العراق: «الداخلية» تهدد «شهر العسل» بين «سائرون» و«الفتح»

تحالف الصدر يرفض تولي الفياض الحقيبة بوصفه «غير مؤهل»

TT

العراق: «الداخلية» تهدد «شهر العسل» بين «سائرون» و«الفتح»

تواصل الكتل السياسية العراقية مشاوراتها العلنية حيناً وخلف الأبواب المغلقة أحياناً، من أجل الاتفاق على الشكل النهائي لحكومة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي. وفيما لا تزال عقدة «الداخلية» و«الدفاع» هي الكبرى، خصوصاً بعد تشبث الكتل التي ينتمي إليها مرشحو هاتين الحقيبتين بمواقفها، فإن مصير الوزارات الأخرى؛ وعددها 6، لا يقل تعقيداً وصعوبة عن «الدفاع» و«الداخلية».
وجدد «ائتلاف الوطنية» الذي يتزعمه إياد علاوي، أمس، تمسكه بمرشحه فيصل الجربا لمنصب وزير الدفاع، في وقت أعلنت فيه هيئة المساءلة والعدالة على لسان الناطق باسمها فارس البكوع، عن شموله مع وزير الاتصالات نعيم الربيعي بالاجتثاث، وهو ما يتعارض قانوناً مع توزيره.
وقال مصدر في «الوطنية» في تصريح صحافي، أمس، إن «الفريق الطيار فيصل الجربا لا يزال المرشح الأوفر حظاً لتولي منصب وزير الدفاع»، مبيناً أن «الجربا يحظى بثقة قيادة الائتلاف ويتمتع بقبول كبير لدى أغلب الأطراف السياسية». ونفى المصدر أن يكون الجربا مشمولاً بإجراءات هيئة اجتثاث البعث بحسب كلام عن كتاب صادر من الهيئة في شهر يوليو (تموز) الماضي. وقال المصدر: «لم يصل أي كتاب يخالف ذلك من الهيئة المذكورة حتى اللحظة». وكان «ائتلاف الوطنية» طرح القيادي فيه سليم الجبوري ، رئيس البرلمان السابق، مرشحا لمنصب وزير الداخلية، بينما طرح «تحالف المحور الوطني» المنضوي في «كتلة البناء» هشام الدراجي مرشحا للدفاع.
وطبقا لما يراه المراقبون السياسيون في العاصمة بغداد، فإن استمرار تداول عدة أسماء لهذا المنصب يعكس عمق الخلافات داخل المحور السني.
وفي السياق نفسه، لم يتمكن البيت الشيعي من حسم الخلاف بين كتلتي؛ «الفتح» التي يتزعمها هادي العامري، و«سائرون» بزعامة مقتدى الصدر، بشأن المرشح الوحيد لمنصب وزير الداخلية فالح الفياض؛ الأمر الذي سيتم تمريره «عبر التصويت داخل البرلمان اعتماداً على الأغلبية في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق بين (البناء) و(الإصلاح)» طبقا لما قاله لـ«الشرق الأوسط» بهاء النوري عضو البرلمان العراقي عن «كتلة البناء».
وأضاف النوري أن «(البناء) متمسك بالفياض مرشحا لمنصب وزير الداخلية ما لم يكن هناك سبب موضوعي يحول دون ترشيحه»، داعيا إلى الابتعاد «عن الخلافات الشخصية ما دام هناك حرص من الجميع على استكمال الكابينة الحكومية نهاية الأسبوع المقبل».
وفي هذا السياق، بحث زعيم «تيار الحكمة الوطني» عمار الحكيم، مع رئيس «تحالف الفتح» هادي العامري، دعمَ الحكومة واستكمالَ الكابينة الوزارية والتشريعات اللازمة لتقديم الخدمات وتوفير فرص العمل. وقال بيان لمكتب الحكيم إن الأخير دعا خلال اللقاء إلى «تغليب المصلحة العامة، وعدم الرهان على مزيد من الصبر للشعبِ العراقي، لما في ذلك من مخاطرة كبيرة». وبشأن ما إذا كان الخلاف المستمر بين «الفتح» و«سائرون» حول الفياض، رئيس جهاز الأمن الوطني السابق، سوف ينهي «شهر العسل» بين الكتلتين اللتين فازتا بالمرتبة الأولى، قال عضو البرلمان عن «كتلة الفتح» ووزير الداخلية الأسبق محمد سالم الغبان لـ«الشرق الأوسط» إنه «ليس بالضرورة أن يؤدي الخلاف بين الطرفين حول اسم وزير الداخلية إلى نهاية التوافق بينهما»، مبيناً أنه «من الممكن أن تستمر التفاهمات والاتفاقات على أمور أخرى مهمة بينما يمكن أن نختلف على أمور أخرى، مثلما حصل بالنسبة لانتخاب رئيس البرلمان محمد الحلبوسي » وذلك في إشارة إلى عدم دعم «كتلة سائرون» للحلبوسي.
وحصلت «سائرون» في الانتخابات التي جرت في مايو (أيار) الماضي، على 54 مقعدا، فيما حصل «الفتح» على 47 مقعداً.
على صعيد التحالفات السنية، قال القيادي في «المشروع العربي» عمر الحميري لـ«الشرق الأوسط» إن «المرشح لمنصب وزير التربية لا يزال السيدة صبا الطائي»، فيما أفادت معلومات حصلت عليها «الشرق الأوسط» من مصادر مطلعة، بأن هناك مساعي لإشراك «كتلة القرار» التي يتزعمها أسامة النجيفي في حكومة عادل عبد المهدي عبر منحها حقيبة التربية التي هي من حصة «المشروع العربي». وفي هذا السياق أبلغ أثيل النجيفي القيادي في «كتلة القرار» «الشرق الأوسط» بأن «ما يجري مجرد مفاوضات مبدئية، ولم يتم الاتفاق على شيء محدد حتى الآن».



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.