ابتكار عوامة إلكترونية لإنقاذ الغرقى

ابتكار عوامة إلكترونية  لإنقاذ الغرقى
TT

ابتكار عوامة إلكترونية لإنقاذ الغرقى

ابتكار عوامة إلكترونية  لإنقاذ الغرقى

تُصنف منظمة الصحة العالمية الغرق كثالث أهم أسباب الوفيات الناجمة عن الإصابات غير المتعمدة في أنحاء العالم، وربما كان ذلك هو الدافع وراء تصميم باحثون مصريون لعوامة إنقاذ تعمل بالريموت كنترول لتحقيق عملية الإنقاذ السريع لمن يواجهون الغرق، ودون الانتظار لتوفير مُنقذ.
وخضعت العوامة التي صممها ونفذها الباحثون بوحدة نقل التكنولوجيا بجامعة أسيوط المصرية لتجربة عملية، أول من أمس، في أحد شواطئ محافظة الإسكندرية، أثبتت خلالها القدرة على تقديم الإنقاذ السريع في حالات الغرق.
وبحسب إحصائيات منظمة «الصحة العالمية»، المنشورة على موقعها الرسمي، فإن الغرق يقف وراء حدوث 7 في المائة من مجموع الوفيات المتعلقة بالحوادث، وكان مسؤولاً وحده عن وفاة 372 ألف شخص عام 2012.
ويقول محمد ناجي النشار، مدير فرع الإسكندرية بوحدة نقل التكنولوجيا، لـ«الشرق الأوسط»، إن أحد الأسباب المؤدية لزيادة أعداد الغرقى تأخر وصول المنقذ بأدوات الإنقاذ، وتتيح عوامة الإنقاذ الجديدة وصولاً أسرع، إذ يمكن تسييرها باستخدام الريموت كونترول باتجاه الغريق بسرعة قد تصل إلى 21 عقدة بحرية (العقدة تُعادل 1.852 كيلومتر في الساعة).
ويضيف النشار، وهو مهندس متخصص في هندسة بناء السفن واليخوت، أنه تم مراعاة الأبعاد الهندسية لصناعة السفن في تصنيع هذه العوامة، حيث صممت بزاوية ميل 60 درجة، حتى يمنحها ذلك القدرة على التعامل مع الأمواج العالية، كما استخدم في تصنيعها منظومة الدفع وتر جيت (Water jet) المستخدمة في السفن، وهي آلة تخرج مياه بسرعة عالية بهدف دفع المركبة المائية، وتحتوي أيضاً على نظم إضاءة بحرية حتى تعمل مساء.
وتقدر تكلفة تصميم العوامة بـ20 ألف جنيه (1100 دولار تقريباً)، بسبب ارتفاع سعر الخامة المصنعة منها، التي يتم تشكيلها يدوياً، بما يجعل هناك حاجة لمزيد من الأيدي العاملة.
وكانت العوامة الحديثة ضمن الاختراعات التي عرضتها وحدة نقل التكنولوجيا بجامعة أسيوط في الجناح المخصص لها في معرض القاهرة للابتكار الذي اختتم أعماله الأسبوع الماضي.



خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
TT

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)

يُحذر العلماء من أن تغير المناخ يمكن أن يقلل بشكل كبير من الحياة في أعمق أجزاء محيطاتنا التي تصل إليها أشعة الشمس، حسب (بي بي سي).
ووفقا لبحث جديد نُشر في مجلة «نيتشر كوميونيكشنز». فإن الاحترار العالمي يمكن أن يحد من الحياة فيما يسمى بمنطقة الشفق بنسبة تصل إلى 40 في المائة بنهاية القرن.
وتقع منطقة الشفق بين 200 متر (656 قدماً) و1000 متر (3281 قدماً) تحت سطح الماء.
وجد الباحثون أن «منطقة الشفق» تندمج مع الحياة، ولكنها كانت موطناً لعدد أقل من الكائنات الحية خلال فترات أكثر دفئاً من تاريخ الأرض.
وفي بحث قادته جامعة إكستر، نظر العلماء في فترتين دافئتين في ماضي الأرض، قبل نحو 50 و15 مليون سنة مضت، وفحصوا السجلات من الأصداف المجهرية المحفوظة.
ووجدوا عدداً أقل بكثير من الكائنات الحية التي عاشت في هذه المناطق خلال هذه الفترات، لأن البكتيريا حللت الطعام بسرعة أكبر، مما يعني أن أقل من ذلك وصل إلى منطقة الشفق من على السطح.
وتقول الدكتورة كاثرين كريشتون من جامعة إكستر، التي كانت مؤلفة رئيسية للدراسة: «التنوع الثري لحياة منطقة الشفق قد تطور في السنوات القليلة الماضية، عندما كانت مياه المحيط قد بردت بما يكفي لتعمل مثل الثلاجة، والحفاظ على الغذاء لفترة أطول، وتحسين الظروف التي تسمح للحياة بالازدهار».
وتعد منطقة الشفق، المعروفة أيضاً باسم المنطقة الجائرة، موطناً حيوياً للحياة البحرية. ويعد التخليق الضوئي أكثر خفوتاً من أن يحدث إلا أنه موطن لعدد من الأسماك أكبر من بقية المحيط مجتمعة، فضلاً عن مجموعة واسعة من الحياة بما في ذلك الميكروبات، والعوالق، والهلام، حسب مؤسسة «وودز هول أوشيانوغرافيك».
وهي تخدم أيضاً وظيفة بيئية رئيسية مثل بالوعة الكربون، أي سحب غازات تسخين الكواكب من غلافنا الجوي.
ويحاكي العلماء ما يمكن أن يحدث في منطقة الشفق الآن، وما يمكن أن يحدث في المستقبل بسبب الاحتباس الحراري. وقالوا إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن تغيرات معتبرة قد تكون جارية بالفعل.
وتقول الدكتورة كريشتون: «تعدُّ دراستنا خطوة أولى لاكتشاف مدى تأثر هذا الموطن المحيطي بالاحترار المناخي». وتضيف: «ما لم نقلل بسرعة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، قد يؤدي ذلك إلى اختفاء أو انقراض الكثير من صور الحياة في منطقة الشفق في غضون 150 عاماً، مع آثار تمتد لآلاف السنين بعد ذلك».