السودان يؤكد تأثر الاقتصاد بما يجري في دول الجوار

الخرطوم تنفي اتهامات إسرائيلية بتقديم صواريخ إلى حماس وتصفها بأنها محاولة للبحث عن كبش فداء

السودان يؤكد تأثر الاقتصاد بما يجري في دول الجوار
TT

السودان يؤكد تأثر الاقتصاد بما يجري في دول الجوار

السودان يؤكد تأثر الاقتصاد بما يجري في دول الجوار

رفضت الحكومة السودانية اتهامات إسرائيلية بتصنيع وتصدير الصواريخ إلى حركة (حماس) الفلسطينية لاستخدامها في القصف على الدولة العبرية، وعدت أن تل أبيب تبحث عن كبش فداء، وشددت على عدم إمكانية توصيل أسلحة إلى قطاع غزة لبعد المسافة بينهما، وربطت الخرطوم بين التطورات السياسية في دول الجوار والإقليم والعلاقات الاقتصادية المشتركة مع تلك الدول.
وقال وزير الخارجية السوداني علي كرتي في حديث بثته الإذاعة الرسمية بأن حكومته لم ترسل صواريخ إلى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة، وأضاف: «كيف يمكن أن تصل تلك الصورايخ التي زعم أنها سودانية إلى حماس لتقطع أكثر من 12 ألف كلم تسيطر عليها الأقمار الصناعية الإسرائيلية والعالمية التي تدعم تل أبيب وهناك الجيش المصري يقف على هذه الحدود شبرا شبرا؟»، مؤكدا في الوقت نفسه دعم بلاده للقضية الفلسطينية، مشيرا إلى وجود حي كامل في غزة يسمى «بالحي السوداني» وأنه الأكثر تعرضا للقصف والهجوم في الاعتداء الإسرائيلي، واصفا ما يحدث في غزة بأنه يجسد واقعا ظالما وغاشما.
وقال كرتي إن هناك تطويرا حدث في بعض المعدات لا يمكن لبلاده أن تصنعها لحركة حماس، وأضاف أن حماس رغم ذلك تحصل على هذه المعدات، وعد أن ذلك يزعج تل أبيب بأن يكون في أحشائها هذا الواقع المتفجر الذي يصنع يوميا قوة تدمر إسرائيل من الداخل التي قال: إنها تبحث لها عن كبش فداء وتختار دولة لتتهمها، وأضاف: «نحن ندعم القضية الفلسطينية لكن لن يستطيع أحد أن يقول هذه الصورايخ المتطورة مصدرها السودان»، وقال كرتي بأن هناك جهودا دولية وعربية لحل مشكلة غزة غير أنها تواجه بضغوط ومواقف إقليمية، لكنه لم يشر إلى المبادرة المصرية، وأضاف أن آفاق الحل تتمثل في تلبية مطالب وتطلعات الواقع الشعبي الجديد واستيعاب القيادة الفلسطينية لهذا الواقع، مشيرا إلى التوافق الفلسطيني الذي تم مؤخرا رغم تباعد المواقف السياسية.
ونقلت تقارير صحافية في تل أبيب الأسبوع الماضي عن الجيش الإسرائيلي قوله إن الصواريخ التي سقطت داخل أراضيه صنعت في السودان، وقال: إنه سيوجه ردا قاسيا إلى الخرطوم، لكن المتحدث باسم الجيش السوداني نفى تقديم بلاده مثل تلك الصورايخ.
وكانت إسرائيل قد قصف في العام 2012 مصنع اليرموك للتصنيع الحربي جنوب الخرطوم، كما نفذت طائرات غارة استهدفت سيارة بالقرب من مطار بورتسودان على البحر الأحمر قبل ثلاثة أعوام، وفي العام 2009 تعرضت قافلة يعتقد أنها لمهربي أسلحة للقصف الإسرائيلي التي قالت: إنها تعمل على وقف تسريب أسلحة إيرانية إلى غزة عبر السودان، إلى جانب توقيف سفينة تحمل علم (بنما) في الأشهر الأخيرة كانت محملة بأسلحة قادمة من إيران. إلى ذلك قال وزير الخارجية السوداني بأن ما يجري من تطورات سياسية في دول الجوار يؤثر مباشرة على مسيرة العلاقات الاقتصادية المشتركة مع تلك الدول، وأضاف أن بلاده تتأثر بالمحيط الإقليمي والدولي مشيرا إلى التطورات الجارية في سوريا، العراق وغزة، وقال: إن تداعيات ما يحدث يلقي بأعباء على بلاده لأنها جزء من الجوار الأفريقي والمنظومة العربية، وأضاف: «فضلا عما يجري في الاتحاد الأفريقي ودول الجوار والإيقاد».



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.