تونس تدعم ميزانية {الدفاع} في ذكرى إعلان الجمهورية

مظاهرات عشية إحياء ذكرى اغتيال محمد البراهمي.. وارتفاع عدد السياسيين المهددين بالقتل

تونس تدعم ميزانية {الدفاع} في ذكرى إعلان الجمهورية
TT

تونس تدعم ميزانية {الدفاع} في ذكرى إعلان الجمهورية

تونس تدعم ميزانية {الدفاع} في ذكرى إعلان الجمهورية

احتفلت تونس، أمس، بالذكرى الـ57 لإعلان النظام الجمهوري بحضور الرؤساء الثلاثة (رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ورئيس البرلمان)، الذين أكدوا تمسك البلاد بالنظام الجمهوري، والإصرار على مدنية الدولة ومكافحة الإرهاب والمجموعات الإرهابية.
وأكد الرئيس جمعة على العلاقة المتينة بين الجمهورية والدولة والأمن، وقال في كلمة ألقاها، أمس، في البرلمان، في ظل مقاطعة نواب الكتلة الديمقراطية للجلسة البرلمانية، إن النظام الجمهوري لا يمكنه الثبات والاستقرار إلا بإعادة هيبة الدولة، وضمان عودة الأمن إلى البلاد وإلى المواطنين، مؤكدا عزم الحكومة على اتخاذ كل الإجراءات التي تضمن أن الجمهورية تتسع للجميع، على حد تعبيره.
وتتزامن احتفالات هذه السنة، للمرة الأولى، مع ذكرى اغتيال النائب محمد البراهمي في 25 يوليو (تموز) 2013. من قبل مجموعة إرهابية، إذ تحولت مجموعة من نواب المجلس التأسيسي إلى منزل البراهمي في حركة تضامنية مع عائلته، وانتقدوا بطء أجهزة الدولة في الكشف عن ملابسات الاغتيال.
ولا تزال عائلة البراهمي تطالب بالكشف عن ملابسات الاغتيال كاملة، وتشكك في جدية السلطات في البحث عن مقترفي الجريمة السياسية الثانية بعد اغتيال شكري بلعيد، في السادس من فبراير (شباط)، من السنة نفسها.
ووجهت الاتهامات في قضية البراهمي إلى ستة عناصر إرهابية، وهم أبو بكر الحكيم (منفذ الجريمة وهو في حال فرار)، وأحمد المالكي، المعروف باسم الصومالي، وعز الدين عبد اللاوي، ومحمد العوادي، ومحمد العكاري، المعروف باسم «لافيات»، وهم رهن الاعتقال، وكذا عبد الرءوف الطالبي، وهو طبيب اعتقل خلال الأيام الماضية.
وبشأن التطورات الحاصلة في ملف الاغتيال، قالت مباركة عواينية، أرملة البراهمي لـ«الشرق الأوسط» إن الملف الأمني لا يزال يراوح مكانه منذ حصول الجريمة، وأضافت: «لا توجد إرادة سياسية وقضائية جادة في التعاطي مع الملف، رغم توفر قرائن ودلائل لا يصل إليها الشك على تورط عدة أطراف في الاغتيال السياسي للبراهمي».
ونفت أرملة البراهمي أي تطور في ملف اغتيال زوجها بعد مرور سنة على الجريمة، وقالت إن القضاء أضاف متهمين في ملفه، هما عبد الرؤوف الطالبي ومحمد العوادي.
وبعد سنة من حدوث الاغتيال السياسي الثاني بعد الثورة، ارتفعت لائحة السياسيين والشخصيات الوطنية والإعلامية المهددة بالقتل، في مؤشر يوحي بتغلغل آفة الإرهاب في البلاد. وتضم لائحة المهددين بالقتل 26 تونسيا، موزعين بين القيادات السياسية والوطنية وعاملين في مجال الإعلام.
ووفق مصادر أمنية، فإن لائحة السياسيين تضم 12 قياديا سياسيا، وهم على التوالي: عامر العريض، وراشد الغنوشي، ورفيق عبد السلام، وعلي العريض (حركة النهضة)، ومصطفى بن جعفر (التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات)، والمنجي الرحوي (حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد)، والباجي قائد السبسي، والأزهر العكرمي، والطيب البكوش (حركة نداء تونس)، وأحمد نجيب الشابي، ومية الجريبي (الحزب الجمهوري)، وحمة الهمامي (حزب العمال).
أما لائحة الشخصيات الوطنية، فتضم عشرة أسماء، هم حسين العباسي (رئيس نقابة العمال)، ووداد بوشماوي (رئيسة منظمة رجال ونساء الأعمال)، وفريد الباجي (شيخ دين)، والصغير أولاد أحمد (شاعر)، ومحمد الطالبي (مفكر)، وألفة يوسف (كاتبة) والنوري بوزيد (مخرج سينمائي)، وسلمى بكار (نائبة في البرلمان)، والحبيب الكزدغلي (أستاذ جامعي)، وأمني ساسي (رئيس اتحاد طلبة تونس). ويوجد في اللائحة أربعة إعلاميين هم نوفل الورتاني، وسفيان بن فرحات، ولطفي العماري، وهيثم المكي.



مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
TT

مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)

تسعى الحكومة المصرية، لتعزيز الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، في مجال إدارة الموارد المائية، في ظل تحديات كبيرة تواجهها تتعلق بـ«محدودية مواردها». وخلال لقائه سفيرة الاتحاد الأوروبي في القاهرة أنجلينا إيخورست، الاثنين، ناقش وزير الموارد المائية والري المصري هاني سويلم، التعاون بين الجانبين، في «إعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجتها».

وتعاني مصر عجزاً مائياً، حيث يبلغ إجمالي الموارد المائية، نحو 60 مليار متر مكعب سنوياً، في مقابل احتياجات تصل إلى 114 مليار متر مكعب سنوياً، وبنسبة عجز تقدر 54 مليار متر مكعب، وفق «الري المصرية».

وتعتمد مصر على حصتها من مياه نهر النيل بنسبة 98 في المائة، والبالغة 55.5 مليار متر مكعب سنوياً.

وحسب بيان لـ«الري المصرية»، ناقش سويلم، مع سفيرة الاتحاد الأوروبي، مقترحات تطوير خطة العمل الاستراتيجية (2024-2027)، طبقاً للأولويات المصرية، مشيراً إلى الدعم الأوروبي لبلاده في مجالات «رفع كفاءة الري، وإعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجة المياه، والتكيف مع تغير المناخ».

ووقَّعت الحكومة المصرية، والاتحاد الأوروبي، إعلاناً للشراكة المائية، خلال فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ، COP28، الذي عُقد في دبي عام 2023، بهدف تحقيق الإدارة المستدامة للموارد المائية، وتعزيز الحوار، وتبادل الخبرات.

وأوضح وزير الري المصري أن «الإجراءات التي تتبعها بلاده لرفع كفاءة استخدام المياه، تندرج تحت مظلة الجيل الثاني لمنظومة الري»، منوهاً بقيام الوزارة حالياً «بتأهيل المنشآت المائية، ودراسة التحكم الآلي في تشغيلها لتحسين إدارة وتوزيع المياه، والتوسع في مشروعات الري الحديث»، إلى جانب «مشروعات معالجة وإعادة استخدام المياه، ودراسة تقنيات تحلية المياه من أجل الإنتاج الكثيف للغذاء».

ومن بين المشروعات المائية التي تنفذها الحكومة المصرية، بالتعاون مع عدد من دول الاتحاد الأوروبي، «البرنامج القومي الثالث للصرف، وتحسين نوعية المياه في مصرف (كيتشنر)، وتحديث تقنيات الري لتحسين سبل عيش صغار المزارعين في صعيد مصر، ومراقبة إنتاجية الأراضي والمياه عن طريق الاستشعار عن بعد».

وتعوِّل الحكومة المصرية على الخبرات الأوروبية في مواجهة ندرة المياه، وفق أستاذ الموارد المائية، في جامعة القاهرة، نادر نور الدين، الذي أشار إلى أن «القاهرة سبق أن استعانت بخبراء أوروبيين لصياغة حلول للتحديات المائية التي تواجهها مصر»، وقال إن «كثيراً من المقترحات التي قدمها الخبراء تنفذها الحكومة المصرية في سياستها المائية، ومن بينها التوسع في مشروعات معالجة المياه، وتحلية مياه البحر، واعتماد نظم الري الحديث».

وللتغلب على العجز المائي شرعت الحكومة المصرية في تطبيق استراتيجية لإدارة وتلبية الطلب على المياه حتى عام 2037 باستثمارات تقارب 50 مليون دولار، تشمل بناء محطات لتحلية مياه البحر، ومحطات لإعادة تدوير مياه الصرف بمعالجة ثلاثية، إضافة إلى تطبيق مشروع تحول للري الزراعي الحديث.

ويعتقد نور الدين، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الخبرة الأوروبية في مجال تطوير إدارة المياه والتغيرات المناخية هي الأفضل في هذا المجال»، مشيراً إلى أن «القاهرة تسعى إلى الاستفادة من المنح الأوروبية المقدَّمة في تلك المجالات، وخصوصاً، التكيف مع التغيرات المناخية»، معتبراً أن «التعامل مع العجز المائي في مصر من أولويات السياسة المائية المصرية».

ويُعد الاتحاد الأوروبي من أهم الشركاء في المجال التنموي بالنسبة لمصر، وفق أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، عباس شراقي، الذي أشار إلى أن «التعاون المائي بين الجانبين يأتي ضمن الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي جرى توقيعها بين الحكومة المصرية والاتحاد الأوروبي، لتطوير التعاون بمختلف المجالات».

ويرى شراقي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الاتحاد الأوروبي يمتلك التكنولوجيا والخبرات الحديثة بشأن تطوير استخدام المياه، خصوصاً في الدول التي تعاني من شح مائي».