توقيف أكاديميين في تركيا على صلة بناشط حقوقي

ملصق لرجل الأعمال المسجون عثمان كافالا أثناء مؤتمر صحافي لمحاميه في اسطنبول في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي (أرشيفية - أ. ف. ب)
ملصق لرجل الأعمال المسجون عثمان كافالا أثناء مؤتمر صحافي لمحاميه في اسطنبول في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي (أرشيفية - أ. ف. ب)
TT

توقيف أكاديميين في تركيا على صلة بناشط حقوقي

ملصق لرجل الأعمال المسجون عثمان كافالا أثناء مؤتمر صحافي لمحاميه في اسطنبول في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي (أرشيفية - أ. ف. ب)
ملصق لرجل الأعمال المسجون عثمان كافالا أثناء مؤتمر صحافي لمحاميه في اسطنبول في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي (أرشيفية - أ. ف. ب)

أوقفت الشرطة التركية اليوم (الجمعة) أساتذة في جامعتين في اسطنبول متهمين بأنهم على صلة بمعهد يرأسه الناشط الحقوقي المسجون عثمان كافالا.
وأصدرت الشرطة مذكرات توقيف بحق 20 شخصا في سياق تحقيقات جارية بشأن معهد الأناضول الثقافي الذي يرأسه كافالا الموقوف منذ أكثر من عام دون توجيه اتهامات رسمية له. وأوردت "وكالة أنباء الأناضول" الحكومية أنّ 12 شخصا أوقفوا في مداهمات متزامنة صباح اليوم.
وشملت حملة التوقيفات الأستاذة بتول طنباي من جامعة بوغازيتشي المرموقة وتورغوت ترهانلي نائب عميد جامعة بيلغي الخاصة، والمنتجة والصحافية تشيدم ماتر، وأحد وجوه الحياة الثقافية والفنية في اسطنبول أسينا غونال.
ويجمع الموقوفين أنهم ينتمون أو يرتبطون بمعهد الأناضول الثقافي، وبينهم نائب رئيسه وأعضاء في مجلس إدارته.
وأوقف كافالا، وهو رجل أعمال ومحسن، في مطار أتاتورك في اسطنبول في 18 اكتوبر (تشرين الأول) 2017، ووُجّهت إليه تهمتا "محاولة قلب النظام الدستوري" و"إطاحة الحكومة".
وقال محاميه إنّه متهم بالارتباط بمحاولة الانقلاب الفاشلة ضد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في يوليو (تموز) 2016 وبتمويل التظاهرات المناهضة لحكومته عام 2013.
ويرأس كافالا معهد الأناضول الثقافي، وهو منظمة تنشط من أجل الحد من الاختلافات في المجتمع التركي، خصوصا عبر الثقافة والفنون. ويركز المعهد على التعاون الثقافي مع أوروبا، عبر يدعم مشاريع مشتركة بين المدن ومبادرات تتنوع بين الاهتمام بالمسرح وغيره من الفنون.
وانتقد النائب عن حزب الشعب الجمهوري المعارض سيزجين تنريكولو حملة التوقيفات. وكتب على "تويتر": "يوم جمعة جديد، اعتقالات جديدة... اولئك الذين يتوقعون تطبيعا من هذا النظام عليهم مواصلة الأحلام".
وتتهم أنقرة الداعية التركي فتح الله غولن المقيم في الولايات المتحدة بالوقوف وراء محاولة الانقلاب ضد إردوغان، لكنه ينفي ذلك بشدة. ومذاك، تشن السلطات التركية حملة واسعة تضمنت توقيف اكثر من 55 ألف شخص وتسريح أو وقف عمل أكثر من 140 ألف شخص للاشتباه بصلاتهم بالمحاولة الانقلابية، وذلك في إطار حالة الطوارئ التي تم تمديدها الشهر الفائت ثلاثة اشهر اضافية.



إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

TT

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.