رولا بقسماتي: لم أحرق المراحل بل حققت تجارب فنية غنية

قالت الممثلة رولا بقسماتي، إن تجربتها السينمائية الأولى التي تخوضها في فيلم «خبصة» قدمتها على طبيعتها تماماً كما رسم لها مخرج الفيلم شادي حنا. وتضيف في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «لقد رغب ومنذ اللحظة الأولى في أن أبقي على طبيعتي خلال تجسيد دور نايلة. وكان دقيقاً بكاميرته وبأسلوب تعامله معي من خلال الشخصية بحيث ترجمتها من دون زيادة أو نقصان؛ فجاءت عفوية تشبهني إلى حدّ كبير». وعن الصعوبة التي واجهتها في هذا العمل، تقول: «لقد آثر شادي حنا أن يجتمع فريق العمل مع بعضه بشكل مكثف قبيل التصوير؛ مما ولد بيننا أجواء متناغمة تحولت إلى عائلية فيما بعد. وحتى إيقاع التمرينات اتخذ منحى جدياً وكأننا نقوم بتصوير المشاهد حقيقة. كل ذلك سهّل في أداء مهمتي على أكمل وجه، مع الأخذ بعين الاعتبار عدم الوقوع في المبالغة كي لا أقع بالمحظور عملاً بنصيحته».
ومن المنتظر أن تبدأ صالات السينما اللبنانية في عرض الفيلم في 22 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي. ورولا التي قطعت شوطاً لا يستهان به في مجال الفن وفي فترة قصيرة لم تتعد السنتين، شاركت في مسلسل تلفزيوني «أصحاب3» ومن ثم في مسرحية «60 سنة و70 يوم»، وحالياً في فيلم «خبصة» تؤكد أنها لم تحرق المراحل بقدر ما هي حققت تجارب غنية. وتتابع في سياق حديثها: «كل تجربة كانت مختلفة عن الأخرى؛ وهو ما يميزها عن بعضها بعضاً. ويمكنني أن أعتبر نفسي محظوظة بما أنجزته، خصوصاً أنها كانت نتيجة تعاون مع محترفين، إن في عالم المسرح والتلفزيون أو في السينما». والمعروف أن رولا بقسماتي عملت مذيعة تلفزيونية لنحو 5 سنوات في محطة «المستقبل» من خلال برنامج «عالم الصباح». فهي تملك خلفية فنية غنية، إضافة إلى أخرى إعلامية لا تزال تحنّ إليها. وتعلق: «لا شك أن عملي الإعلامي هو شغفي الأكبر، وأعتبره بيتي الأصيل، فأنا استمتعت بتجربتي الإعلامية؛ كونها ترتكز على الاستقرار في حين العمل الفني يعتريه الكثير من القلق». وعما إذا كانت تفكر في العودة إلى موقعها الإعلامي قريباً، ترد: «لا أستغني أبداً عن هذه الفكرة فيما لو قدم لي العرض المناسب. لكني حالياً أجتهد في عملي التمثيلي، ولا سيما أن أحلامي كبيرة في هذا المجال وأتمنى أن أحققها». وتجد الممثلة اللبنانية أن أداءها العفوي ساهم في تسهيل مهمتها التمثيلية وفي لفت النظر إليها من قبل رواد في عالم المسرح والسينما والتلفزيون كغبريال يمين وشادي حنا ومنتج الدراما مروان حداد والمخرج إيلي سمعان. وتشرح تجربتها مع كل منهم، وتقول: «غابريال يمين أعطاني الثقة في النفس وقوة شخصية ساهمت في بلورة موهبتي على المسرح. فأنا لم أتردد ولا للحظة عن مشاركته مسرحية (60 سنة و70 يوم)، ولا سيما أنه قامة فنية نفتخر بها في لبنان. فالتمثيل المسرحي يختلف تماماً عن التلفزيون والسينما؛ إذ يحاسبك الجمهور مباشرة من على الخشبة. وهو علمني أن أذوب تماماً في الدور وأنسى الجمهور الواسع أمامي. أما شادي حنا، فلمست لديه ليونة كبيرة في التعامل مع الآخرين، وقد ترك لي حرية الحركة والتعبير في شخصية نايلة في فيلم (خبصة). فلم يقم بأي تغيير بشخصيتي الأساسية التي خدمتني بشكل مباشر في الفيلم. وبالتالي، فإن ثقة المنتج مروان حداد بي ليختارني مباشرة بعد مغادرتي عملي الإعلامي ودون أي اتصالات مسبقة أعطتني الزخم الحقيقي لأمشي في هذا الطريق الذي لم أخطط له. ومع المخرج ايلي سمعان سرت بيننا الكيمياء منذ اللحظة الأولى فتركني أقدم ما كنت أشعر به في شخصية جنا في (أصحاب3)». اليوم تغيرت خطة رولا بقسماتي فيما يتعلق بأعمالها المستقبلية، وتقول: «في الحقيقية الأمور حدثت معي بسرعة غير منتظرة، فلم أكن ألحق أن أنهي عملاً ما حتى أبدأ في آخر. أما اليوم فسأكون أكثر دقة في الموضوعات والنصوص التي سأشارك فيها. فصحيح أنني سلمت في هذه التجارب لأنني كنت أقع في أيادٍ أمينة، لكن بعد اليوم عليّ أن آخذ حذري وأقوم بخياراتي على أكمل وجه كي لا أقوم بخطوة ناقصة تؤثر على ما أنجزته». تفضّل رولا بقسماتي أن تبقي على موهبتها الخام كما هي، وتقول: «أشعر أحياناً بأن كثرة التعليم قد تسرق العفوية التي أتمتع بها.
ولذلك أعتبر التجارب الغنية هي خير مدرسة تمثيل ألجأ إليها لصقل موهبتي. والأهم دائماً هو أن أتعاون مع فريق متجانس، وأن أشتغل على موهبتي وأطورها بالجهد». ورغم الخبرة الإعلامية التي تتمتع بها فلا تعد نفسها قادرة بعد على تقييم الأعمال الفنية الموجودة اليوم على الساحة. وتوضح: «ما زال الوقت مبكراً كي أعطي آرائي في موضوعات الدراما والسينما والتلفزيون؛ فلم أدخل القصر إلا منذ البارحة العصر، كما يقول المثل اللبناني. وكل ما أستطيع قوله هو أنني صرت أتابع هذا النوع من الأعمال لأتعرف أكثر فأكثر على مجريات الساحة.
جمعت رولا بقسماتي بين التمثيل السينمائي والتلفزيوني والمسرحي، إضافة إلى دورها إعلاميةً فهل تفكر في الغناء؟ «كنت في الماضي عندما أتواجد مع أصدقائي أمسك بالميكروفون وأغني على طريقة الـ(كارا أوكي)، وأذكر زميلَي في تلفزيون المستقبل منير الحافي وريما كركي بأنهما نصحاني بدخول معترك الغناء. لكني شخصياً لم أشعر يوماً بأنني قادرة على الغناء أو على التمرس في هذا المجال، فأنا أستبعده تماماً».