«داعش» يعيد بث تسجيلات قديمة لإثبات وجوده في سيناء

مؤشرات على تراجع قدراته الميدانية والإعلامية

TT

«داعش» يعيد بث تسجيلات قديمة لإثبات وجوده في سيناء

قالت دراسة أعدها مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء في مصر، إن تنظيم داعش الإرهابي يعيد بث فيديوهات مصورة قديمة لعملياته الإرهابية لإثبات وجوده في سيناء، لافتة إلى أن ذلك مؤشر على تراجع قدرات التنظيم الميدانية والإعلامية، بسبب العملية الشاملة «سيناء 2018».
وتشن قوات الجيش والشرطة في مصر عملية أمنية كبيرة في شمال ووسط سيناء منذ فبراير (شباط) الماضي، لتطهير المنطقة من العناصر المتشددة، وتعرف باسم عملية «المجابهة الشاملة (سيناء 2018)». وبايع تنظيم «أنصار بيت المقدس» في سيناء «داعش»، نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2014، وأطلق على نفسه «ولاية سيناء».
وأوضحت الدارسة أن التنظيم الإرهابي، الذي كان قد أصدر ثلاثة إصدارات خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي، لم يبث أي إصدار منذ نهاية مارس (آذار) الماضي حتى الآن؛ وهو الأمر الذي يُظهر - بما لا يدع مجالاً للشك - تأثير العملية الشاملة على قدرات التنظيم الإرهابي. مضيفة أنه في الوقت الذي يسعى فيه التنظيم للحضور الإعلامي والسيطرة على المنصات الإلكترونية ببث أكاذيبه ورواياته المضللة للأحداث، فإن العملية «سيناء 2018» قضت تماماً على البنية التحتية الإعلامية للتنظيم الإرهابي.
وبينت دراسة المرصد أمس، أن إصداراً مصوراً للتنظيم بثه مؤخراً زعم أن «العملية العسكرية الشاملة» في سيناء لم تحقق أهدافها حتى الآن، وأن عناصره ثابتون؛ بل يحققون انتصارات، قد احتوى على مشاهد قديمة ومعادة، كان قد تم بثها في إصدارات سابقة، مثل مشهد مقتل نقيب وملازم شرطة، وهي مشاهد ترجع إلى نهاية أغسطس (آب) 2016. والهجوم الذي بثه التنظيم على نقطة تفتيش زقدان في وسط سيناء جنوب مدينة بئر العبد، الذي يعود تاريخه إلى منتصف أكتوبر (تشرين الأول) عام 2016، بالإضافة إلى مشاهد من الهجوم على نقطة كمين الغاز في جنوب العريش، التي تعود إلى نوفمبر 2016، بالإضافة إلى الهجوم على نقطة كمين المطافئ في حي المساعيد غرب العريش، وهذا الحادث يعود إلى يناير (كانون الثاني) 2017.
في السياق نفسه، كشف مؤشر لدار الإفتاء أيضاً عن كذب وتضليل ما ينشره تنظيم داعش عبر جريدة «النبأ» الأسبوعية الصادرة عما يسمى «ديوان الإعلام المركزي» التابع للتنظيم، التي أكدت في عددها رقم 155 قيام التنظيم بتنفيذ أكثر من 100 عملية، راح ضحيتها أكثر من 369 خلال الأسبوع الماضي؛ لكن هذه الأرقام غير حقيقية وخادعة يستخدمها التنظيم في تضليل عناصره والرأي العام العالمي، ليظهر في موضع «القوة والاستمرارية»، حيث لم تتعد العمليات التي نفذها «داعش» 9 عمليات فقط.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.