الحوثيون يواصلون القتال في الحديدة... و«التحالف» يؤكد أن العمليات مستمرة

سقوط 35 انقلابياً بمواجهات في الضالع

تمركز قوات الحكومة اليمنية في مدينة الحديدة أمس (إ.ب.أ)
تمركز قوات الحكومة اليمنية في مدينة الحديدة أمس (إ.ب.أ)
TT

الحوثيون يواصلون القتال في الحديدة... و«التحالف» يؤكد أن العمليات مستمرة

تمركز قوات الحكومة اليمنية في مدينة الحديدة أمس (إ.ب.أ)
تمركز قوات الحكومة اليمنية في مدينة الحديدة أمس (إ.ب.أ)

وسط الهدوء الذي خيَّم على عمليات القتال في الحديدة، واصلت الميليشيات الحوثية أمس الأعمال القتالية بالتزامن مع حملات قمعية ضد سكان المدينة، واكبتها تحركات للتمترس وحفر الخنادق في الأحياء السكنية بالمدينة.
وزعمت مصادر نقلت عنها وكالات الأنباء توقّف للقتال. لكن «التحالف»... «لم يؤكد صدور أمر بوقف الحملة العسكرية»، وفقاً للمتحدث باسم (تحالف دعم الشرعية) في اليمن العقيد الركن تركي المالكي» في تصريح نشرته «رويترز». كما أكد المتحدث في تصريح نقلته عنه وكالة الصحافة الفرنسية القول إن «العمليات العسكرية مستمرة، كل عملية لها خصائصها ومسارها».
وأعلنت ألوية العمالقة التابعة للجيش اليمني الوطني أنها تنفّذ عمليات تمشيط واسعة لعدد من المزارع، وقتلت عدداً من مسلحي ميليشيا الحوثي بالإضافة إلى جرح العشرات منهم كانوا يحاولون التسلل عن طريق المزارع لقصف مساكن المواطنين وقطع الطرقات. وذكر المركز الإعلامي لألوية العمالقة أن الألوية «تواصل تأمين المناطق والطرقات التي يمر عبرها المواطنون والمسافرون، والتي تم تحريرها من سيطرة الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران، وخاضت فيها ألوية العمالقة معارك عنيفة مع مسلحي الميليشيات وتمكَّنت من دحرهم منها».
وأفادت المصادر بأن الجماعة الموالية لإيران، واصلت زراعة الألغام في أحياء المدينة وحفر الخنادق، فضلاً عن إطلاقها صاروخاً من منطقة الصليف باتجاه الحديدة، وتحريك عناصرها لإحداث اختراقات نحو مواقع الجيش في مديرية التحيتا». وكانت قوات التحالف رصدت، مساء الأربعاء، صاروخاً حوثياً أطلقته الميليشيات من مدينة الصليف باتجاه الحديدة إلا أنه سقط في البحر، بحسب ما أكدته تصريحات رسمية.
إلى ذلك أكد شهود في المدينة أن الميليشيات الحوثية بدأت حملة اعتقالات واسعة في صفوف السكان وقامت بتهجير مئات الأسر من منازلها في الأحياء الجنوبية والشرقية للمدينة، خصوصاً في الحي التجاري ومنطقة الكورنيش، وأحلّت فيها عناصرها المسلحين بالتزامن مع استمرارها في حفر الخنادق وإطلاق قذائف الهاون باتجاه مواقع قوات الجيش التي تطوق المدينة من ثلاثة اتجاهات.
وفي الأجزاء الجنوبية من محافظة الحديدة حيث توجد جيوب للميليشيات في مديرية التحيتا، أكدت مصادر حكومية أن الجماعة دفعت بعناصرها للهجوم في محاولة لإحداث اختراق نحو المواقع التي تتمركز فيها وحدات الجيش.
وذكرت المصادر أن قوات الجيش دفعت بتعزيزات إلى مديرية التحيتا في مسعى لحسم المعركة من الجيوب الحوثية المتبقية في منطقة المغرس والمزارع المجاورة، رداً على تصعيد الجماعة الانقلابية.
ويرجح المراقبون العسكريون أن الميليشيات الحوثية ستسعى لاستغلال الهدنة في الحديدة من أجل تمتين تحصيناتها واستقدام المزيد من عناصرها الذين استقطبتهم للقتال من مناطق في حجة والمحويت وإب خلال الأيام الماضية. في غضون ذلك، أكد الموقع الرسمي للجيش اليمني (سبتمبر نت) أن 37 حوثياً سقطوا قتلى وجرحى أمس في مواجهات ضارية بجبهة دمت شمالي محافظة الضالع المحررة.
وذكر الموقع أن المواجهات اندلعت عقب محاولة الميليشيات التسلل باتجاه مواقع محررة في قرى الحقب وبيت اليزيدي جنوب غربي المدينة، غير أن قوات الجيش أفشلت المحاولة وأجبرت عناصر الحوثي على التراجع والفرار.
وبحسب المصدر أسفرت المواجهات عن مصرع 25 حوثياً وجرح 12 آخرين، علاوة على تدمير دبابة تابعة للجماعة وأسر ثمانية من عناصرها.
وأكد الموقع العسكري الرسمي أن مواقع عدة جنوب وغرب مدينة دمت تشهد مواجهات متواصلة، وسط تقدمات كبيرة يحرزها أفراد اللواء 83 مدفعية في منطقة مريس بقيادة العميد عادل الشيبة، واللواء الرابع احتياط بقيادة العميد فضل عبد الرب القاضي.
وفي السياق الميداني نفسه، أعلنت قوات الجيش اليمني أنها تمكنت في الساعات الأولى من صباح الخميس من صد هجوم عنيف شنته ميليشيات الحوثي على مواقع الجيش في ميسرة جبهة الملاجم شرق محافظة البيضاء.
ونقل موقع الجيش (سبتمبر نت) عن قائد كتائب النصر العميد ناصر علي القحيح تأكيده أن قوات الجيش الوطني أفشلت هجوم الميليشيات الانقلابية في ميسرة جبهة الملاجم حيث كانت تسعى في محاولة يائسة لاستعادة قمة جبل صوران الاستراتيجي بعد أن تمت السيطرة عليه، أول من أمس (الأربعاء).
وأكد القحيح أن الميليشيات استخدمت في الهجوم مختلف أنواع الأسلحة وقذائف الهاون، لكنها تكبدت خسائر كبيرة في العتاد، وقتل أكثر من تسعة من عناصرها وأصيب آخرون.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.