المؤشرات السعودية «خضراء» نحو استعادة اللقب الآسيوي

بيتزي يدمج بين لاعبي الخبرة والشباب للعودة لقمة القارة بعد غياب 22 عاماً

الأرجنتيني خوان بيتزي (رويترز)
الأرجنتيني خوان بيتزي (رويترز)
TT

المؤشرات السعودية «خضراء» نحو استعادة اللقب الآسيوي

الأرجنتيني خوان بيتزي (رويترز)
الأرجنتيني خوان بيتزي (رويترز)

انتزع المنتخب السعودي الأول فوزا صعبا من ضيفه اليمني 1/0 خلال المباراة الودية التي جمعتهما أمس في إطار استعداداتهما للمشاركة في بطولة كأس أمم آسيا التي تقام في الإمارات، وسجل هدف الاخضر اللاعب عبد الرحمن غريب في الدقيقة 34.
تتفوق المؤشرات الإيجابية على نظيرتها السلبية في قدرة المنتخب السعودي الأول لكرة القدم على استعادة اللقب الآسيوي من خلال نهائيات كأس آسيا المقرر انطلاقها مطلع العام المقبل 2019، وتحديدا الخامس من يناير (كانون الثاني) وحتى الأول من فبراير (شباط) المقبلين في الإمارات.
وتأتي النسخة الجديدة بعد الإخفاقات الكبيرة للمنتخب السعودي في النسختين الأخيرتين وخروجه من الدور الأول، مما مثل هبوط للكرة السعودية، إلا أن هناك نهضة كبيرة ومتجددة شهدتها الكرة السعودية، بدأت فعليا في القدرة على حصد بطاقة مباشرة إلى مونديال روسيا 2018 رغم وجود منتخبين من عمالقة الكرة الآسيوية هما اليابان وأستراليا اللذان تقاسما الفوز بآخر نسختين قاريتين.
كما أن المنتخب السعودي حقق في المونديال الأخير وبالأرقام ثاني أفضل مشاركة في نهائيات كأس العالم بعد أن حصد فوزا في مباراة وخسر مباراتين، حيث كانت المشاركة الأقوى والأفضل في النسخة التي أقيمت في الولايات المتحدة الأميركية، حيث حقق الأخضر خلالها فوزين وعبر للدور الثاني قبل أكثر من عقدين من الزمن قبل أن يحصد اللقب القاري مجددا بعد تلك النسخة العالمية بعامين، والتي أقيمت أيضا بالإمارات 1996 وكسب في المباراة النهائي المنتخب الإماراتي المستضيف بالركلات الترجيحية في النسخة التي شهدت مشاركة اللاعب حسين عبد الغني، الذي أثار ضمه للمنتخب الحالي الكثير من ردود الفعل المؤيدة والمعارضة، خصوصا أن عمره الحالي تجاوز سن الأربعين.
وتعبر الإمارات دائما فأل خير على الكرة السعودية، حيث تحققت من خلالها الكثير من المنجزات، مما يجعل إقامة النسخة القارية المقبلة فيها تعزز التفاؤل السعودي في ظل الوجود السعودي الكثيف في الإمارات، مما يجعل الأخضر يحظى بدعم كبير خصوصا، مع التقدم في الخطوات نحو استعادة اللقب القاري، كما يحب أن يصف ذلك اللاعب المخضرم عمر هوساوي الذي تحدث بهذا الوصف أثناء لقاء الإعلاميين به في المعسكر الحالي في المنطقة الشرقية ضمن المرحلة الثالثة للإعداد.
ويعتبر هوساوي أن المنتخب السعودي هو الأحق بأن يبقى على قمة القارة وأنه قادر على استعادتها، معتبرا أن ما حققه منتخب درجة الشباب في البطولة الآسيوية التي أقيمت في إندونيسيا أخيرا يمثل حافزا، حيث إن الكرة السعودية عادت إلى سكة المنجزات بداية من وصول المنتخب الأول مجددا للمونديال ومن ثم فوز منتخب درجة الشباب باللقب القاري.
ويرى هوساوي أن المنتخب السعودي يمثل قيمة فنية كبيرة من خلال الدمج بجرأة من قبل المدرب الأرجنتيني خوان بيتزي الذي اختار لاعبين مميزين من دون الالتفات لأعمارهم، بل إنه هدف إلى أن يخلق توليفة مميزة من اللاعبين لتشكيل منتخب قادر على إعادة المجد للكرة السعودية.
ومع تأكيده لفقدان «توأمه» في الدفاع السعودي ممثلا في اللاعب أسامة هوساوي الذي لعب بجواره قرابة العقد من الزمن في المنتخب الوطني، إلا أنه أكد قدرته على الانسجام مع أي زميل آخر في قيادة الدفاع السعودي أمام أعتى المنتخبات في القارة الصفراء.
ومع غياب أسامة هوساوي نتيجة اعتزاله اللعب الدولي بعد مونديال روسيا يبدو أن اللاعب علي البليهي الأكثر جاهزية للحلول مكانه، فيما سيحتاج المدافع الشاب حسن تمبكتي المزيد من الخبرة للوجود أساسيا في المنتخب الأول، بعد أن اختير ضمن 3 لاعبين من منتخب الشباب أبطال آسيا.
وبغض النظر عن مباراة أمس التي خاضها المنتخب السعودي ضد المنتخب اليمني في الدمام، كان المدرب بيتزي واضحا وصريحا وهو يجيب عن كل التساؤلات التي تخص المنتخب السعودي، وتحديدا فيما يتعلق بخياراته الفنية من اللاعبين، وكذلك المباريات الودية، حيث إن هذه المرحلة تشهد مباريات أقل قوة من المرحلة الثانية التي لعب فيها ضد البرازيل والعراق أو حتى المرحلة الأولى التي واجه فيها منتخب بوليفيا.
كما أن المدرب اختار منتخبات آسيوية بحتة في المرحلة الإعدادية الأخيرة، حيث سيواجه منتخبي الصين وأوزبكستان قبل ختام مراحل الإعداد والدخول للمعترك القاري.
ويتضح من حديث بيتزي أنه لا يستبعد أن يضم اللاعب تيسير الجاسم الذي لم يعلن اعتزاله اللعب الدولي، إلا أن اللاعب المخضرم عليه أولا أن يثبت أنه جاهز للعودة وتقديم الإضافة ليكون ثاني أكبر لاعب في تشكيلة المنتخب السعودي بعد عبد الغني، حيث يعتبر تيسير أكثر لاعب سعودي تم اختياره للمنتخب السعودي بشكل دائم منذ 11 عاما، إلا أنه أصيب في المونديال الأخير واحتاج لوقت للعودة للملاعب عن طريق نادي الوحدة الذي استعاره لموسم من ناديه.


مقالات ذات صلة

فليك: تركيز برشلونة ينصب على ليغانيس

رياضة عالمية الألماني هانز فليك مدرب برشلونة (إ.ب.أ)

فليك: تركيز برشلونة ينصب على ليغانيس

قال هانز فليك، مدرب برشلونة، السبت، إن فريقه يوجه كل تركيزه إلى مباراة ليغانيس المقررة الأحد.

«الشرق الأوسط» (برشلونة)
رياضة عالمية دييغو سيميوني مدرب أتلتيكو مدريد (إ.ب.أ)

سيميوني: لو نورمان سيحصل على فرصة المشاركة مع أتلتيكو

قال دييغو سيميوني، مدرب أتلتيكو مدريد، السبت، إن روبن لو نورمان سيحصل على فرصة اللعب لفترات أطول.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية الإسباني لويس إنريكي مدرب باريس سان جيرمان الفرنسي (أ.ف.ب)

إنريكي: أقدّم أفضل موسم في مسيرتي

أصر الإسباني لويس إنريكي، مدرب باريس سان جيرمان الفرنسي، السبت، على أنّ الأرقام تؤكد أنّه يخوض «الموسم الأفضل» في مسيرته.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية باولو فونسيكا مدرب ميلان يواصل مهاجمة لاعبيه (أ.ف.ب)

فونسيكا: على لاعبي ميلان الارتقاء لمستوى النادي العريق

قال باولو فونسيكا، مدرب ميلان، اليوم (السبت)، إن لاعبي الفريق بحاجة إلى تحسين نهجهم وموقفهم والارتقاء إلى مستوى التاريخ العريق للنادي.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
رياضة عالمية أتالانتا هزم كالياري وابتعد بصدارة «السيريا إيه» (أ.ب)

الدوري الإيطالي: أتالانتا يبتعد بالصدارة

حقق أتالانتا رقماً قياسياً جديداً للنادي بفوزه العاشر على التوالي في دوري الدرجة الأولى الإيطالي بتغلبه 1-صفر على كالياري، السبت.

«الشرق الأوسط» (كالياري)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».