط للهجوم الإرهابي على مدينة بن قردان.
وكانت السلطات التونسية قد أعلنت خلال شهر أبريل (نيسان) الماضي، عن اتخاذها قراراً يقضي بصفة آلية بتجميد أموال 28 تونسيا، و5 تنظيمات مرتبطة بالإرهاب في تونس، ممن وردت أسماؤهم في قائمة صادرة عن منظمة الأمم المتحدة، ضمت 250 شخصا وتنظيما إرهابيا على المستوى الدولي، وذكرت أن التونسيين المدرجين في القائمة جمدت أموالهم بشكل آلي، في انتظار متابعة الإجراءات من الناحيتين القانونية والقضائية.
وأعدت تونس بدورها قائمة محلية، أدرجت من خلالها أسماء الأشخاص والتنظيمات والكيانات التي توفّرت في حقّهم أسباب وجيهة ومعقولة تفيد ارتكابهم جريمة إرهابية، أو محاولة ارتكابها، أو المشاركة فيها، أو تسهيل ارتكابها. وأفاد لسعد البشوال عضو اللجنة التونسية لمكافحة الإرهاب، بأن هذه اللجنة تنفذ الأمر الحكومي الذي يعود تاريخه إلى الرابع من يناير (كانون الثاني) 2018، وذلك إثر تصنيف تونس ضمن البلدان الأكثر عرضة لتمويل الإرهاب وغسل الأموال، وتبقى هذه القرارات قابلة للطعن لدى المحكمة الإدارية (الجهاز القضائي الذي ينظر في قضايا خرق القانون وكذلك التعسف في استعمال القانون).
وتمكنت الجهات الأمنية التونسية في شهر يناير من السنة الماضية، من الحصول على وثيقة تضم قائمة اسمية لأبرز القيادات الإرهابية التونسية في ليبيا، اعتبارا بأن متزعمي معظم التنظيمات الإرهابية التونسية ينشطون في ليبيا، ويتلقون تدريبات على استعمال الأسلحة والمتفجرات، ثم يستهدفون أمن تونس واستقرارها.



غيابات القمة العربية «الطارئة»... هل تؤثر على مخرجاتها؟

الصورة التذكارية لقادة الدول العربية في قمة المنامة الأخيرة (بنا)
الصورة التذكارية لقادة الدول العربية في قمة المنامة الأخيرة (بنا)
TT

غيابات القمة العربية «الطارئة»... هل تؤثر على مخرجاتها؟

الصورة التذكارية لقادة الدول العربية في قمة المنامة الأخيرة (بنا)
الصورة التذكارية لقادة الدول العربية في قمة المنامة الأخيرة (بنا)

أثار إعلان زعيمي الجزائر وتونس غيابهما عن حضور القمة العربية الطارئة في القاهرة، الثلاثاء، حول غزة والقضية الفلسطينية، تساؤلات حول مستوى مشاركات الدول العربية في القمة وتأثير ذلك على مخرجاتها، بينما أكد مصدر مصري مطلع لـ«الشرق الأوسط» أن بلاده «وجهت الدعوة لجميع زعماء الدول العربية الأعضاء في الجامعة، وكان هناك حرص على مشاركة الجميع للتشاور واتخاذ موقف بشأن هذه القضية المصيرية في تلك اللحظة الحرجة بالمنطقة».

ومساء الأحد، أفادت وكالة الأنباء الجزائرية بأن رئيس الجزائر عبد المجيد تبون، قرر عدم المشاركة في القمة العربية الطارئة التي تستضيفها مصر يوم 4 مارس (آذار)، لبحث تطورات القضية الفلسطينية.

وبحسب ما نقلته الوكالة عن مصدر، «كلف تبون وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الأفريقية أحمد عطاف، لتمثيل الجزائر»، وأرجعت القرار إلى «اختلالات ونقائص شابت المسار التحضيري للقمة»، ومنها «احتكار مجموعة محدودة من الدول العربية إعداد مخرجات القمة دون تنسيق مع بقية الدول العربية المعنية كلها بالقضية الفلسطينية»، وفق تقرير وكالة الأنباء الجزائرية.

والاثنين، قبل ساعات من انعقاد القمة، أعلنت الرئاسة التونسية أن الرئيس التونسي قيس سعيد، كلف وزير الخارجية، محمد علي النفطي، بترؤس الوفد التونسي المشارك في القمة الطارئة.

وحسب الرئاسة التونسية، فإن تونس «ستجدد موقفها الثابت والداعم للحقوق الفلسطينية، وفي مقدمتها إقامة دولة مستقلة ذات السيادة على كامل أرض فلسطين وعاصمتها القدس الشريف».

من جانبه، قال المصدر المصري المطلع إنه «لا يمكن اعتبار موقف الجزائر وتونس غياباً عن المشاركة في القمة، لأن إيفاد ممثل لرئيس الدولة وبتكليف منه يعدُّ مشاركة رسمية للدولة، وهذا هو الهدف، أن تكون هناك مواقف ومشاركة رسمية من الدول».

ونوه المصدر بأن «هناك عدداً من الدول سواء في هذه القمة أو قمم سابقة درج على إرسال ممثلين للرؤساء والملوك، ولم يقلل هذا من مشاركة تلك الدول، لأن الممثلين يعبرون عن مواقف دولهم، مثلهم مثل الرؤساء، حتى إن كان ممثل الرئيس يغيب عن بعض الاجتماعات التي تعقد على مستوى الزعماء، لكن في النهاية يتم عرض ما تم الاتفاق عليه على الجلسة الختامية للقمة لاتخاذ موقف جماعي بشأنه من كل الوفود المشاركة».

وزير خارجية مصر بدر عبد العاطي مع نظيره التونسي محمد علي النفطي الذي سيمثل بلاده في القمة بالقاهرة الاثنين (إ.ب.أ)

وحول ما ساقته الجزائر من أسباب لغياب رئيسها عن القمة، أوضح المصدر أن «القاهرة من اللحظة الأولى حرصت على إطلاع الجميع على خطة إعادة الإعمار التي أعدتها لقطاع غزة، لأن هذه هي النقطة الرئيسية والهدف من وراء تلك القمة، ومن المصلحة أن يكون هناك موقف موحد واتفاق حولها، ولم يكن هناك تجاهل أو إقصاء لأحد، فضلاً عن أن هذه قضية كل العرب ولا يمكن تصور أن دولة أو عدة دول يمكن أن تمنع دول أعضاء من أن يكون لها دور في القضية».

وشدد المصدر على أنه «ليس هناك قلق من مستوى التمثيل في القمة، لأن الاجتماع يحيط به الزخم المطلوب منذ الإعلان عنه، فضلاً عن كون الدول التي تأكدت مشاركتها سواء عبر زعمائها أو ممثلين لها هي من الدول الفاعلة والمشتبكة مع القضية، التي لا تنتظر من أحد أن يحدد لها دورها الطبيعي والمطلوب».

يأتي ذلك بينما بدأ قادة عرب، الاثنين، التوجه إلى القاهرة للمشاركة في القمة، حيث أفادت وكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع)، بأن الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد غادر البلاد متوجهاً إلى مصر للمشاركة بالقمة العربية.

وفي البحرين، أعلن الديوان الملكي أن الملك حمد بن عيسى آل خليفة، رئيس الدورة الحالية للقمة العربية، سيغادر المملكة الاثنين، متوجهاً إلى مصر. وأضاف الديوان أن الملك سيرأس وفد البحرين المشارك في القمة، لبحث تطورات القضية الفلسطينية، كما سيرأس أعمال القمة، بحسب وكالة الأنباء البحرينية الرسمية (بنا).

كما ذكرت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية (كونا) أن ممثل أمير البلاد مشعل الأحمد الجابر الصباح، ولي العهد صباح خالد الحمد الصباح «يغادر أرض الوطن، الثلاثاء، متوجهاً إلى مصر لترؤس وفد الكويت في القمة العربية غير العادية».

ويرى مندوب مصر السابق لدى الأمم المتحدة، السفير معتز أحمدين، أن «المشاركة في القمم الدولية تكون بمن تحدده الدول ممثلاً لها، فإن حضر الرئيس فهذا جيد، وإن كان رئيس الحكومة فهذا جيد أيضاً، وإن كان وزير فهذا معقول، وإن لم يكن وكان المندوب الدائم أو سفير الدولة في بلد القمة فهذا لا ينقص من تمثيلها».

أحمدين أكد لـ«الشرق الأوسط» أنه «حتى غياب تمثيل الدولة تماماً بالقمة، فهذا لا يعطل صدور القرارات، لأن القرارات تصدر بالإجماع، والغياب يعني أن الدولة تنازلت عن صوتها، لكن إن شاركت بأي مستوى من التمثيل وسجلت موقفها، فهذا هو الأفضل في الدبلوماسية».

وبحسب جدول أعمال القمة الطارئة المرسل من المندوبية الدائمة لمصر إلى أمانة الجامعة العربية، يبدأ استقبال رؤساء الوفود المشاركة، الثلاثاء في الثالثة عصراً بتوقيت القاهرة، وتنطلق أعمال الجلسة الافتتاحية في الرابعة والنصف، وبعد مأدبة الإفطار الرمضاني المقامة على شرف الوفود المشاركة، ويتم عقد جلسة مغلقة، ثم جلسة ختامية وتنتهي أعمال القمة في الثامنة والنصف مساء، بإعلان البيان الختامي والقرارات التي تم الاتفاق عليها.