«حماس» تعتبر استقالة ليبرمان «نصراً سياسياً» و«هزيمة لإسرائيل»

متظاهرون فلسطينيون يستعدون لحرق صورة لليبرمان أمام بيت إسماعيل هنية في غزة أمس (أ.ف.ب)
متظاهرون فلسطينيون يستعدون لحرق صورة لليبرمان أمام بيت إسماعيل هنية في غزة أمس (أ.ف.ب)
TT

«حماس» تعتبر استقالة ليبرمان «نصراً سياسياً» و«هزيمة لإسرائيل»

متظاهرون فلسطينيون يستعدون لحرق صورة لليبرمان أمام بيت إسماعيل هنية في غزة أمس (أ.ف.ب)
متظاهرون فلسطينيون يستعدون لحرق صورة لليبرمان أمام بيت إسماعيل هنية في غزة أمس (أ.ف.ب)

وصفت حركة حماس استقالة وزير الأمن الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، بأنها «نصر سياسي» للمقاومة. وقال سامي أبو زهري، المتحدث باسم «حماس»، إن «استقالة ليبرمان هي اعتراف بالهزيمة أمام تعاظم قوة المقاومة الفلسطينية... وتعكس حالة الضعف لدى الإسرائيليين».
وكان ليبرمان قد استقال أمس، بعد يوم من دخول هدنة بين «حماس» وإسرائيل حيز التنفيذ، بعد جولة قتال عنيفة، تخللها إطلاق مئات الصواريخ على مستوطنات غلاف غزة، وتنفيذ إسرائيل عشرات الغارات على أهداف في القطاع.
وقال ليبرمان إنه استقال بسبب «الاستسلام أمام الإرهاب»، مضيفاً: «نحن نشتري الهدوء على المدى القصير، وثمنه الأمن القومي على المدى البعيد».
وخلفت استقالة ليبرمان فرحاً عارماً في غزة التي أحرقت صوره أمام منزل رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية، الذي كان ليبرمان قد تعهد باغتياله قبل انتهاء ولايته. وهتف عشرات المتظاهرين لدعم المقاومة وضد ليبرمان، ورفعوا شعارات «غزة تطيح به». ووزعوا الحلوى على المارة.
واغتبطت الفصائل الفلسطينية برحيل ليبرمان. وقالت حركة الجهاد الإسلامي، بحسب مواقع تابعة لـ«حماس»: «إن استقالة ليبرمان جاءت لفشله بشكل ذريع في تحقيق ما كان يصبو إليه من أهداف، خلال العملية الأمنية الأخيرة التي أفشلتها المقاومة».
وقال عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، طلال أبو ظريفة، لوكالة «صفا» المحلية: «إن استقالة ليبرمان تعبير عن حالة فشل ذريع منذ توليه منصبه، في كل الوعود التي أطلقها للناخب الإسرائيلي لإعادة الهيبة لقوة الردع الإسرائيلية».
وقال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، رباح مهنا: «إن هذه الاستقالة تؤكد أن قوة المقاومة الاستراتيجية، بدأت تؤثر على الوضع الداخلي الإسرائيلي».
والاحتفاء الفلسطيني بإسقاط ليبرمان قابله غضب في الشارع الإسرائيلي، من أداء الحكومة والجيش في الجولة الأخيرة.
وكان مئات من المستوطنين قد تظاهروا عند مدخل سديروت القريبة من غزة، والتي تعرضت لوابل من الصواريخ قبل اتفاق إسرائيل على وقف إطلاق النار مع حركة حماس في القطاع. وقام متظاهرون بسد الطرقات وحرق الإطارات، في حين هتف بعضهم: «بيبي إلى البيت»، مستخدمين كنية رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وبحسب شبكة «حداشوت» الإخبارية، يخطط بعض سكان الجنوب لمزيد من المظاهرات وسد الطرقات في تل أبيب، احتجاجاً على الهدنة.
وأعرب قائد حزب «المعسكر الصهيوني»، آفي غباي، عن دعمه للمتظاهرين، وقال: إنه رد فعل مبرر على «تخلي» الحكومة عنهم.
وقال غباي إن الحكومة خيبت أمل سكان الجنوب، من خلال «إهمال» مسألة غزة منذ حرب عام 2014.
وأضاف: «هذا ليس وقتاً لهدنة هشة أخرى. حان الوقت لمبادرة دبلوماسية حقيقية في غزة، تستند على توصيات المؤسسة الأمنية». وأعرب عدد كبير من سكان الجنوب عن استيائهم من هذا القرار.
وقالت رعوت بسيس، من سكان سديروت، لـ«حداشوت»: «من الأفضل أن نعاني في الملاجئ ونضع حداً لذلك مرة واحدة وإلى الأبد. بعد شهر من اليوم سيحدث الشيء نفسه... من غير المعقول أن تكون حياتنا بهذا الشكل».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.