تحذير حقوقي من إجبار اللاجئين على العودة

TT

تحذير حقوقي من إجبار اللاجئين على العودة

أكّدت «هيومان رايتس ووتش» العمل على ضمان عدم إجبار اللاجئين على العودة، وتوثيق ما يتعرضون له من انتهاكات، بعد المعلومات التي كان قد أعلن عنها وزير الدولة لشؤون النازحين معين المرعبي.
وشدّدت لمى فقيه، نائبة مدير مكتب الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في «هيومان رايتس»، باسم وفد المنظمة الذي التقى، أمس، المرعبي وشكره على اهتمامه وتعاونه، على أن «عمل (هيومان رايتس ووتش) سيتركز على ضمان عدم إجبار النازحين السوريين على العودة إلى بلدهم بشكل قسري، وتوثيق الانتهاكات، والعمل مع كل الجهات لإزالة الموانع التي يشكلها القانون رقم (10)}.
وفي حين نوّه المرعبي بجهود المنظمة، أوضح أن «الكشف عن معلومات حول مقتل 20 من اللاجئين العائدين إلى سوريا، تمّ بعدما تبين أن ما يجري هو ممارسة إجرامية ممنهجة من قبل النظام السوري في حق اللاجئين بهدف ترويعهم، وبالتالي منعهم من العودة إلى بلدهم».
ورأى الوزير المرعبي أن «وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل يعطل كعادته عمل اللجنة الوزارية المختصة بملف النزوح، ويجهض وضع سياسة عامة للحكومة اللبنانية».
وقال: «تردنا معلومات من اللاجئين في لبنان عن انتهاكات بحق أقاربهم الذين عادوا إلى سوريا؛ إذ تعرض عدد منهم للقتل والخطف، وأجبر البعض على الخدمة العسكرية»، موضحا أن تحفظه «في الوقت الحالي عن كشف كل ما لديه من معطيات هو بدافع الحرص على أقارب هؤلاء الذي يعيشون في سوريا والموجودين في لبنان». ورأى أنه «إذا كنا نريد مساعدة اللاجئين السوريين على العودة، فتجب إدانة تدخل (حزب الله) في سوريا، وإلزام الحزب الانسحاب من القرى والبلدات التي احتلها وقتل أبناءها وهجّر أهاليها إلى لبنان. كذلك؛ من الضروري أن يعلن الوزير باسيل موقفا من التجنيد الإجباري وأعمال القتل والاختطاف للعائدين».



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».