سُنة العراق يختارون سليم الجبوري مرشحاً لـ«الدفاع»

استمرار الخلاف الشيعي حول تولي الفياض «الداخلية»

TT

سُنة العراق يختارون سليم الجبوري مرشحاً لـ«الدفاع»

فيما حسم السُّنة أمرهم بشأن مرشحهم لمنصب وزير الدفاع واتفقوا على رئيس البرلمان السابق والقيادي في ائتلاف الوطنية سليم الجبوري، يستمر الخلاف الشيعي، لا سيما بين تحالفي «الفتح» بزعامة هادي العامري، و«سائرون» بزعامة مقتدى الصدر، حول المرشح لمنصب وزير الداخلية فالح الفياض.
النائبة عن ائتلاف الوطنية انتصار الجبوري أعلنت عن حصول توافق سياسي على ترشيح الجبوري لوزارة الدفاع، وأكدت أن «جميع الأطراف السياسية وافقت على هذا الترشيح الذي سيطرح خلال جلسة إكمال الكابينة الوزارية». وكان محمد الكربولي عضو البرلمان العراقي عن المحور الوطني، قد أبلغ «الشرق الأوسط» أن «منصب وزير الدفاع حُسم لصالح سليم الجبوري من بين مجموعة من المرشحين، وأن المنصب من حصة ائتلاف الوطنية الذي يتزعمه إياد علاوي»، مبيناً أن «الحقائب الأخرى لا يزال يدور حولها نقاش بين الكتل السياسية بما فيها حقيبة الداخلية».
كان البرلمان العراقي قد نجح بصعوبة بالغة في تمرير 14 وزيراً من بين 22 وزيراً في حكومة عادل عبد المهدي في الرابع والعشرين من الشهر الماضي، على أن تُستكمل الكابينة بما تبقّى من حقائب وعددها ثمانٍ: الدفاع، والداخلية، والعدل، والتخطيط، والهجرة والمهجرين، والثقافة والتربية، والتعليم العالي، والبحث العلمي، في غضون أسبوع. لكن الخلافات السياسية التي احتدمت حول المرشحين لبعض الحقائب مثل الدفاع والداخلية والعدل والثقافة والتعليم العالي، أو عائدية بعض الوزارات، لا سيما بين الحزبين الكرديين (الديمقراطي الكردستاني، والاتحاد الوطني)، حالت دون تمكن الكتل والقيادات السياسية من إيجاد حل لهذه الخلافات في وقت لوّح عبد المهدي بالاستقالة مجدداً كخيار أخير في حال وجد نفسه سيشارك في الفشل . وطبقاً لما أبلغ به «الشرق الأوسط» مصدر مطلع على خريطة توزيع الوزارات المتبقية، فإنه «في الوقت الذي حُسمت فيه (الدفاع) لمرشح (الوطنية) سليم الجبوري فإن (الداخلية) لا تزال تمثل عُقدة كبيرة بين (الفتح) و(سائرون)، بينما حصل نوع من الاتفاق داخل البيت الكردي على منح (العدل) التي كانت للمكون المسيحي لـ(الاتحاد الوطني) الذي رشح لها القيادي فيه والنائب السابق خالد شواني».
وبشأن الموقف من المرشح لوزارة الداخلية فالح الفياض وإصرار «سائرون» على استبداله، يقول الركابي إن «الخلاف حول الفياض ليس شخصياً بل نابع عن موقفنا الثابت حيال عدم الموافقة على ترشيح وزراء ينتمون إلى قوى وأحزاب، وهو موقف بالنسبة إلينا لم ولن يتغير تحت أي ظرف رغم أننا نعرف أن السيد عادل عبد المهدي يتعرض لضغوط كبيرة من أجل تمريره».



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.